القس رفعت فكري سعيد
العنوان الجميل لهذا المقال ليس عنوانى ولكنه عنوان لكتاب صدر حديثًا للكاتب المبدع، مرهف الحس، الأستاذ فايز فرح، نائب رئيس الإذاعة المصرية، وكيل وزارة الإعلام الأسبق، والكتاب من إصدار دار المعارف، ضمن سلسلة «اقرأ»، يقول المثقف المستنير والمنير، فايز فرح، فى مقدمة كتابه الملىء بمقالات دسمة عن حب العلم وحب الإنسانية: «الإنسان هو الحب والحب هو الإنسان، أَحَبَّ الله الإنسان فخلقه على أحسن صورة، وأبدع فى خلقه. هناك إمكانات جسمية ونفسية وروحية لم يكتشفها الإنسان فى نفسه حتى الآن. الإنسان هو الحب لأنه مخلوق الحب ولأن الله العظيم هو كنز الحب وهو المحبة.
ورث الإنسان الحب عن خالقه الذى منحه الحب وكل المشاعر الإنسانية الرقيقة. خُلق الإنسان ليعيش بالحب وعلى الحب، وكما لا يستطيع السمك أن يعيش خارج الماء، كذلك لا يستطيع الإنسان أن يعيش دون الحب، فالحب بالنسبة للإنسان كالماء والهواء والطعام ضرورة له ولحياته ومستقبله.
الحب أبوالقيم الإنسانية والأخلاقية والدينية كلها: هو أبوالرحمة والعطاء والتضحية والسماحة والفداء والكرم والشجاعة والإيثار والعطف على الآخرين وإنكار الذات والبذل والغيرية والتسامح والصبر والتحمل والجدية وغيرها.
الإنسان هو الإنسان فى كل زمان ومكان، الإنسان المُحِبّ الذى يملأ الحب قلبه فعلًا يشعر بأن الناس جميعًا إخوته، وأن العالم على اختلافه أسرة واحدة فعلًا، من هنا فأنا أتألم إذا تألم وتوجّع أخى فى مجاهل إفريقيا أو آسيا أو أستراليا أو أمريكا أو أوروبا، وأسعد إذا تمتع بحياته وسعد بها، أحزن لحزن أى إنسان فى العالم وأريد أن أطير لأقف بجانبه وأخفف من حزنه وأشد من أزره، وأبسط الإيمان أن أرسل له بطاقة أعبر فيها عن حبى وأمنياتى له. الإنسان هو الحب، العمل حب، الصلاة حب، الحياة حب والموت أيضًا حب، والزواج حب، احترام وخدمة أولياء الأمور حب، خدمة الآخرين حب، السهر من أجل مريض حب، زيارة المرضى وتفقد الأرامل حب، مساعدة الفقراء والمعوزين حب وضرورة، اقتسام رغيف الخبز مع الفقير حب. حياتنا كلها وأعمالنا هى حب لأن الإنسان هو الحب، وهو مخلوق الحب لأن الله العظيم هو كنز الحب، الله محبة».
وفى أحد المقالات المهمة بالكتاب، تحدث الأستاذ فايز فرح عن حب المرأة وعطائها فقال: «لا نستطيع الحديث عن حرية المرأة واستقلال شخصيتها ومساواتها بالرجل دون أن نذكر فيلسوف الإسلام، الشارح الأعظم لأرسطو: ابن رشد 1126- 1198م، الفيلسوف الذى جمع بين كونه فقيهًا وقاضيًا وطبيبًا ومفكرًا وفيلسوفًا، فيقول الدكتور عاطف العراقى، أستاذ الفلسفة الإسلامية الأسبق بجامعة القاهرة، فى كتابه: (ابن رشد أعظم فلاسفتنا، وعار علينا نحن أبناء الأمة العربية إذا نحن أهملنا فكر هذا الفيلسوف العملاق، عميد الفلسفة والتنوير فى أمتنا من مشرقها إلى مغربها. دعانا هذا الفيلسوف إلى جعل العقل الدليل والمرشد، وشجعنا على أن نلجأ إلى التأويل العقلى، وكان يؤمن بأن البرهان العقلى يُعد أسمى صور الأدلة..)، هذا الفيلسوف الكبير نصحنا بالنسبة للمرأة قائلًا: (يجب على النساء أن يقمن بخدمة المجتمع والدولة قيام الرجال.. لأن الكثير من فقر عصرنا وشقائه يرجع إلى أن الرجل يمسك المرأة لنفسه كأنها نبات أو حيوان أليف لمجرد متاع فان، بدلًا من أن يُمكِّنها من المشاركة فى إنتاج الثروة المادية والعقلية وفى حفظها..)».
ماذا لو استفاد العرب من فيلسوفهم الكبير، ابن رشد، واهتموا بإعمال العقل فى حياتهم والتخلص من الخرافات وتعليم المرأة وإشراكها فى المجتمع؟، من الطبيعى أن حياتنا الآن كانت سيسودها الخير والحرية والرفاهية والإنسانية.
نقلا عن المصرى اليوم