رسالة مؤثرة كتبتها العروس نورا طارق، على صفحتها الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، تروي فيها قصة فقدانها لمعظم أسرتها، وقت تصادم 3 سيارات أمام المعهد القومي للأورام، مخلفا ضحايا وصل عددهم إلى 20 قتيلا، وعشرات المصابين.
وبدأت "نورا" منشورها المؤثر متحدثة عن يوم كانت تنتظره منذ وقت طويل: "كانت ليلة الأمس خطوبتي على من تمنيت أن أبقى بقيه حياتي معه وكنت أسعد مخلوقة لأني بجواره هو وأصدقائي وعائلتي إلى أن انتهت الخطوبة".
ثم روت تفاصيل المشهد المؤلم الذي عاشته بعد أكثر لحظات حياتها فرحا: "بدأنا في التحرك على منزلي لكي نسهر أنا وأصدقائي وخطيبي ونأكل من الطعام التي ظلت أمي طوال اليوم تجهزه، ولكن بلحظة واحدة حدث الانفجار أمام عيني ورأيت 3 سيارات تصطدم ببعضهم البعض بهم أمي وأبي وجميع عائلتي".
وأكملت: "صدمه لم أكن اتخيلها أن تكون نهاية يوم خطوبتي أن أقف مكاني وأبكي ولا أتحرك فقط أردد أين أمي وأبي؟! لتاخذني صديقتي في منزلها لكي أغير فستان الخطوبة وابحث عن والدي وعائلتي التي رأيتهم يحترقون أمام عيني، فذهبت إلى مكان الحادث مرة آخرى ولم أجدهم فقد نقلتهم سيارات الإسعاف إلى أكثر من مستشفى".
تحول فجأة الفرح إلى مأتم، جثث متفحمة، كابوس عاشته "نورا"، ولا تزال تعيش الصدمة: "كان يومي عبارة عن جثث متفحمة وانتقل من تلاجة موتى إلى أخرى ومن مستشفى إلى أخرى وأنا أبحث عن عائلتي فقط جثث متفحمه ابحث عن أي علامه بهم لإخبار المستشفيات بأسمائهم وظل هذا الوضع يومين".
ظهرت جثة الأب في النيل: "وجدت الكثير ولكن أبي كان مفقود حتى وجدت هاتفي يرن بالنغمة التي كان بيني وبين أبي الكثير من الجدال عليها، لأرد فأجده اتصالا من أحد أمناء الشرطة ليخبرني بأنهم وجدوا جثمان والدي في النيل".
واختتمت منشورها: "هل أنا وعائلتي نستحق هذه الموتة البشعة منهم من احترق والآخر في المياه؟ عائلة كاملة لم يتبقى منها سوى عشرات على قيد الحياة".
خلال دقائق قليلة كان منشور "نورا" يجوب مواقع التواصل الاجتماعي، وتلقت على إثره الكثير من كلمات العزاء لوالديها، والتعليقات من أصدقائها الذين حاولوا التخفيف عنها.
وكان الميكروباص الذي يقل عائلتها وبه 14 فردا عائدين من حفل الخطوبة، ضمن السيارات المتفحمة، والتي اصدمت به السيارة المسرعة التي كانت تسير عكس الاتجاه وبها متفجرات.
وتوصلت التحريات المبدئية وجمع المعلومات، إلى وقوف حركة "حسم" التابعة لجماعة الإخوان الإرهابية وراء الإعداد والتجهيز لتلك السيارة؛ استعدادًا لتنفيذ إحدى العمليات الإرهابية بمعرفة أحد عناصرها.
وأعلنت الدكتورة هالة زايد وزيرة الصحة، ارتفاع عدد الوفيات لـ20 حالة بينهم 4 مجهولين، وكيس أشلاء، وارتفاع عدد المصابين إلى 47 حالة، مشيرة إلى أن الوضع الصحي للمصابين مطمئن بشكل عام، باستثناء 3 حالات خطرة في الرعاية المركزة، مقدمة التعازي لأهالي المتوفين في حادث معهد الأورام، متمنية الشفاء العاجل لباقي المصابين.
بدوره، تقدم الرئيس عبدالفتاح السيسي، بخالص التعازي للشعب المصري ولأسر الشهداء الذين سقطوا نتيجة الحادث الإرهابي، متمنيًا الشفاء للمصابين، متوعدًا بمواجهة الإرهاب واقتلاع جذوره.
وأمر النائب العام المستشار نبيل أحمد صادق بانتقال فريق من أعضاء نيابة جنوب القاهرة الكلية لموقع حادث الانفجار الذي وقع أمام معهد الأورام بمنطقة قصر العيني، وإجراء المعاينات اللازمة؛ للوقوف على أسباب وكيفية وقوع الحادث.