تستكمل نيابة جنوب القاهرة الكلية، تحت إشراف المستشار سمير حسن، المحامي العام لنيابات جنوب القاهرة، التحقيق في واقعة حادث معهد الأورام الذي نتج عنه مصرع 20 مواطنا وإصابة 47 آخرين.
وكشف مصدر قضائي عن تفاصيل جديدة في حادث انفجار سيارة مفخخة أمام معهد الأورام، حيث أكد أن إحدى السيارت كانت تمر بمنطقة فم الخليج، واشتبه بها أحد أمناء الشرطة الموجودين لتأمين معهد الأورام، فقام بالإبلاغ عنها لرصد خط سيرها، ولكن قائد السيارة استشعر ذلك، وأثناء سيره توقف في الإشارة المتواجدة على مقربة من المعهد، فخشي الإلحاق به، فقام باتخاذ مسار عكسي بنفس الشارع أمام معهد الأورام، مما أدى إلى التصادم الذى أسفر عن انفجار السيارة وما تحويه من متفجرات.
وأضاف المصدر أن قائد السيارة كان في اتجاهه لتنفيذ عملية انتحارية على مقربة من منطقة كورنيش النيل والمنيل لكثرة السفارات والأماكن السياحية والأمنية بها، ولكن توقف إشارة المرور وتعديل خط السير، ووجود تايمر للعبوة، أدى إلى انفجارها أمام مستشفى معهد الأورام.
وأكد المصدر أن مستشفى معهد الأورام لم يكن الجهة المقصودة حيث إن سياسة الجماعات المتطرفة بدأت في التفكير في الهجوم على السفارات داخل مصر، وزعزعة استقرارها خارجيا، وذلك ما دفع بريطانيا، وألمانيا لوقف وتعليق رحلاتها فترة مؤقتة قبل الحادث بوقت قصير.
كما أشار المصدر إلى أن الجماعه الإرهابية كانت بصدد تنفيذ أكثر من عملية انتحارية قبل عيد الأضحى، ومن المرجح أن تكون المتفجرات لتصنيع أكثر من عبوة لشدة قوتها، التي أدت إلى تدمير المعهد بشكل شبه كامل، وإصابة العشرات، وتدمير عدد كبير من السيارات، مشيرا إلى أن وجودها على مقربة من النيل قلل من حجم الخسائر وتعهدات الموجة الانفجارية.
وأوضح المصدر أن النيابة العامة أنهت فحص السيارات التالفة والسيارة المتسببة في الحادث تحديدا، وتم سحبها إلى قسم شرطة السيدة زينب، وتشكيل لجنة فنية لفحصها والكشف عن المتفجرات التي كانت بها، ثم وضعها بالمخازن التابعه للقسم.
وتبين أن السيارة ماركة "كيا سيراتو رمادي اللوان"، وأنها كانت مفخخة في حقيبة السيارة حيث حملت كمية من المادة المتفجرة T N T، ومن المقرر أن تنتهي الأدلة الجنائية وخبراء المفرقعات من فحصها لبيان كميتها ومدى قوتها وحجم العبوات المتفجرة، كما تبين أن المدى الانفجاري تعدى حاجز الـ 300 متر، وتسبب في حفرتين عميقتين في الأرض، نتيجة الانفجار وسقوط سيارةفي المياه من شدته ولقربها من السيارة المتسببة في الحادث.
وتوقفت السيارة المتسببة في الحادث أمام ميكروباصين كان يستقلهم معازيم أحد الأفراح، حيث وقفت أمامهم بشكل مفاجئ واصطدمت باحدهما ثم وقع الانفجار، ما تسبب في أن الأطفال تطايروا من السيارة بسبب الانفجار وتفحم طفلة لم تتجاوز الرابعة من عمرها وأخرى سقطت في المياه وتوفيت غريقة، وتم انتشال جثتها.
وأكد شهود العيان أن المتواجدين بالميكروباص تفحموا بالكامل ولم ينجُ منهم إلا القليل وإصابتهم بالغة.
وتستكمل النيابة العامة وجهاز الأمن الوطني ورجال البحث الجنائى كشف هوية سائق السيارة المتسببة في الحادث، وما إذا كانت جثته ضمن الأشلاء، أم أنه تمكن من الهروب حسب رواية البعض، أم الأشلاء تخص الضحايا والمصابين فقط، عقب سحب عينات من الأهالي الذين أكدوا عدم عثورهم على أهليتهم في الحادث.
ومن المقرر أن تنتهي النيابة من تسليم كافة تصاريح الدفن وإنهاء مراسم الدفن للضحايا الذين تعرف عليهم ذويهم، واستكمال عمليات سحب العينه من باقي الجثث والأشلاء المجهولة لتحديد هويتهم.