الأقباط متحدون | فوق كل عالٍ عاليًا والأعلى فوقهم جميعًا
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٥:٣٥ | الاربعاء ٧ ديسمبر ٢٠١١ | ٢٦ هاتور ١٧٢٨ ش | العدد ٢٦٠١ السنة السابعة
الأرشيف
شريط الأخبار

فوق كل عالٍ عاليًا والأعلى فوقهم جميعًا

الاربعاء ٧ ديسمبر ٢٠١١ - ٥٠: ٠٣ م +03:00 EEST
حجم الخط : - +
 

بقلم: ماري عبده
انتهت المرحلة الأولى من الانتخابات، وبدون أن ننتظر لنهايتها، نستطيع أن نعرف نتائجها، وهو حصول الأخوان المسلمون على 40% و ربما أكثر من مقاعد المجلس، وهي نفس نتيجة برلمان تونس والمغرب، وباقي دول الشرق الأوسط آتية بنفس النتيجة على ما يبدو.


و قبل أن نظن أنها إرادة الشعب الذى قام بالثورة، وقبل أن نسمع من يقول أن الانتخابات نزيهة شفافة، علينا أن نعود بالذاكرة للخلف تحديدًا يوم 9 /4 2005 ، عندما سمع العالم مصطلح "الفوضى الخلاقة" يقال لأول مرة على لسان "كونداليزا رايس" في حديث لها مع صحيفة "الواشنطن بوست"، مُعربة عن توقعاتها للمنطقة العربية، وأن هذة الفوضى الخلاقة سوف تجرف أنظمة موالية للوليات المتحدة!! والسؤال هل نعتبر مقولتها نبوءة أم تخمين أم أنها خطة أمريكية مرسومة بعناية للشرق الأوسط؟ لا أظن أن تخرج الوزيرة الأمريكية لتضرب الودع، وتتكلم عن نبوءات أو تخمينات!!! الأوقع أنها تتكلم عن حقائق تعلمها جيدًا.



للأسف فقد حكمنا على أنفسنا أن نتحرك مثل عرائس الماريونيت، والمشكلة أننا مازلنا إلى الآن لا ندرك حقيقة ما يحدث، وهذا يرجع لكوننا مُغيبين، أو بمعنى أصح تم تغييبنا لعقود مضت، ولا ندرك ما في أجسادنا من علل وأمراض بينما على الجانب الآخر يوجد من يدرس أمراضنا وعللنا ويقرر مصيرنا النهائي.
حتى مسمى "الربيع العربي"، من أطلقه هو رئيس الولايات المتحدة، ونحن أخذناه من فمه، لنتغنى به بكل سذاجة!.
يخطئ من يظن أن الولايات المتحدة ترغب في قيام أنظمة ديمقراطية تعنى بحقوق الإنسان، فهذا هو الهراء بعينه، والدليل هو تلك المساندة القوية للأنظمة الرجعية على مدار سنوات مضت، مثل النظام السعودي على سبيل المثال، رغم كونه نظام رجعي لا يعرف شيئًا عن الحريات والديمقراطية وحقوق الإنسان، ولكن تم رعايته تحت المظلة الأمريكية.


