د. مينا ملاك عازر
هناك أخطاء إدارية وأخرى فنية اجتمعت على طول موسم طويل، كاد الزمالك بالرغم من هذا أن يتوج في ختامه بدرع الدوري لكن تراكم الأخطاء وتعاقبها جعل الأمر صعباً.
لكن لماذا خسروا؟ لا أستطيع اللوم على سيادة المستشار مرتضى منصور وسياسته -فالرجل الذي اعتاد تغيير المدربين- ونعيب عليه هذا في الموسم السابق لم يفعلها في الموسم هذا، لكنه وبالرغم من هذا لم يستطع المدير الفني الذي لم يقال بالرغم من سوءاته أن يحقق الدرع قبل موعده بفترة طويلة، وبدأ خسارة النقاط ونزفها منذ شهر مارس الماضي، كما أنني لا أستطيع القول أن خسارة الزمالك الدوري التي حدثت ل41 مرة فاز بها الأهلي بالدوري، كان مرتضى منصور موجود في الإدارة، كما أنني لا أستطيع أبداً القول بأن المدير الفني هو السبب ولا اللاعبين، فكل هؤلاء يتغيروا بسبب تعاقب الزمن والأيام، وعليه فبالرغم من أن كل من هؤلاء لاعبين ومدربين وإدارة يتحمل جزء من الخسارة بتفاوت درجات تحمل المسؤولية، لكن ما لا شك فيه أن ثمة عامل أساسي وثابت لا يتغير إطلاقاً على مدار سنوات الدوري الأكثر من ستين.
أعتقد أن السبب الأعظم هو إرادة الدولة والأجهزة الأمنية، فدعني أرى فترة السبعينات حيث كان يحكم الرئيس السادات الذي كان يحزن متى يخسر الأهلي لم يفز الزمالك بالتالي بالدوري، كما أن تصريحات وزير الرياضة السابق يؤكد أن الأجهزة الأمنية تنام مرتاحة لفوز الأهلي، ما يعني أن إرادة ورغبة الدولة وأحلام أجهزتها تصب في هذا الاتجاه، فالدولة التي خطط اتحاد الكرة بها الجدول بحيث يتناسب مع ظروف النادي التي كانت سيئة هذا الموسم، حتى أنهم في الموسم السابق مثلا عدلوا له اللوائح بحيث يتمكن من ضم صفقات جديدة على غير الاتفاق الذي بدأوا به الموسم لكي يلحق بركب المناسبة، ومنعوه هذا الموسم من ملاقاة الفرق القوية في وقت ضعفه لألا ينال المزيد من الخسائر، وأراحوه فترات وصلت لأكثر من خمسين يوم من اللعب في الدوري المحلي ليواصل خسائره الأفريقية والعربية في شهر نوفمبر الماضي تكاد تنتحب لو كان الأهلي بعد كل هذا خسر.
وعلى مدار مواسم كثيرة وطويلة سانده التحكيم كوسيلة متحدة مريحة وآمنة حتى أن الكثيرين صدقوا بأن أخطاء التحكيم جزء من متعة كرة القدم، طبعاً ده لو كانت أخطاء الحكيم تصب فقط في مصلحة الأهلي، لكن لو صبت في مصلحة الزمالك ولنعوذ بالله فكان حينها رجس من عمل الشيطان، ويمكن نلغي النشاط الكروي حتى يتعافى التحكيم، ويفوز الأهلي بالدوري.
أخيراً، وتأكيداً أنا لا أقل أن خسارة الزمالك هذا الموسم للدوري ترجع للدولة فقط ولكن هناك أخطاء فنية وإدارية وتقصير من اللاعبين أسهمت في تنفيذ تخطيط الدولة الذي ربما لو أسلمت رأسي لنظرية المؤامرة تكون هي السبب في ترتيب الأخطاء الإدارية بالذات، لكن في نفس الوقت أحيي المستشار مرتضى منصور على صفقاته ومجهوده في إدارة النادي اجتماعياً حتى أنه طوره بدرجة كبيرة لكن بقى لغز خسارة الدوري لغز لا يحل إلا من عمق جهات أمنية تؤمن بأن العدالة في تداول السلطة أمر صحي ومطلوب –تداول السلطة هنا أقصد به تداول الدوري-
المختصر المفيد لا لتسيس الكرة.