يعيد الحادث الإرهابي، الذي وقع قرب معهد الأورام بقلب القاهرة، وأودى بحياة 22 بريئا بخلاف عشرات المصابين، إلى الأذهان المناطق التي ينطلق منها الإرهاب، بعد أن يقضي فترة حضانة وترعرع بعيدا عن العيون.
وتكشف التفاصيل المتعلقة بالإرهابي، عبد الرحمن خالد محمود، منفذ جريمة "معهد الأورام"، عن كونه من أبناء مركز سنورس بمحافظة الفيوم، وهو ما يعيد إلى الأذهان من جديد، وضع بعض قرى المحافظة، التي يرتع فيها أصحاب الفكر المتشدد، من الإخوان والسلفيين.
سنورس والجزائر من مراكز وقرى الفيوم التي يعشش فيها المتطرفون، لا سيما في ظل انتشار الفقر، الذي يتآزر مع التطرف ليصنعا بيئة مواتية لإنتاج إرهابي يؤمن بالتكفير والتفجير.
من المعروف أن محافظة الفيوم، التي تبدأ بانتهاء محافظة الجيزة جنوبا، ويتصدر مدخلها بحر يوسف، وهي تابعة لإقليم شمال الصعيد، وترتبط من جهة الجنوب الشرقي، بمحافظة بني سويف، تضم قرى كاملة تنتمي إلى الإخوان، الذين تمركزوا فيها منذ عهد حسن البنا، مؤسس الجماعة.
ولعل الأمر لا يقتصر على الإخوان في الفيوم، فهي أيضا منبت للجماعات السلفية التكفيرية المتشددة، ومنها جماعة الشوقيين الإرهابية، التي أسسها القيادي الإخواني أصلا، شوقي الشيخ.
وتعاني محافظة الفيوم من ارتفاع معدلات الفقر بها، حيث تحتل المرتبة الرابعة بنسبة 36%، وتبلغ نسبة البطالة فيها نحو 25%، كما تكمن خطورة الإرهاب في الفيوم، من كونها تضم قبائل قريبة الصلة بليبيا، وتعيش فيها قبائل ليبية منها: قبيلة "أولاد علي".
وتستغل العناصر الإرهابية الظهير الصحراوي الشاسع للفيوم، في التنقل وإقامة معسكرات للتدريب، والاستعداد لارتكاب عمليات إرهابية جديدة.
وتشتهر الفيوم بإيواء الإرهابيين الذين تحول عدد منهم إلى قادة، ومن أشهرهم أشرف الغرابلى، زعيم ما يعرف باسم المنطقة المركزية لتنظيم بيت المقدس، بالإضافة إلى احتوائها لعدد كبير من الجماعات الإرهابية مثل: "التوقف والتبين"، و"المرابطين"، و"التبليغ والدعوة".
وبدا الوجود الإخواني واضحا في الفيوم، منذ ثورة 30 يونيو، حيث نفذت الإخوان وبخاصة عناصر حركة حسم، عددا من العمليات الإرهابية التي كان من بين منفذيها عدد من أبناء الفيوم.