أعدمه الرئيس السوداني "النميري" بعد الإعلان عن تطبيق الشريعة الإسلامية في البلاد
كتب - نعيم يوسف
ناقش الإعلامي إبراهيم عيسى، في برنامجه "مختلف عليه"، المأساة التي عانى منها المفكر السياسي السوداني، محمود محمد طه، والذي وصفه بأنه "شهيد الحرية"، وأعدم في عام 1985، بمباركة الإسلاميين، والمؤسسات الرسمية "اللي عاملة نفسها وطنية".
من هو المفكر السوداني محمود محمد طه؟
الجدير بالذكر أن المفكر والمؤلف والسياسي السوداني، محمود محمد طه، أسس مع آخرين الحزب الجمهوري السوداني عام 1945 كحزب سياسي يدعو لإستقلال السودان والنظام الجمهوري وبعد اعتكاف طويل خرج منه في أكتوبر 1951 أعلن مجموعة من الأفكار الدينية والسياسية سمى مجموعها بالفكرة الجمهورية، وأخذ الكثير من العلماء مختلفي المذاهب الكثير على الفكرة الجمهورية وعارضوها ورماه بعضهم بالردة عن الإسلام وحكم بها مرتين أعدم في أخراهما في يناير 1985 في أواخر عهد الرئيس جعفر نميري.
شجاعة حتى النهاية
وقال "عيسى"، إن "طه" كان شجاعا منذ اللحظة الأولى وحتى إعدامه، لافتا إلى أنه طرح الكثير من الأفكار المختلف عليه والمغايرة للسائد، خاصة دعوته الواضحة لإبطال العمل بالآيات التي نزلت على الرسول في المدينة، والعمل فقط بالقرآن المكي، الذي نزل في مكة لأنه صالح لكل زمان ومكان، وإبطال الآيات الخاصة بالجهاد، كما كان رافضا للحركة الوهابية التي رآها إعادة بعث لابن تيمية بمزيد من التشدد ووصفها بأنها "متخلفة تتلبس بالدين"، كما أنكر وجود "علماء" في الدين الإسلامي.
أفكاره التي تحققت
في هذا الصدد، يقول الكاتب والشاعر السوداني محمد جميل، إن ما قاله "طه" أثناء محاكمته تحقق فيما بعد لأنه قال إن هذه القوانين -تطبيق الشريعة- سوف تقسم البلاد، وهو ما حدث فيما بعد وتم تقسيم السودان، واتضح تماما للسودانيين أن هذا ما حذر منه "طه".
الجماهير.. والتفكير
ويضيف "جميل"، في لقاء مع البرنامج أن الجماهير لا تفكر بعقولها وتعيش من خلال الدعوات الكبرى، وبالتالي الرئيس السوداني الأسبق جعفر النميري، الذي طبق الشريعة الإسلامية أقنع الناس، موضحا أن المفكر "طه" حذر من "الطوفان" الذي سيحدث بسبب هذه القوانين، وبالفعل دخلت السودان في حرب أهلية، ولذلك حاكموه محاكمة سياسية وقد تزامن هذا مع ظهور ما سُمي بـ"الصحوة الإسلامية".
حالة فريدة في السياسة السودانية
أما الكاتب والروائي السوداني حمور زيادة، فقد قال إن "طه" يعتبر حالة فريدة في الفكر والسياسة السودانية، وهو من النوادر في المنطقة كلها، وكان تجسيدا للأفكار التي عاش بها، واستطاع تأسيس تيار كبير مؤمن بهذه الأفكار، ويلقى الإعجاب حتى من الخصوم.
أفكاره المنتشرة بين السودانيين
ولفت "زيادة"، إلى أن أفكاره مثل "الزواج الجمهوري"، ووضع العصمة في يد المرأة أصبحت منتشرة في خارج تيار الجمهوريين، أما أفكاره عن الأضحية وغيرها، فإنها لم تلق حظها كثيرا خارج هذا التيار، موضحا أنه كان مولعا بفكرة القرن العشرين والتطور الذي فيه.