الشرق الأوسط يتميز بموارد بشرية هائلة، وموقع مميز على الخريطة، لو أحسن استغلال هذة المميزات لصالح المجتمع العربي سوف تخل بمعادلة التوازن الإقليمي، وتضع الدول العربية فى مكان خطير في معادلة الصراع العربي الإسرائيلي، لذلك يجب أن تظل دول الشرق الأوسط تحت هيمنة الولايات المتحدة، ويجب تحطيم أي مشاريع سياسية واقتصادية خارج هذه الهيمنة، وتجربة عبد الناصر ليست بعيدة، فقد نجحت مصر في فترة زمنية قصيرة وبإمكانيات متواضعة أن تصنع ثقل وتأثير في المنطقة لم توقفها إلا هزيمة 67، التي تم الإعداد لها بيد إسرائيلية وبدعم أمريكي .
ثم يأتي "صدام حسين" راغبًا فى خلق دور مؤثر بالمنطقة ليبدأ أولى خطواته بغزو الكويت آملًا أن يشكل قوة اقتصادية عسكرية تجعل له ثقل وقرار سياسي لذا جاءت الحرب على العراق, لأن الوليات المتحدة لن تسمح بأي كيان قوى يتفرد ويحمل أجندته الخاصة.. بعد تفردها بالعالم بعد إسقاط الاتحاد السوفياتي.
لذلك كان يجب إيجاد حليفًا جديدًا في المنطقة، حليفًا يدركون أنه لن يشكل خطر عليهم و يضمن لهم تفتيت دول الشرق الأوسط و قتل أى فكرة لقومية تهدد مصالحهم ومصالح إسرائيل, ولا يخفى على أحد أنه عندما تتوراى القوى الوطنية التى تم القضاء عليها بواسطة الأنظمة السابقة المدعومة من الولايات المتحدة، وتحل محلها التيارات الإسلامية لتمتلك حصص وفيرة من الشارع السياسي، بذلك يتحقق الهدف المنشود في بث بذور الفرقة والتناحر مع الأقليات الدينية والعرقية.. الحليف الجديد هو حليف قديم ولكن مع تغيير مكان الملعب.


التيارات الإسلامية مارست دور العمالة لأمريكا فى تنفذ مخططاتها بكل حماس، مع اختلاف أهداف الطرفين.
من وجهة النظر الإسلامية هم يجاهدون ضد الكفار ويحصلون على الجنة.. ومن وجهة النظر الأمريكية هم يقضون على ند قوى يهدد نظامهم الرأسمالي ويحصلون على العالم باعتبارهم أكبر قوى على الساحة.


التيار الإسلامي حليف قوى في التدمير، هزيل فى البناء، والولايات المتحدة تدرك ذلك جيدًا، وتعرف أن لا مستقبل للتيارات الإسلامية، فهي خارج التاريخ خُلقت لتقوم بدور محدد، وهو عرقلة التقدم وسحب المجتمعات للمزيد من الصراعات المذهبية الدينية، لشل الشعوب ومنعها من النهوض.. بمعنى أوضح الاسلام السياسي لا يمكن أن يصبح ندًا للوليات المتحدة، لأنه يملك ما يكفي من الضعف والهشاشة ما يحيل بينه وبين دور المنافس بحكم طبيعته الفكرية الأحادية، التي تعتمد على الإقصاء السياسي و المغالبة لا المشاركة، ونتيجة هذا المنهج تم فصل باكستان عن الهند والدعوة لانفصال ولاية كشمير هي الأخرى، وإنفصال جنوب السودان إلى بوادر تقسيم العراق، كلها تؤكد قدرة التيارات الإسلامية الراديكالية على تأسيس مشروع التقسيم والتفتت عن طريق منهجها الإقصائي، وهذا هو المطلوب فى المرحلة الحالية لترسيخ عوامل الفرقة والتصنيف داخل الشعوب العربية.


ربما الإسلاميون يعرفون نوايا أمريكا وتحالفوا معها للوصول لسدة الحكم، ثم بعد ذلك يعلنون العصيان واهمون في قدراتهم، مستخفين بقدرات الوليات المتحدة ليحيوا الربيع العربي الذى "وهب" لهم على طبق من ذهب.
لكن ما يغيب عليهم ان مصر عصيَّة، ولن تصبح يوما ولاية فى الإمارة ولا يمكن حصرها و تقيدها داخل تيار واحد بعينة، ومن يظن أنه يستطيع أن يفعل واهم وأول الخاسرين, الإسلاميون بالفعل يعيشون ربيعهم، ولكنه الربيع الأخير قبل أن ينتهى دورهم، ويلقى بهم فى البحر ليلقوا مصير بن لادن.
من يضع يدة فى يد أمريكا خاسر مهما كسب، ودماء الشهداء أكبر وأثمن من أن تصبح وقودًا يحرك الآلة الأمريكية الساعية للتقسيم، لأن فوق كل عالٍ عاليًا والأعلى حي في السماء فوقهم جميعًا.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :