يطالب المستشار نجيب جبرائيل، رئيس منظمة الاتحاد المصرى لحقوق الإنسان، وطائفة معتبرة من المسيحيين الحادبين على سلامة الوطن، بعودة جلسات النصح والإرشاد، بحيث يخضع طالب إشهار الإسلام طوعيًا لنصح رجال الدين المسيحى على جلسات، فإذا أصر على موقفه تستكمل الإجراءات، أو يعدل عن طلبه، وكفى المصريين شر الفتنة الطائفية.
مطلب عادل، وظروف إلغاء جلسات الإشهار كانت استثنائية، ويلزم عودتها مع شيوع عدد من الوقائع المنشورة على المواقع القبطية والصفحات الإلكترونية باختفاء فتيات، خوفا أو طمعًا فى السلامة إذا ما قررت إشهار الإسلام فتكتوى الأسر بنار الاختفاء دونما خبر عن المختفية ومصيرها.
أعرف أن هذا الموضوع حساس ومناقشته تقلب المواجع القديمة، ولكن بيان المستشار جبرائيل كفانا مؤنة الحكى غير المباح عن ما يعتمل بين إخوتنا، وتشيره جماعات لا تتمنى خيرا لهذا الوطن، وتبذر الفرقة بين المسلمين والمسيحيين، والنار من مستصغر الشرر كما هو حادث.
معلوم ألغى اللواء حبيب العادلى، وزير الداخلية الأسبق، جلسات النصح والإرشاد فى ظرف مغاير، ويمكن أن تعود بعد تغير الظروف للأفضل، ويمكن أن تسهم فى تهدئة المشاعر، وتطبطب على القلوب، المسيحيون يتألمون لاختفاء بناتهم فى ظروف غامضة، صحيح هى حالات لم ترتق لمستوى الظاهرة، ولكن اختفاء فتاة واحدة يجرح المشاعر ويهيج الخواطر ويورث إخوتنا ألمًا مضاعفًا.
عودة جلسات النصح والإرشاد قد توفر حلا، لاتقاء شر مستطير، والجلسات لمن لا يعرف عبارة عن لجنة مكونة من رجل دين مسيحى وضابط أمن، تعقد جلساتها شهريًا فى مقر مدير الأمن حيث يعرض عليه حالات إشهار الإسلام، وكان رجل الدين يسدى النصح والإرشاد لطالب الإشهار، ويمكن أن تعقد هذه الجلسات لأكثر من جلسة، ثم بعد ذلك تهدأ الأمور ويتبين الخيط الأبيض من الأسود فى الواقعة محل الإشهار، وفى كلتا الحالتين تهدأ أحوال الأسرة وتطمئن على أن ابنتها ليست بمخطوفة، كما يحدث فى كل حالات إشهار إسلام الفتيات.
مشاكلنا نحن أدرى بها، أهل مصر أدرى بشعابها، وحلول مشاكلنا على أرضية وطنية، وفى ظل تسامح وطنى بات جليا متحققا فى تطبيقات قانون بناء الكنائس، جرى توفيق ما يزيد على ألف كنيسة، وكما تجلت الإرادة الوطنية فى تفكيك هذه المشكلة العويصة، يمكن أن تتجسد الإرادة الوطنية فى عودة جلسات النصح والإرشاد.
مهم تقليب مقترح المستشار جبرائيل على وجوهه، وبيان حيثياته، ومراجعة سوابق الجلسات، وحساب حسناتها من مساوئها، فإذا ما ثبت نفعًا فبها، أى بجلسات النصح والإرشاد، التعاطى الإيجابى مطلوب مع كل مقترح يخمد الفتنة، وقانا الله شر الفتن ما ظهر منها وما بطن.
نقلا عن المصري اليوم