اكتشاف « الكويت'>خلية الكويت» يعيد التأكد على بعض قواعد وطرق جماعة الإخوان فى العمل ضد مصر مجتمعًا ودولة؛ الخلية تضم 12 إخوانيًا؛ هربوا إلى الكويت؛ وشاركوا فى أعمال إرهابية بمصر، ومن بينها عملية اغتيال النائب العام المستشار هشام بركات؛ تم ضبط ثمانية منهم، والآخرون هربوا من الكويت؛ وفى التحقيقات التى أجرتها معهم الدا الكويت'>خلية الكويتية قبل ترحيلهم إلى مصر، اعترفوا بالكثير؛ الجماعة أصدرت بيانا ناشدت فيه سمو أمير الكويت عدم تسليمهم لمصر؛ بدعوى أنهم لم يخالفوا قوانين الكويت ولم يعملوا ضدها.
جماعة الإخوان منذ تأسيسها تمد أنفها وأذرعها إلى الخارج؛ وضح ذلك حين قامت جماعة إخوانية فى اليمن - نهاية الأربعينيات - بالإطاحة بأميرها وقتله؛ وتبين أن ذلك تم بتوجيه مباشر من حسن البنا؛ وتشير بعض الوثائق الأمريكية إلى أن ذلك الحادث أثار قلقا شديدا لدى الملك فاروق والملك عبدالعزيز آل سعود من البنا ومخططاته؛ وتثبت الوقائع أنه ما إن أصدر محمود فهمى النقراشى باشا قراره بحل الجماعة سنة 1948، حتى بادر عدد من أعضائها بالهروب إلى برقة فى ليبيا وإلى الحجاز؛ استباقا لأى إجراء يمكن أن يتخذ ضدهم. الجماعة كانت تراهن على الخارج من اللحظة الأولى، لتحقيق رؤية البنا عن عالمية جماعته ودعوتها؛ وأن مصر بالنسبة لها ليست نهاية المطاف، هى البداية فقط؛ وهكذا ربت الجماعة أذرعًا لها فى الخارج، عبر مستويات عدة، أبرزها تكوين خلايا داخل كل مجتمع ودولة يصل إليها عدد من الإخوان؛ وتكون مهمتهم جمع الأموال لصالح الجماعة ومشاريعها؛ وبناء مؤسسات اقتصادية؛ ثم تحول الأمر فى السنوات الأخيرة إلى الضغط على الدولة المصرية بشراء العملات من المصريين المقيمين هناك، لمنع تحويلها إلى البنوك المصرية, بما يحرم الاقتصاد المصرى من مصدر مهم للعملة الصعبة؛ حاولوا ذلك سنوات 2013 و2014 و2015 فى وقت كان الاقتصاد المصرى يواجه أزمة صعبة؛ نتيجة تعطل الإنتاج وركود السياحة الذى صاحب ثورة 25 يناير 2011 ثم صعود الإخوان إلى السلطة سنة 2012 وإسقاطهم فى ثورة 30 يونيو المجيدة. وثبت أن بعض هذه الخلايا يمكن أن تدبر وصول الأسلحة إلى الجماعة فى الداخل؛ كان تنظيم سيد قطب يعتمد على خلية سودانية سوف تهرب لهم الأسلحة عبر درب الأربعين فى صيف سنة 1965، وفى العمليات الإرهابية بسيناء وجدنا أذرع الجماعة فى ليبيا الشقيقة تهرب الأسلحة إلى أذرع الإرهاب فى سيناء الحبيبة.
ولكى تنجح هذه الخلايا فى الدول الأخرى، كان عليها أن تشكل خلايا محلية ثابتة لها؛ وتبايع المرشد العام؛ ودور الخلايا المحلية تأمين أعضاء الجماعة هناك وتقديم الدعم والعون لهم؛ وتكون وسيلة الجماعة للضغط على مصر إعلاميا وسياسيا إن أمكن، ثم التدخل فى شؤون كل دولة بطريقتهم؛ كما حاولوا فى دولة الإمارات العربية المتحدة نهاية سنة 2012؛ وآخر بروفة لظهور تلك الخلايا المحلية فى بلدانها الأصلية كانت وفاة الرئيس المعزول د. محمد مرسى، حيث وجدنا خلاياهم وبلا مفاجأة فى إسرائيل مثلاً. وقد أثبتت أحداث السنوات الأخيرة؛ تحديدا منذ سنة 2011، أن أذرع الخارج صارت هى الأصل والأساس؛ تلك الأذرع لعبت دورها فى دفع الجماعة إلى سدة الحكم فى مصر سنة 2012، وهى نفسها التى شكلت درعا لحماية الجماعة من غضب المصريين بعد ثورة 30 يونيو، وها نحن نرى أنه لولا الذراع الأردوغانية والذراع القطرية لتراجعت الجماعة تماما. ونعرف - الآن - أن ما يسمى التنظيم الدولى للجماعة هو المهيمن وله الكلمة العليا داخل الجماعة، صحيح أن هناك من المنشقين عن الجماعة من يهون من أمر ذلك التنظيم ويعتبره وهمًا، لكن الكثير من الوثائق والمعلومات التى تتسرب من بعض المصادر الأجنبية تقول غير ذلك؛ هذا التنظيم هو الذى ربط الجماعة بآية الله الخمينى، مبكرا جدًا - وقبل وصوله إلى طهران، وهو الذى مثل الجماعة لدى عدد من أجهزة المخابرات الأجنبية.
