وسيم السيسي
صرحت السفيرة الأمريكية آن باترسون بأن عودة اليهود من الشتات ومن جميع بلدان العالم إلى «أرض الموعد» من النيل إلى الفرات صارت وشيكة، وقالت إنها لعبت بكل فخر دورًا محوريًا فى تحقيق النبؤات التى قيلت عنها بصورة تعتبر إعجازية، إلى هنا انتهى كلام باترسون، وقد يكون منسوبا إليها، ولكنه متداول، بل هناك خرائط تصور إسرائيل الكبرى من النيل للفرات!
فى بحث علمى موثق غير مسبوق للأستاذ وحيد صاحب برنامج الدليل فى قناة الحياة يقول: إن وعد الله لأبى الأنبياء إبراهيم فى سفر التكوين ١٥: ١٨ صحيح، هذا الوعد الخاص بأرض الموعد the promised land من «نهر مصر» river of egypt إلى نهر الفرات النهر الكبير!
يقول الأستاذ وحيد: من قال إن نهر مصر هو نهر النيل؟ النيل فى النسخة العبرية «ياور» بينما نهر فى النسخة العبرية: نار أو نر أو نهر أو نير!
ملحوظة من عندى: ياور العبرية هى يارو المصرية القديمة ومعناها الجنة.
يعرض الأستاذ وحيد فى حلقة ٢٩٠ من برنامج الدليل عشرات الخرائط التى توضح «نهر مصر»: هو نهر موسمى فى سيناء على حدود العريش ويبعد ٢٨٠ كيلومترا عن ياور أو يارو أو النيل! كما يؤكد لنا أن كلمة ياور أو النيل جاء ذكرها فى الكتاب المقدس عشرات مرات، ولم تذكر مرة واحدة أن لها علاقة بأرض الموعد، بل تحدد دائما الحدود الجنوبية لأرض الموعد بهذا النهر الصغير الموسمى فى أرض سيناء المذكور والمرسوم فى كل خرائط العالم «بنهر مصر» وليس النيل.
يقول الأستاذ وحيد: كل يهودى يعرف العهد القديم جيدا يعرف أن نيل مصر طوله ٦٦٥٠ كيلومترًا، بينما النهر الكبير، نهر الفرات ٢٩٤٠ كيلومترا، وهذا يؤكد أن نهر مصر الموسمى الصغير الذى يشق الجزء الشمالى من سيناء غير النيل العظيم الذى يشق مصر، إذن «نهر مصر» هذا الجدول الصغير ليس هو النيل العظيم ياور أو يارو.
يحدثنا الأستاذ وحيد عن نهر الفرات كيف ينبع من الأناضول ويمر بتركيا، ثم العراق، ثم سوريا، حتى يصب فى الخليج العربى أو الفارسى، فهل حدود أرض الموعد هى تركيا، العراق، سوريا؟ أم أن حدودها جزء صغير من نهر الفرات وهى عند مجدو؟
إن أرض الموعد ليست واحدا على عشرة مما تدعيه الصهيونية العالمية فى خريطة إسرائيل الكبرى! ويؤكد كلام الأستاذ وحيد ما جاء فى هذا الكتاب الرائع: التوراة اليهودية مكشوفة على حقيقتها بناءً على علم الآثار، تأليف العالمين اليهوديين: إسرائيل فنكلشتاين، نيل أشرسيلبرمان.
كان العبرانيون فى أرض جاسان «الشرقية» ويدعون أنها أرضهم، ويرد عليهم أستاذ وحيد جاء فى التوراة: سوف تستعبدون فى أرض غريبة عنكم «مصر» فكيف تكون أرضهم؟! ويقولون إن بابل أرضهم، ويرد عليهم مزمور ١٣١: على أنهار بابل هناك جلسنا، طلبوا منا أن نرنم ترنيمة للرب، كيف نرنم ونحن فى أرض غريبة؟! إذن بابل ليست أرضهم!
ادَّعوا أن الوعد بعودتهم تحقق ١٩٤٨، ويرد عليهم البابا شنودة ١٩٦٥ أن هذا الوعد قد تحقق بعد عودتهم من السبى البابلى القرن الخامس قبل الميلاد.
ادعوا أنهم بناة الأهرام، والأهرام عبقرية هندسية فلكية لا علاقة لها بالعبرانيين، لأنها فوق مدارك رعاة الغنم، كما اعترف بيجن لهدى توفيق «جريدة الجمهورية» بأن المصريين هم بناة الأهرام.
خلاصة الخلاصة، النيل ليس هو «نهر مصر» الموسمى الصغير الموجود فى سيناء ويعتبر الحدود الجنوبية التوراتية ليهوذا وإسرائيل، أيضاً «نهر مصر» ترعة صغيرة بالنسبة للفرات، كما أن الفرات كله أقل من نصف نيل مصر، أيضًا.
أرض الموعد فى التوراة ليست الخريطة المزعومة المتداولة والتى تضم العراق وسوريا ولبنان، وجزءا من السعودية، وجزءا من مصر، ولكنها كما قال عنها مؤلفا كتاب التوراة اليهودية: كانت مجموعة قرى جبلية منعزلة نائية، لا وزن لها، فى منطقة التلال والمرتفعات الوسطى فى أرض كنعان.
قد أختلف مع الأستاذ وحيد، ولكن ما يجمعنا هو حب مصر العميق، هذا البحث غير المسبوق يجب أن يعمم ويدرس فى كل مكان وزمان.
نقلا عن المصرى اليوم