الأقباط متحدون | لقد غلبْتهُ...
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٠:١٥ | الثلاثاء ٦ ديسمبر ٢٠١١ | ٢٥ هاتور ١٧٢٨ ش | العدد ٢٦٠٠ السنة السابعة
الأرشيف
شريط الأخبار

لقد غلبْتهُ...

الثلاثاء ٦ ديسمبر ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم : زهير دعيم
لطالما قُلت : أين أذهب منك ، وأين أختفي ؟
لقد حيّرتني ,أدهشتني ومرَّغتَ أنفي أكثر من مرّةٍ في التّراب.
أسير يمينًا فتأبى إلا أن تنحرف بيَ إلى اليسار ، أسرع الخطو نحو الفضيلة فتشدّني نحو الرذيلة ، فأقف في منتصف الطريق ، لأعود مرة أدراجي ، ومرّةً أتبعكَ ...أتبع الدّيجور والعتمة والليل الحالك .
ما هو السرُّ الذي يلفُّكَ ؟!!


من أيّة طينة أنت ، فقد أتعبتني ، أتعبت أحاسيسي ومشاعري وعينيَّ وضميري ، أتعبت رجليَّ وأنا أركض خلفك ، خلف السّراب ، خلف " قبض الرّيح " .
أصدقني القول يا ايّها الغريب عنّي ، البعيد والقريب !!.
إلى أين تأخذني ؟ وماذا تريد منّي ، فالصراع معك صعب ، والركون لإرادتك مصيبة .
لا تدعني أرتاح ، فالمعركة بيني وبينك على أشدّها ، حرب سجال، والخسائر أكبر ، والجروح تنزف ، والضّمير يئنّ.
لمَنْ التجئ ولمن أشكوك ؟! حاولت أن أشكوك لنفسي فما فلحتُ ، وحاولت أن أقيّدك بإرادتي فكادت تنكسر هذه الإرادة على مذبح الشهوة ....إلى أن عرفتُ شابّاً ، جليليًا افترش الأرض والتحف السّماء ، شابّا لوّنَ الوصايا بدمِهِ ، وكتبها بروحِهِ ، وغنّاها محبةً وفداءً...

 

شابّا لا تعرف طينتُه ما أعرف أنا ، يداوي الأوصاب والنفوس بعطرٍ سماويّ وهمسٍ وتحنان وجبروت .
شابّا أقوى من الموت والعاصفة ، وأكثر بهاءً من الشّمس ، وأعظم من الطبيعة .
شابّا يُحبّ الفقراء والمرضى والمعوزين واليتامى..... والإنسان ، هذا الذي يحبّه هو ويعيشه ويموت لأجله.
التقيته صُدفةً ، بل قُل هو التقاني ، فهشَّ وبشَّ وابتسم وبلسم الجراح....وانتزع ..نعم انتزع بلطفٍ ذاك الحجر وزرع هناك ، في الأحشاء وبين الضّلوع ، قلبًا لحميًا ، جديدًا ، ينبض إباءً ، ومحبةً ، وطُهرًا وفضائل.


قلبًا من لحمٍ ، من مشاعر علوية ، لا يستطيع هذا الجسد الترابيّ أن يُغرّر به سريعًا ...قلبًا يركع في كُلِّ ليلة عند أقدام المصلوب..قلبًا مع كلّ نبضةٍ يصرخ : ي .س .و .ع.
قلبًا إن لوّتِ الخطيّة عنق الجسد ، ولوّنت الشّهوة ثغر الخطيئة ، صرخَ وأنّبَ وتمرَّدَ وتحدّى.
أيّها الجَسَد ...لقد انكَسَرتْ شوكتك ، بعد أن شكّلني – الذي عمل وما زال يعمل- شكّلني حسب إرادته ، وزرعني في جسده زهرة تُعطِّر الوجود وأطراف الدّنيا .
ايّها الجسد التّرابيّ ، لن أخافكَ بعد اليوم !! .




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :