حصل على دعم ونفوذ كبير من "البشير".. ولعبت قواته دورًا كبيرًا في عزله
كتب - نعيم يوسف
رجل لم يتعدى الـ45 سنة، لم يحصل على القدر الكافي من التعليم، ولم يدخل مدرسة عسكرية ولا كلية حربية، إلا أنه أصبح الرجل الثاني في السودان، والشخص الذي يتحدث باسم دولة بأكملها.. إنه محمد حمدان دقلو، الشهير بـ"حميدتي".
راع غنم.. لم يكمل تعليمه
ولد "دقلو"، في قرية الرزيقات، وهو ينتمي لقبيلة تحمل نفس الاسم، في عام 1975، وعاش طفولته وفترة المراهقة في هذه القرية، حيث انقطع عن الدراسة عندما كان في سن الـ15، ليعمل مع قبيلته في تجارة الإبل والقماش وحماية القوافل.
البداية .. حماية القوافل
"حميدتي" كما يطلق السودانيون عليه، تزعم في بداية حياته مجموعة صغيرة من الشباب، كانوا يقومون بتأمين القوافل من السرقة، ولهذا السبب كان يتنقل كثيرا في المنطقة بين تشاد وليبيا ومصر، إما لحماية القوافل أو لبيع الإبل.
لم يلتحق بالكلية الحربية
لم يلتحق حميدتي بأي كلية حربية، أو مدرسة عسكرية، ولكن تقارير كشفت أن حادثة وقعت له غيرت مجرى حياة "حميدتي" راعي الغنم، إلى قائد عسكري، بعد تعرض أحدى قوافله للسطو والسرقة، ليؤسس بعدها ميليشيا مُسلّحة زادت اشتهرت كثيرا بعدما لفتت انتباه صناع القرار في السودان في ظلّ سعي الحكومة إلى ضم القبائل لتحالفها مع الجنجويد لمواجهة التمرد في دارفور.
قوات الدعم السريع
عام 2010، تحولت هذه المليشيا إلى ما يعرف بـ"قوات الدعم السريع"، والتي يقدر عددها بـ40 ألف مقاتل مجهزة بالعتاد والسلاح، والتي لقيت دعما كبيرا من الرئيس السوداني السابق عمر البشير، الذي استخدمها في حرب دارفور، وتم اتهامها بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضدّ الإنسانيّة.
تغيير مجرى الأحداث
ساهمت القوة التي يتزعمها حميدتي في تغيير مجرى الأمور في السودان فيما بعد، واتهمت بقتل ما يزيد عن 250 مواطنًا سودانيًا خلال التظاهرات بالخرطوم في سبتمبر 2013، ورغم الدعم والنفوذ الذي حصل عليه "حميدتي"، من الرئيس السوداني عمر البشير، وكونه أحد الأذرع القوية للنظام، لم يظهر "حميدتي"، ولا قواته في بداية احتجاجات 2019، إلا أن قواته كان لها دور كبير في الانقلاب الذي قاده المجلس العسكري على البشير، كما تولى منصب نائب رئيس المجلس العسكري، والمتحدث باسمه، ليصبح بذلك الرجل الثاني في البلاد، والمرشح بقوة ليكون الرجل الأول من خلال خوض انتخابات الرئاسة كما أفادت بعض التقارير.
قوة إقليمية
لم يفرض "حميدتي" نفسه على السودان فقط، بل أصبح لاعبًا مهمًا في السياسة الإقليمية، حيث شارك منذ عام 2015، بقواته في حرب اليمن من خِلال قوات الدعم السريع، كما تحولت قوات حميدتي إلى حليف للاتحاد الأوربي في محاربة الهجرة غير الشرعية من إريتريا وإثيوبيا، الأمر الذي نفاه الاتحاد الأوربي؛ لكن حميدتي هدّد الاتحاد في خطاب متلفز بوقف التعاون إذا لم يعترف علنًا بتعاونه مع قواته.