أول ظهور للعورة كان بعد أن أكل آدم وحواء من الشجرة المحرمة. حين خالفا أمر الله. العورة كانت تُستر بورقة توت. حينها كان هذا هو الستر المطلوب.
لكن مع الوقت. مع الفتاوى. بدأت تتوسع بالتدريج لتشمل الجسم كله فى حالة المرأة. حتى كف اليد يرتدين له جوارب «جوانتى». أصبح الساتر الوحيد للعورة كما يتهيأ للناس هو ما يسدل عليها من قماش. كأن هذا القماش هو المؤكد للطهارة والعفة والصون.
إذا كان شعر المرأة عورة. ماذا عن السيدات اللائى يرتدين الحجاب. ويكشفن عن جزء من شعرهن؟ فهل هذا فى حد ذاته سماح بكشف جزء من العورة؟
إذا استخدمنا المنطق. إذا كان شعر المرأة عورة. فلماذا لا يكون شعر الرجل عورة أيضًا؟ فالمبدأ واحد لا يتجزأ.
القرآن فى حد ذاته معجزة. تقابله معجزة أخرى من الله هى العقل. لنتمثل بها معجزته الأولى. إلا إذا سلمنا معجزة العقل لآخرين ليملوا علينا استنتاجاتهم واجتهاداتهم.
يبدو أن كثيرًا من الشيوخ يعتبرون الشعر عورة. سواء كان لرجل أو امرأة. هذا يبرر الزى الذى يرتديه بعض مشايخ الفضائيات. هم يغطون رؤوسهم بطريقة غريبة أقرب إلى الحجاب!.
فى نهاية الأمر، لم يُذكر فى كتاب الله أى شىء عن الشعر. فى الآية الكريمة «وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ» (الآية 31ـ سورة النور). تفسير العلماء لـ«جيوبهن» واضح لا خلاف عليه. الجيوب هى الفتحات. والمقصود فى هذه الآية فتحة الصدر. حين كانت المرأة تقوم بإرضاع طفلها. وكان من الممكن أن تهمل فى تغطية صدرها. أيضا عندما تتباهى النساء بالمجوهرات التى تزين جيدهن. فكان القصد أيضاً منع التباهى والتفاخر.
بالتمادى ظهرت فتاوى تقول إن صوت المرأة عورة. انتهينا إلى أن الشعر عورة. الصوت عورة. قيادة السيارة عورة. العمل عورة. كأن المرأة كلها عورة. بدأنا نتحدث فى شكليات وتفاهات وتجاهلنا عورات كثيرة حقيقية موجودة حولنا طول الوقت.
فالخلاعة عورة. المجون عورة. التبرج الزائد عن الحد عورة. النظرة غير البريئة عورة. سواء كانت من رجل أو من سيدة. التبسيط المخل هو أن نأتى بقطعة قماش تغطى الرأس. بعدها يصبح لدينا ترخيص لفعل ما نشاء.
نقلا عن المصري اليوم