ويبدو أن الجماعة كانت قررت اعتبار دولة الكويت ارتكازا لها ضد الدولة المصرية، لذا لا يجب أن نفاجأ بأن هناك 300 «إخوانجى» هربوا من الكويت عقب كشف الخلية الإرهابية؛ وإذا كانت الأرقام على هذا النحو؛ فكم من العناصر المحلية هناك أمكن تجنيدها، كى تتولى ترتيب وتغطية وجود هذا العدد داخل الكويت وماذا يدبرون للكويت نفسها؟!
لم يحدث أن أقام الإخوان فى بلد إلا وتآمروا عليه فى النهاية وحاولوا تدميره من الداخل، ما فعلوه مع المملكة العربية السعودية نموذجاً يجب أن يدرس بعمق؛ رغم أن المملكة قدمت لهم الملاذ الآمن بعد تآمرهم على الرئيس عبدالناصر عامى 1954و 1965.
إنها أقرب إلى خلايا سرطانية تتسلل إلى جسد أى مجتمع؛ وتظل كامنة ثم تنشط لتدمر فاعلية ذلك المجتمع وتفتك بخلاياه الحية، ما لم تتم مواجهتها واستئصالها.
الحالة الكويتية فارقة تماما؛ إنها تختلف عن حالة الإمارات العربية والمملكة العربية السعودية؛ ذلك أنه حين غزا صدام حسين الكويت سنة 1990 واعتبرها المحافظة رقم 19 بالعراق؛ وقفت جماعة الإخوان علنا إلى جوار صدام؛ وكانت مع احتلال الكويت، وهاجمت الموقف المصرى والعربى الرسمى والشعبى المساند للكويت والمدافع عن استقلالها؛ ومعنى هذا أن العناصر المحلية الكويتية التى سهلت للخلية دخول الكويت والإقامة بها والتآمر على مصر؛ لا يعنيها حتى مصلحة الكويت ذاتها ومصيرها؛ وإذا كان مهدى عاكف قال يوما «طظ فى مصر» فإنهم هناك وإن لم ينطقوا بها فعلوها بالنسبة للكويت؛ فالوطن لدى الإخوان لا معنى له ولا وجود له.
وطبقا لبيان الدا الكويت'>خلية الكويتية؛ فإن «الخلية الإرهابية» كان معظم أفرادها يعملون فى جمعيات خيرية، ومجددا يتكشف مدى تلاعب الجماعة بفكرة حب الخير وفعله والتبرع له لدى عموم الناس؛ هم يحولون هذا الشعار النبيل إلى وكر للفساد الأخلاقى والسياسى، نحن فى مصر خبرنا ذلك ونعرفه جيداً، تمويل بؤرتى رابعة والنهضة صيف سنة 2013 كان معظمه من جمعيات تلقت أموالها من المتبرعين وفاعلى الخير، وجدنا جمعية لرعاية الأطفال اليتامى وتعتمد على تبرعات المواطنين أخذت الأطفال إلى بؤرة رابعة وتم تصويرهم باعتبارهم ضد ثورة 30 يونيو؛ ولذا فإن كثيرين فى مصر لم يفاجأوا ولم يستوقفهم خبر تسلل أولئك الإرهابيين إلى الجماعات الخيرية بالكويت، بالتأكيد الذين تبرعوا للخير فى الكويت من أفراد؛ دفعوا برغبة خالصة لفعل الخير والإنفاق فيما يرضى الله، وليس فى شراء الأسلحة والمتفجرات ودعم الإرهابيين وقتل النائب العام المصرى والمدنيين المصريين، فضلا عن أفراد الشرطة والجيش؛ إن الجيش الذى ساهم فى تحرير الكويت سنة 1991 لا يمكن لأبناء الكويت أن يدفعوا ويتبرعوا لقتل أفراده، ولكن الجماعة تفعلها؛ وهكذا كان بيان الجماعة عن أن أفرادها لم يخلوا بالقوانين والنظم الكويتية ولم يعملوا ضدها؛ هو كذب تماماً؛ كشأنهم دائما؛ هم اخترقوا الكويت وخانوا المجتمع الكويتى. لكن هذا البيان يؤكد أن تلك الخلية كانت تعمل بتكليف من قيادة الجماعة، ولا تعمل منفردة؛ على طريقة الذئاب الشاردة؛ والتساؤل المهم: ترى كم بلداً اخترقته مثل هذه الخلية؟!
وليست تلك كل أذرع الجماعة بالخارج ولا هى أخطرها.
نقلا عن المصري اليوم