رغم عشرات الشخصيات المختلفة التي آداها في مئات الأعمال الفنية بين شاشات السينما وخشبة المسرح وشاشة التلفزيون، تمنى الفنان الراحل فاروق الفيشاوي أداء شخصية مختلفة تمامًا عما قدمه طوال تاريخه الفني الممتد.
وتوفي الفنان فاروق الفيشاوي، فجر اليوم الخميس، بعد صراع طويل مع مرض السرطان، بأحد المستشفيات الخاصة بالقاهرة، عن عمر ناهز 67 عاما.
الفيشاوي في آخر ظهور له العام الماضي مع الإعلامية منى الشاذلي في برنامج "معكم" المذاع عبر فضائية "cbc"، قال إنه يتمنى أن يقدم عملًا عربيًا بتجسيد شخصية المطران كابوتشي، للرد على الاحتلال والغرب الذين يتهمون العرب بالإرهاب، وأوصى بتقديم الدور إذا لم يستطع هو تجسيده.
والمطران كابوتشي هو رجل دين مسيحي سوري، ولد في حلب وأصبح مطراناً لكنيسة الروم الكاثوليك في القدس عام 1965 وعُرف بمواقفه الوطنية المعارضة للاحتلال الإسرائيلي في فلسطين، وعمل سراً على دعم المقاومة.
وأوضح الفيشاوي أن المطران كابوتشي تعاطف مع القضية الفلسطينية بشكل كبير وساعد الفدائيين الفلسطنيين واشترك في النضال الفلسطيني مؤكدًا أن قيمة هذا الرجل أنه يثبت للعالم أجمع أن الإرهاب ليس مسلمًا كما ادعوا وكما صدق المسلمين على حسب تعبيره.
وأكد الفيشاوي أننا ليس لدينا إرهابيين ولكنهم متطرفين دينيًا وأنهم فهموا الدين بشكل مختلف عن حقيقته، مستنكرًا الصاق الغرب تهمة الإرهاب بالمسلمين.
وأشار الفيشاوي أنه سمع عن المطران كابوتشي، مؤكدًا أنه بطل مسيحي عربي وأن نضاله يؤكد للعالم أن المجاهدين في فلسطين ليسوا المسلمين فقط ولكنهم المسيحيين أيضًا.
ومن المقرر تشييع جثمان الفقيد، بعد صلاة الظهر، من مسجد مصطفى محمود، بمنطقة المهندسين.
وكان الفيشاوي، قد شارك مؤخرا في عروض مسرحية "الملك لير" مع النجم يحيى الفخراني، والتي انطلق عرضها في شهر فبراير الماضي، ولكن القدر لم يمهله لاستئنافها.
وحرص نجوم الفن والغناء على نعي الفنان الراحل عبر منشورات لهم على حساباتهم الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي، بينهم محمود ياسين قائلا: صديقي الشهم الجدع في ذمة الله، ونضال الشافعي إذ قال: رحل القيمة والقامة.. مع السلامة، وكذلك عمر زهران في رسالة مؤثرة.
ونعت نقابة المهن التمثيلية، الفنان الراحل قائلة في بيان لها: "كان رمزا من رموز الفن المصرى وسيظل. رحم الله الفقيد والهم أهله وجمهوره الصبر والسلوان".