الأقباط متحدون | اعتذار عصام شرف
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١١:٣٨ | الاثنين ١٢ ديسمبر ٢٠١١ | ٢ كيهك ١٧٢٨ ش | العدد ٢٦٠٦ السنة السابعة
الأرشيف
شريط الأخبار

اعتذار عصام شرف

الاثنين ١٢ ديسمبر ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +03:00 EEST
حجم الخط : - +
 

بقلم: د. إيهاب العزازي
باحث وأكاديمي - محلل سياسي

الدكتور عصام شرف شخصية مثيرة للجدل دائمًا فى الشارع السياسي المصري، فهو بكلماته وتصريحاته يخلق حالة من الجدل، ويدعونا دائمًا أن نتعمق في كلماته لنبحث عن هدفه من هذه الرسائل القصيرة، التي يبعث بها كل فترة للمصريين، والمتتبع لرصيد شرف السياسي يجد نفسه أمام شخصية لا أحد يفهم ماذا يريد وماذا سيقدم، فهو دائمًا الغامض الذى لا تتوقع ماذا سيفعل فى الأيام القادمة.


هذا الرجل دائمًا يمنحة الله فرصآ كثيرة جدآ للتفوق والنجاح فبعد ثورة 25 يناير نزل للميدان وتعاطف مع الثورار فأصبح أول رئيس للوزراء يختارة الشعب وهذة المرة الأولى فى التاريخ التى يختار فيها الشعب مسئولآ سياسيآ من ميادين الكفاح والنضال ولكن كعادتة عصام شرف يمنحة القدر الفرص ولكن بشخصيتة الغامضة الضعيفة التى تفتقد الحزم والقوة فى تحمل المسئولية الكبيرة الملقاة على عاتقة لا يستطيع تحقيق متطلبات مهام وظيفتة وكل الشعب المصري تمنى أن يكون شرف رئيس وزراء الثورة يعبر عن أمال الشعب المصري ويحقق طموحاتة ويعبر بمصر والمصريين نحو بر الأمان ويعطى درسآ لكل شباب مصر فى الوطنية وخدمة المصريين ولكن كعادتة فور تولى رئاسة الوزراء إختفى ولم يظهر سوى فى تصريحات وردية لاتسمن ولاتغنى من جوع وبدأ يفقد رصيدة لدى الثوار نتيجة لوزارتة المتهالكة العاجزة التى عجزت عن تحقيق أى مطالب للثوار وكذلك ضعف وزرائة ونسى شرف أن الشعب لن يرحمة وكل مصر أصبحت ميادين للحرية والثورة ضد الظلم فخرج من الوزارة دون أن يترحم علية أحد ولن يغفر لة التاريخ كمية الجرائم ضد الثوار وعدد الشهداء المتزايد فى فترة ولايتة والتدهور الإقتصادى وغيرها من الخطايا التى إن تحدثنا عنها نحتاج لمجلدات ضخمة ستظهر فى الأيام القادمة .


أمس كتب الدكتور عصام شرف إعتذار للشعب المصري عن كل الأخطاء التى حدثت فى فترة وزارتة وأعتقد أنة جاء متأخرآ جدآ كعادة الدكتور عصام شرف الذى يترك الأمور تتدهور وتنحدر نحو الهاوية وبعدها يظهر للإعتذار وهذا حدث عدة مرات في حكومة شرف، وأعتقد أن الشعب المصري لن يبالي بإعتذار شرف، فهو كمن يطلق الرصاص على صدور الثوار، وبعدها يعتذر، فكيف للقاتل أن يعتذر عن دماء شهداء ماسبيرو ومحمد محمود وغيرها.
المثير للجدل في اعتذار شرف أنه يدعو المصريين للتعاون معه من أجل مستقبل مصر، عبر كلمات براقة جميلة جدًا ولكن بداخلها علامات استفهام كبيرة جدًا فهل يبحث شرف عن دور سياسي جديد أم مازال يبحث عن بريق السلطة أم ماذا.


أعتقد أن شرف أحس بالعزلة بعد خروجه المخزى من الحكومة، وأراد أن يعيد تقديم نفسه للمصريين كمواطن يريد أن يقدم كل ما لديه، ولكن هل يغفر له الشعب ما حدث فى حكومته، ولماذا الآن يريد العودة بعد فرصة ذهبية لن تتكرر، ونتمنى أن يبتعد قليلًا ليترك الساحة لغيرة ليقدم ما لديه من أجل مستقبل أفضل لكل المصريين.


المثير في رسالة شرف أن يظهر لنا أنه تعرض لضغوط كبيرة جدًا أثناء حكومته، فلماذا لم يخرج للجمهور عبر وسائل الإعلام ويشرح لنا هذة المعوقات التى شلت حكومتة أم أن بريق المنصب جعله يعتقد أن المصريين سيغفرون لة تراخي حكومته، وسيعيشون على المسكنات التى يرسلها لهم عبر تصريحات وردية لم تقدم شيئًا لمصر.


عصام شرف لم يتعلم من أخطاء الحكومات السابقة، التى ترى أن المصريين شعبًا طيبًا، مهما فعلت بهم مع أول اعتذار سينسون أخطاء الماضى، ولكن اللحظة الحالية من تاريخ مصر تحتاج لرجال يمتلكون الرؤية والشخصية القوية الحازمة، التي تدخل مصر في مشروعات عملاقة قومية تشعر الشعب بسياسات جديدة تدخلنا مرحلة العدالة الاجتماعية.


أعتقد أن شرف يريد أن يدخل لقلوب المصريين في الفترة القادمة من بوابة المظلومين المقهورين فهو رئيس وزراء بدون صلاحيات، مجرد واجهة للمجلس العسكري ولكنه لا يعلم أن المصريين كانوا يريدون أن يعتذر أو يستقيل أو حتى ينزل لميدان التحرير، يتمنى مساعدة الثوار من أجل بناء مصر، ولكنه بعد خروجه من الوزارة شعر بالوحدة، فماذا يفعل ليعود للشهرة والأضواء، فقرر أن يخرج علينا باعتذار لا قيمة له، بل يزيد غضب كل المصريين ضده، ويشعرنا بوجود شخصيات تعيش حالة من الانتهازية السياسية.


نتمنى من شرف في الأيام القادمة أن يتعلم من أخطاء مرحلته، ليرى كم ساهم في تدهور وانهيار مصر، وكما قلت سابقًا التاريخ لن يغفر لحكومة شرف أنها خدعت الشعب المصري.

dreemstars@gmail.com




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :