فى حديث إذاعى بين المذيعة النابهة هدى عبدالعزيز والمهندس طارق رفاعى، معاون وزير الإسكان لشؤون المرافق، قال: نحن مهتمون بالقرى الأكثر احتياجًا «حياة كريمة»، وإننا غطينا 98%، وإن جراكن العطش وقطع الطرق كما كان يحدث من بعض المحافظات كالجيزة، القليوبية، الدقهلية، الشرقية، سوهاج، قد اختفت تمامًا، وأصبح كوب الماء النظيف فى متناول 98% من السكان، وسؤالى هنا: لماذا ملايين الكراتين من المياه «المعدنية» وهذا الهدر من المال؟!.
الأخطر فى هذا الحوار الصرف الصحى!. من خمسين مليون نسمة من أهل القرى والنجوع 36% فقط يتمتعون بالصرف الصحى فقط!، كانت النسبة 12% حتى 2014، ولكنها تضاعفت ثلاث مرات وأصبحت 36% وهذا شىء جميل، ولكن الخطير فى الموضوع أنهم يصرفون فضلاتهم فى نهر النيل!!.
تسأل هدى عبدالعزيز: لماذا لا يكون الصرف فى الصحراء؟، يكون الرد: لابد من موافقة وزارة البيئة!!، تسأل هدى: وهل هذا صعب؟!، يكون الرد: تلوث المياه الجوفية!، تسأل هدى: أيهما أخطر النيل أم الصحراء؟!، لا إجابة ولا تعليق.
أين كانت حكوماتنا المتعاقبة منذ 1952؟.. إن الأموال التى تنفقها الدولة على علاج مرضى السرطان، والفشل الكلوى، والتليف الكبدى لو وُجهت لحماية نهر النيل لكانت الوقاية حقًا أهم من العلاج.
قالها أودريس: إذا مرض النيل مرضت مصر، وإذا صح النيل صحت مصر!. متى يأتى اليوم الذى تختفى فيه فلاتر الماء كما تختفى فيه المياه المحفوظة فى زجاجات بلاستيك، وتصبح أغانى عبدالوهاب «مسافر زاده الخيال» وعبدالحليم «يا تبر سايل بين شطين» حقيقة لا ذكريات!!.
حدثنا المهندس طارق رفاعى عن الفاقد من المياه العذبة المعالجة أنه 30%!، وقال إن الأسباب مشتركة من الدولة والأهالى، وذكر بعضا من هذه الأسباب، وهى صحيحة، والحق أن هدر مياه الشرب صحيح وأسبابه معروفة، لكنه غياب الرقابة، والبديل، كالمياه العكرة لرى الحدائق أو غسل الطرق والسيارات، غير الموجود. كنت فى مرور على المرضى فى أحد العنابر بمستشفى أدنبروك فى كمبردج، وكان معى رئيس القسم والسستر، كان العنبر خاليًا من المرضى، وكانت لمبة صغيرة مضاءة!
قال رئيس القسم لها: لماذا هذه اللمبة مضاءة ولا أحد موجود؟
هذا هدر للمال! this is waste sister! ردت عليه بفكاهة: هذا هو المصدر الوحيد للتدفئة يا سيدى!، الأبواب هناك بها حواجز مطاطية حتى تحجز الهواء المكيف، ونحن نترك الأبواب والشبابيك مفتوحة وكأننا نريد تكييف الشارع!.
أربعون ألف حالة تعدٍّ على نهر النيل من المصانع، الصرف الصحى، الحيوانات النافقة، والنيل يرد علينا بعنف، خصوصًا بعد السد العالى بأمراض، وتغير فى الزراعة، وضياع الثروة السمكية!!. حين ضاعت ثروتنا من الذهب فى اليمن، ظهرت فكاهة تقول إن اتحادًا فيدراليًّا بين اليمن وكوبا ومصر سيتم قريبًا حتى يكون اسم هذا الاتحاد: مصر يمن كوبا!.
وزارة لنهر النيل حتى تحيا مصر.
نقلا عن المصري اليوم