أعلن العراق اليوم تمسكه باستمرار التفاوض مع شركة "إكس موبيل" النفطية الأميركية لتنفيذ مشروعه النفطي الجنوبي المتكامل البالغة كلفته 53 مليار دولار، نافيًا إقصاءه إياها من المفاوضات، ومشيرًا إلى أن ما تردد عن توقيعه عقدًا مع شركتين بريطانية وإيطالية بدلًا من ذلك غير صحيح، موضحًا أن اتفاقه معهما هو لتجهيز أنبوبين نفطيين بحريين لنقل النفط الخام وتصديره من الجنوب.
إيلاف: نفت وزارة النفط العراقية تقارير عن إقصاء شركة "أكس موبيل" الأميركية النفطية من مفاوضاتها حول مشروع جنوب العراق النفطي المتكامل، مؤكدة في بيان صحافي السبت تابعته "إيلاف" إستمرار مفاوضاتها مع الشركة حول المشروع، موضحة أن عدم التوصل إلى اتفاق أو إبرام عقد بين الطرفين حتى الآن لا يعني انتهاء المفاوضات أو إقصاءها من هذا المشروع، كما نقلته وتداولته بعض وكالات الأنباء عن مسؤولين لم تصرح بأسمائهم.
وأوضحت الوزارة أنه في ما يخص إبرامها وشركة نفط البصرة لعقود مع شركتي Bp البريطانية و Eni الإيطالية، وأنها تمثل جزءًا من المشروع، فإن ذلك غير صحيح، مشددة على أنها ترفض التلاعب بالمعلومات والحقائق من قبل بعض الصحافيين.
وأشارت الوزارة إلى أن العقود مع شركتي "بي بي" و"إيني" اقتصر على تجهيز مواد لأنبوبين نفطيين بحريين لغرض تأهيلهما لضمان نقل النفط الخام وتصديره عبر منظومة التصديرالجنوبية ضمن خططها لزيادة الطاقة الخزنية والتصديرية التي تهدف إلى تحقيق زيادة وانسيابية عالية في تدفق النفط الخام من الحقول النفطية إلى منافذ التصدير واستقرارها تنفيذًا لالتزاماتها وتعاقداتها مع الشركات العالمية ضمن الخطط المرحلية والمستقبلية، إضافة إلى ضمان تحقيق إيرادات مالية للخزينة الاتحادية.
وأكدت وزارة النفط في الختام أن المشاريع الاستراتيجية الكبيرة تتطلب مزيدًا من الوقت والبحث والتفاوض والدراسات الفنية والمالية والقانونية وغير ذلك وبما يخدم مصلحة الأطراف المعنية، منوهة بأن الحكومة والوزارة تهدفان إلى تحقيق أعلى منفعة مالية واقتصادية من هذه المشاريع وفق ما تقتضيه المصلحة الوطنية.
يشار إلى أن مشروع الجنوب المتكامل يضم مجموعة من المشاريع الحيوية، منها تطوير حقلي بن عمر وأرطاوي ومشروع تجهيز ماء البحر المشترك وتوسيع وتطوير منظومة الخزن والنقل والتصدير، فضلًا عن بناء وحدتين لمعالجة وتصنيع الغاز المصاحب.
كما يهدف المشروع إلى تعزيز إنتاج العراق من النفط في حقوله الجنوبية في خطوة مهمة لطموح الشركة إلى التوسع في البلاد.
وجاءت إيضاحات وزارة النفط العراقية اليوم بعدما نقلت تقارير صحافية أمس عن ما قالت إنهم خمسة مسؤولين عراقيين قولهم إن العراق يقترب من إبرام اتفاق مع شركتي النفط العالميتين "بي.بي" البريطانية، و"إيني" الإيطالية بشأن مشروع خط أنابيب مُخصص للتصدير كان من المخطط في الأصل أن يكون جزءًا من صفقة ضخمة مع شركة النفط الأميركية العملاقة إكسون موبيل.
وقال المسؤولون الذين طلبوا عدم نشر أسمائهم لأن المناقشات ليست معلنة لوكالة "رويترز" إنه بموجب اتفاق مقترح بقيمة 400 مليون دولار ستقوم شركتي "بي.بي" البريطانية و"إيني" الإيطالية بإدارة مخطط لبناء خطي أنابيب بحريين لتصدير النفط من جنوب العراق عبر الخليج.
وأشاروا إلى أن أعمال خطوط الأنابيب كان من المخطط أن تكون جزءًا من مشروع أكبر بقيمة 53 مليار دولار بدا أن إكسون موبيل تستعد للمضي فيه قدمًا في وقت سابق من العام الحالي، لكن اتفاقًا مع بغداد توقف بفعل خلافات تعاقدية ومخاوف أمنية زادت بفعل تصاعد التوترات بين إيران المجاورة للعراق والولايات المتحدة.
المشروع العملاق البالغ عمره 30 عامًا هو محور خطط إكسون للتوسع في العراق، ثاني أكبر منتج في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، لكن تجزئة المخططات من الصفقة قد تؤثر سلبًا على طموحات الشركة.
جاءت محادثات "بي.بي" و"إيني" مع بغداد عقب إعلان مسؤولين عراقيين في يونيو الماضي عن اختيار هيونداي للهندسة والبناء الكورية الجنوبية لبناء منشأة حقن لمياه البحر بتكلفة 2.4 مليار دولار، وذلك جزء آخر من الصفقة التي كانت تخضع للنقاش مع إكسون. وقد امتنعت إكسون موبيل وإيني عن التعليق، بينما لم تدل بي.بي بتعقيب حتى الآن.