لماذا سأعطى صوتي للكتلة المصرية ؟
بقلم : مجدى جورج
بما أنني يساري الهوي وتجمعي الانتماء ( اي منتميا لحزب التجمع التقدمي الوحدوي ) وذلك منذ حوالي ربع قرن فانه لم يحسب لي ولا مرة انني صوت لصالح الحزب الوطني الديمقراطي . اقول هذا بداية وردا علي سؤال من بعض الأصدقاء يقول : لماذا تنوي ان تصوت للكتلة المصرية هذه المرة ولا تصوت لاي من من القوي والتحالفات آلا خري ؟
فرددت عليهم قائلا : ان الاجابة علي هذا السؤال تتضمن شقين :
الاول لماذا لن أصوت لأي تحالف او اي حزب سواء من احزاب ما قبل الثورة او من الاحزاب او التحالفات التي تأسست بعد الثورة ؟ وللإجابة علي هذا
الشق من السؤال اقول :
اولا لأنني لا يمكن باي حال من الأحوال ان انتخب الاخوان او السلفيين فالاخوان يريدون اغتيال الأقباط معنويا بتهميشهم وإبعادهم عن كل المراكز والأماكن الحساسة اكثر مما هم مستبعدون بينما السلفيين يهددون الأقباط ليس بالاغتيال المعنوي فقط ولكن بالاغتيال المادي أيضا فهم يهددون الأقباط اما بدفع الجزية او ترك البلاد نهائيا ونائب رئيس حزب النور ياسر برهامي والمتحدث باسمه عبد المنعم الشحات لا يخفيان رأيهما في هذا الامر ويعتبران ان الأقباط كفار ( ونحن نعرف ماذا يعني حكم الكافر لديهم ) ، فلهذا لن أصوت أبدا لهذا التيار مهما مارس من تقية ومهما وضع علي رأس بعض قوائمه بعض اليهوذات من الأقباط . ولا يستثني من هذا حزب الوسط وكل الاحزاب ذات المرجعية الدينية آلاخري التي شاركت في هذه الانتخابات.
ثانيا كنت آري حتي وقت قريب ان الوفد هو الاقرب للأقباط لما يحمله من تاريخ وطني وليبرالي أتاح للأقباط تبوأ اعلي المراكز القيادية فيه ولكن ومنذ قدوم رئيسه الحالي والامور في الوفد تدار بطريقة حيرت الوفديين انفسهم ، فلا ننسي لرئيسه شراء جريدة الدستور مجاملة لخاطر قيادات في النظام السابق كانت متضررة من ابراهيم عيسي ، ولا ننسي مشاركته في انتخابات ٢٠١٠ السابقة ثم انسحابه منها فيما بعد ، ولا يمكن ان ننسي تحالفه مع الاخوان بعد الثورة في محاولة لاقتسام التورتة معا وأعطاء باقي اعضاء التحالف بعض الفتات لإرضائهم كما صرح بذلك عضو الوفد السابق مصطفي الجندي ثم انسحابه فيما بعد . كل هذا جعلني وجعل معظم الأقباط لا يبدون اي تعاطف مع الوفد الذي اعطي الاخوان الكثير من الشرعية التي كانوا يفتقدون اليها سواء الان او في برلمان ١٩٨٧ . لذا فإنني لن أصوت للوفد . وهذا الامر ينطبق أيضاً علي احزاب كنا نظن انها كانت تمثل جزء من المعارضة الجادة ايام مبارك مثل حزبي الغد ذو التوجه الليبرالي والكرامة ذو الاتجاه الناصري فقد فقد كلاهما تعاطفي وتعاطف الأقباط نتيجة ارتضائهما ان ينضويا تحت لائحة التحالف مع الاخوان
وأظن انهما خسرا وسيخسرا الكثير من هكذا تحالف. فالكرامة كان يمكنه ان ينجح علي قوائمه عدد لابأس به من المرشحين لو نزل هذه الانتخابات بقائمته
الخاصة به من امثال سعد عبود وأمين اسكندر وغيرهما وكذلك الحال بالنسبة للغد .
ثالثا الاحزاب التي تشكلت من فلول الحزب الوطني كالحرية ومصر القومي وغيرها هي والأحزاب آلاخري التي صنعها وشكلها صفوت الشريف كالمحافظين والجمهوري والعدالة الاجتماعية كل هذه الاحزاب لا يمكن ان أعطيها صوتي لانها كانت مشاركة او متؤاطئة مع نظام مبارك الذي اذاق الأقباط الأمرين علي مدي ثلاثين عام ، والذي لا زلنا نعاني من جراء سياساته الي يومنا هذا . ومؤسسي هذه الاحزاب بلا مبادئ ومستعدين للتحالف مع الشيطان من اجل كرسي البرلمان وخير دليل علي ذلك طارق طلعت مصطفي المتحالف مع السلفيين بالإسكندرية .
رابعا احزاب الثورة وعلي رأسها تحالف الثورة مستمرة وبالنسبة لي لو لم اعطي صوتي للكتلة فقد كنت سأعطيه لهذا التحالف الذي يضم بين طياته حزب التحالف الاشتراكي ويضم بين رجاله رجل كابو العز الحريري ولكن للأسف هذا التحالف لم يعمل علي الارض مثل باقي الاحزاب والتحالفات آلاخري فقد كان جل اهتمامه هو ميدان التحرير ولذا لم يشعر به الكثير من المواطنين عموما ومن الأقباط خصوصا . وبالطبع لن اعطيهم صوتي مع كل الاحترام لهم حتي لا
أساهم في مزيد من التفتيت للأصوات القادرة علي الوقوف في وجه التيارات الظلامية .
الثاني وللإجابة علي الشق الثاني من السؤال والخاص بلماذا أصوت لصالح الكتلة المصرية ؟ فأقول :
اولا ان الكتلة اعلنت انها مع مدنية الدولة ومع الهوية المصرية وهذه مقولة خاف واحجم الكثيرين عن قولها خوفا من التيار الاسلامي ذو الصوت العالي .
ثانيا ان الكتلة تضم بين طياتها حزب التجمع الذي انتمي اليه والذي يرأسه رجل بقامة رفعت السعيد وهو برغم كل ما قيل عنه الا انه كان ومازال رأس حربة في مواجهة هذا التيار الظلامي الذي يحاول السيطرة علي مصر .
ثالثا الكتلة تضم بين طياتها ايضا حزب المصريين الاحرار الذي اسسه المهندس نجيب ساويرس والذي اعترف انني عندما شاهدته في لقاء عقد بباريس ، كان قادم فيه للترويج لحزبه ( وحسنا فعل ) مع المخرج خالد يوسف وشاهدته في اكثر من لقاء تلفزيوني بعد ذلك فإنني بصراحة احسست انني امام رجل اعمال ناجح الا انه ليس بمثل هذا النجاح والتوهج سياسيا ومع ذلك لمست فيه صفتين جعلانى اميل للكتلة التي يمثل حزبه ركيزة الأساس فيها وهما :
- انه يمتلك قدر كبير من الصراحة التي من الممكن ان لا تكون مطلوبة طول الوقت من السياسي ، فقد اعلن اكثر من مرة انه يؤسس حزب المصريين الاحرار ولن يرأسه ( وحسنا فعل أيضاً ) لان هدفه مصارعة ومواجهة الاخوان سياسيا .
- انه يمتلك شجاعة كبيرة قلما امتلكها رجل من رجال الاعمال فمن المعروف ان رأس المال جبان كما يقولون ولكننا هنا امام رجل اعمال يعلن عن آرائه بكل صراحة حتي ضد حزب وتيار غالب في المجتمع ويمكن ان يقود البلاد في يوم ما ، ورغم ذلك لم يخاف علي ماله ولا اعماله بل وربما حياته وقرر مواجهة
هذا الخصم العنيد والعنيف . لهذا فإنني ساعطي صوتي للكتلة .
رابعا ساعطي صوتي للكتلة لان من بين احزابها الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي الذي يرأسه د. محمد ابو الغار الذي قاوم النظام السابق بكل قوة والذي أسس مجموعة ٩ مارس للدفاع عن استقلال الجامعة ضد تدخلات النظام السابق .
والدكتور محمد ابو الغار هو الذي دافع عن الأقباط بالقول والفعل عندما استقال من رئاسة قسم طب
الاطفال بجامعة المنيا احتجاجا علي استبعاد طبيبة مسيحية من الانتماء لسلك الأساتذة لانها مسيحية لهذا السبب فإنني اعطي صوتي للكتلة .
خامسا ساعطي صوتي للكتلة لانها لم تلعب أبدا علي وتر الدين بل اختارت مرشحيها بناء علي كفائتهم . ولان الكتلة تضم أساتذة ورجال مصر الأفاضل من عينة فاروق الباز ومحمد غنيم وغيرهم الكثيرين من افضل العقول في مصر .
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :