جديد الموقع
جمهور مسرحية "حكايات الناس": ثورة يناير وحدت المصريين ورفعت شعار الهلال والصليب من جديد
ثورة يناير أسقطت ما يشاع عن حالة العداء بين المسلمين والمسيحيين
هل صنع سعد زغلول الثورة، أم صنعت هي منه زعيمًا
ظن نظام مبارك أنه يحكم قبضته على الشعب الذي لن يستطيع أن يثور
ظن نظام مبارك أنه يحكم قبضته على الشعب الذي لن يستطيع أن يثور
كتبت: ميرفت عياد
يقام على مسرح ميامي عرضًا مسرحيًا بعنوان "حكايات الناس في ثورة 19"، من تأليف وإخراج أحمد إسماعيل، وبطولة "سلوى محمد علي" و"محمد دسوقي" و"يوسف إسماعيل" و"نيفين رفعت" و"حمادة بركات" وأشعار "رجب الصاوي"، ديكور "ناصر عبد الحافظ"، ملابس "سعاد العاجاتي"، غناء "محمد محسن".
نظم الحكم الديكتاتورية وفسادها
ويتميز هذ العرض المسرحي بأنه يميل إلى العرض الوثائقي الممزوج بشكل من أشكال الدراما والغناء والسرد والتشخيص والتمثيل والتوثيق، وتلك النوعية من العروض المسرحية تجمع ما بين الأعمال الوثائقية والدرامية من خلال استخدام وقائع تاريخية، ومزجها بأحداث من صنع خيال الكاتب، وذلك في محاولة لربط الأعمال المسرحية بحالة الحراك السياسي والاجتماعي التي تشهدها مصر الآن، والكشف عن مساوئ نظم الحكم الديكتاتورية وفسادها.
ثورة بلا زعيم
في ظل اتهام ثورة 25 يناير بأنها ثورة بلا زعيم، أو جسد بلا رأس، يطرح العرض المسرحي "حكايات الناس في ثورة 19" سؤالًا في غاية الأهمية، وهو أيهما يصنع الآخر.. الثورة أم الزعيم؟ وذلك من خلال عرض لأدوار الزعماء التاريخيين، أمثال "محمد فريد" و"سعد زغلول" في ثورة 1919، والأحداث المتلاحقة في تلك الفترة والتى تسببت فى اندلاعها وعرض لادوار بعض البسطاء من عامة الشعب فى نفس الثورة ولكن لم يذكرهم التاريخ، تاركاً المخرج الاجابة على هذا السؤال الصعب للجمهور ليجيب بنفسه عن هل صنع سعد زغلول الثورة، أم أن الثورة هي التي صنعت منه زعيمًا؟
النقاء الثوري والكمال السياسي
ويعتمد العرض بشكل كبير على الأغاني التي تبرز كلماتها الوضع السياسي والاقتصادي المتردي للمصريين أثناء حكم الاحتلال الإنجليزي، وكم الاستبداد والقهر والمعاناة والفقر الذي عانى منه معظم المواطنين، خاصة في ظل وجود فوارق طبقية رهيبة بين الأغنياء والفقراء من هذا الشعب، كما قام أبطال العرض بتجسيد حالة من النقاء الثوري والكمال السياسي الذى يصعب وجودهما في الواقع، من خلال أغاني سيد درويش التي تجسد حالة رومانسية، وكأن الثوار في تلك الفترة الزمنية كانوا لا يعانون من القلق أو الخوف من المجهول.
الهلال والصليب
وحول العلاقة بين ثورة 1919 وثورة 25 يناير، قام "الأقباط متحدون" باستطلاع آراء جمهور العرض، الذي أكد على وجود العديد من أوجه التشابه بين كل من الثورتين، منها أن كل منهما كانت ثورات شعبية سلمية، كما كانتا بعيدتين كل البعد عن التوقعات السياسية تمامًا، حيث ظن نظام مبارك أنه يمسك مقاليد الأمور بيديه، وأنه يحكم قبضته على الشعب الذي لن يستطيع أن يثور في وجه الظلم والفساد، أما ثورة 19 فكانت أيضًا ثورة سلمية لشعب أعزل، ضد الاحتلال البريطاني الذي كان جاثمًا على صدور المصريين لسنين طويلة ينهب خيرات بلاده، كما أن الثورتين تجلت فيهما جميع مظاهر الوحدة الوطنية، وارتفع شعار الهلال والصليب بصورة طبيعية، تؤكد على وحدة جسد هذا الشعب، الذين يريدون أن يمزقوه بالفتن، كما أن في كلا الثورتين ارتفعت الشعارات تبحث عن الكرامة والديمقراطية والحرية والعدالة.
الفساد وسرقة ثروات البلاد
مشيرين إلى أن شباب 25 يناير قاموا بثورة أعظم من ثورة 1919، لأنها أسقطت العديد من الأوهام والاتهامات التي أثقلنا بها كاهل شباب هذا الجيل الذى اتهمناه بالسلبية، وعدم الانتماء واللامبالاة والسطحية، وغيرها من الصفات التي لا تصح أن يتصف بها إطلاقًا شباب هذا الجيل، الذي فجر أعظم ثورة سلمية شهدتها مصر، خاصة أنها استطاعت أن تهزم أسطورة أن المصريين لا يثورون على الاستبداد والظلم لأنهم اعتادوا على وجود فرعون يحكمهم كرمز للخنوع والذل والمهانة، كما أسقطت ثورة يناير ما أشيع عن حالة العداء والكراهية التي تشتعل نيرانها بين المسلمين والمسيحين من أبناء هذا الوطن، لقد أثبتت الثورة أن المصريين لا يمكن أن يتقسموا، وأن محاولات الزج بهم في أحداث طائفية، ما هي إلا مخطط من قبل نظام الحكم السابق لإلهائهم عن حقيقة الفساد وسرقة ثروات البلاد.
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :