سليمان شفيق
، البدء من الخبرة المتاحة
ولازالت تتواصل مع ما كتبت كتابات جادة ورصينة متابعة ومعلقة لما نشرنا في اقباط متحدون من دراسة في خمسة مقالات ، والان يكتب لنا من الولايات المتحدة الامريكية الباحث الدكتور مجدي مهني الخبير في التعليم والتنمية ،
تناول الصديق سليمان شفيق في خمس مقالات الموضوع الخاص بمسار العائلة المقدسة، الذي تضمن سردا توضيحا للأماكن التي تواجدت بها العائلة المقدسة في رحلتها إلى مصر والتي استغرقت حسب ما ورد بمقالات الكاتب أكثر من ثلاث سنوات لتشمل العديد من الأماكن بالدلتا والقاهرة والصعيد، وركزت المقالات على مزار المنيا، بجبل الطير بسمالوط، ومزارات أسيوط ، بقرية درنكة والدير المحرق بالقوصية، كأكبر مزارات تحظى بالزيارة، التي تمثل موالد مهمة للعذراء مريم في بعض شهور السنة، الأمر الذي دعا الكاتب إلى أن يؤكد ان الكنيسة الأرثوذكسية بمصر "لها خبرة في الموالد"، ولكنه عرض المشكلة التي تتلخص في ان الأماكن الخاصة بمسار العائلة المقدسة لا تحظى بالاهتمام الكافي، بما لا يجعل هذه الأماكن، رغم قوتها التاريخية، ورغم الفرصة التي وفرها الفاتيكان أخيرا باعتماد مسار العائلة المقدسة "كأحد برامج الحج الفاتيكاني."
وأشار الكاتب للجهود المتعثرة من الدولة للعناية بمسار العائلة المقدسة، هذا برغم ان العناية بهذا المسار يضيف رصيدا جديدا للخريطة السياحية لمصر، أسوة بالسياحة التي تتحقق في القدس وكافة الأراضي المقدسة، ويتسطرد الكاتب كي يوضح تعذر جهود الكنيسة التى تقتصر على "خبرة الموالد"، وأيضا عدم تواجد شركات سياحية تعني بهذه الأماكن.
والنتيجة اننا أمام أماكن، رغم أهميتها التاريخية، لايعرفها الكثيرون، كما لا يتوافر لها أي نوع من الرعاية التي تكفل للزائرين راحتهم.
ويتضح من المقالات الخمسة، أن مسار العائلة المقدسة لا يقع في أولويات الدولة، وأن الجهود الراهنة قليلة ومتواضعة،
فمن أين نبدا؟
كي نعرف كيف نبدأ علينا أن نحدد من هو الطرف المعني ببدء المحاولة؟ وأن نعرف أين نقف وما هي الخبرة المتاحة لدينا؟ وماذا يفعل إذن؟
رغم ضخامة فكرة مشروع وضع مسار العائلة المقدسة على الخريطة السياحية لمصر، فالطرف المعني الأول هو الكنيسة، خاصة كنائس المنيا التي تحظى بمزار عذراء جبل الطير، وكنائس أسيوط التي تحظى بمزاري دير درنكة والدير المحرق، ولو تساءلنا أين تقف هذه الكنائس فسنجدها تقف عند "خبرة الموالد"، والحقيقة أن "خبرة الموالد" هي خبرة غنية ومكثفة جدا، ففكرة أن يتم استقبال آلأف الأشخاص في وقت محدد لزيارة أماكن محددة، هو أمر بالغ الصعوبة، ومن المؤكد أن لدى من يقومون به الكثير من الخبرة والعديد من المقترحات.
فعلى الكنيسة أن تبدأ بالأمكان الأكثر أهتماما من الزوار، وتتعرف على تصورات القائمين عليها لبناء رؤية استراتيجية شاملة لتطوير العمل بمسار العائلة المقدسة، خطة تتضمن توثيق مسار العائلة المقدسة، والاعلام المحلي والدولي عن مسار العائلة المقدسة، والعناية بالبنية التحية والفندقية لأماكن مسار العائلة المقدسة ، ويبدا التطوير في البنية التحية والفندفية من المزارات الراهنة، حيث إنها الأماكن التي تحظي بزيارات قوية، لذا فالعمل في البنية التحتية أو الفندقية لهذه الأماكن لن يكون في فراغ، بل يمكن في فترة قصيرة ان يتم تعويض ما يتم انفاقه، نظرا للأقبال الهائل الراهن على تلك المزارات، ومن هنا، أي بعد بناء الخطة الأستراتيجية المقترحة، يمكن للكنيسة من ناحية، والمستثمرين من ناحية أخرى، أن يقوموا بتهيئة هذه الأماكن بما يلزمها لتوفير إقامة مريحة للزوار بأسعار تتناسب مع الخدمة المقدمة، وما يتم في الأماكن الاكثر أقبالا يتحقق في الأماكن الأقل أقبالا بما يتناسب مع عدد من يقومون بزياراتها.
فالفكرة بشمولها تتضمن اهتمام الكنيسة بالتعرف من مسئولي المزارات الكبيرة، وربما المزارات الصغيرة، على خبراتهم، ثم بناء رؤية استراتيجية، مستفيدة من هذه الخبرات، ثم البدء في تطوير ما يلزم في الأماكن الأكثر اهتماما، بمعنى تطوير الموالد كي تصبح مزارات لها تنظيمها المقبول محليا ودوليا، ثم نقل الخبرة، من حيث التنظيم والترتيب والفندقة وخلافه للأماكن الأقل ارتيادا، معتمدين هنا على الراحة التي يتلقاها الزوار في الأماكن المعتادة، وعلى الإعلام الفعال عن كافة أماكن مسار العائلة المقدسة.
على الكنيسة أن تكون الطرف النشط البادئ بالمهمة، بل قد توكل المهمة لأحد الأساقفة مع مجموعة من العلمانيين والكنهة، من لديهم دراية واهتمام بالأمر، أهتمام قد يتطلب إسناد الأمر لأسققية ومجموعة مهتمة تتولى العمل على إعداد الخطة الاستراتيجية، ووضع التصور الزمنى لتحقيقها، والأشراف على مراحل وضعها ومراحل تنفيذها.
. وبالطبع سيكون لكل جزء من أجزاء الخطة دورا للدولة، والكنيسة، ورجال الأعمال، والشباب وكافة من يهمهم وضع مسار العائلة المقدسة على خريطة الزيارات الدينية محليا ودوليا.
د .مجدي مهني
انتهي مقال المفكر مجدي مهني ، ولا يسعنا الا ان نتقدم لة بالشكر