تحدثنا فى الأسبوع قبل الماضى عن وسائل الإعلام، وذكرنا منها: 1- الصحافة 2- الإذاعة 3- التليفزيون 4- الفيديو 5- القنوات الفضائية 6- الإنترنت.
ونستكمل موضوعنا..
7- التليفزيون التفاعلى: جاء حين اندمج الكمبيوتر والإنترنت مع التليفزيون فى جهاز واحد أو على الموبايل. ولذلك يمكنك أن تشاهد مباراة مثلاً، لا من الزاوية التى اختارها المخرج، بل من أى كاميرا تختارها أنت من الكاميرات التى تقوم بالتصوير. كذلك إذا جاءت بعض الإعلانات فى الاستراحة يمكنك أن تتوقف عند إعلان ما، وتطلب- من خلال الإنترنت- عينات، وتسأل عن الأسعار.. ثم تختار.. ثم تسدّد الثمن.. وتعطيهم عنوان توصيل السلعة.. ثم تعود لتجد ما فاتك من الشوط الثانى للمباراة، فى انتظارك!
8- كمبيوتر المعصم: وهو ما يدعى Ruputer، من Running Computer، إذ يرتديه الإنسان مثل ساعة فى معصمه، ويتحرك به فى كل مكان، ومن خلاله يُجرى كل الاتصالات التى يريدها. وقد بدأوا فى إنتاج هذا الكمبيوتر الصغير بألوان مختلفة، ليتناسب لون الكمبيوتر مع لون الثياب!! كل هذا كان فى الماضى!
شبكة الإنترنت ما لها وما عليها
أولاً: إيجابيات الإنترنت:
1- سهولة الحصول على المعلومات فى كل الميادين.
2- معرفة أخبار العالم كله دقيقة بدقيقة.
3- التواصل بالدردشة مع أصدقاء أو أقارب.. وبالصوت والصورة.
4- المراسلات الإلكترونية بأعداد فائقة، وبسرعة مذهلة.
5- إمكانية إجراء بحوث متخصصة بعد الاطلاع على كل ما ورد فيها من معلومات خاصة بموضوع البحث.
6- التعليم عن بعد (E-learning)، والتجارة الإلكترونية (E-trade) وحجز الطائرات (E-booking)، وغير ذلك.
ثانيًا: سلبيات الإنترنت:
1- قضاء وقت طويل على الكمبيوتر، يحرم الشباب من القراءة والنشاط الدينى.
2- احتمالات إدمان الكمبيوتر، بما يحتويه من أعراض الانسحاب، والعبودية للشاشة.
3- الدخول إلى مواقع منحرفة أخلاقيًا.
4- الدخول إلى حجرات الدردشة عبر (face book- messenger- face time - whats App - viber …etc). ذات الطابع السلبى، التى تهاجم الإيمان أو العقائد.
5- احتمالات التواصل والدردشة التى تقود إلى الخطيئة، أو اختيارات زواج قد تفشل.
6- انحناء الظهر وضعف الإبصار من كثرة الجلوس أمام الكمبيوتر، والتحديق فى شاشته.
7- العزلة الاجتماعية عن الأسرة أو الأصدقاء أو مكان العبادة، ومكان الدراسة، إذ يكتفى الشباب بعالم الإنترنت، ويبتعدون عن صنع علاقات بنّاءة فى: الأسرة، ودور العبادة، والمجتمع.
■ ■ ■
عصر السرعة
1- نعم.. فقد صرنا فى عصر السرعة، حيث تجرى المعلومة بسرعة تصل إلى جزء من مائة من الثانية، بل حتى إلى الفمتوثانية، وهى جزء من مليون بليون من الثانية، وتُستخدم فى قياسات أشعة الليزر.
2- كما أننا صرنا فى عصر الانتشار، فلم يعد العالم سوى قرية صغيرة، أو حجرة صغيرة، أو جهاز كمبيوتر فى ركن من أركان الحجرة، أو حتى على معصم اليد أو فى الجيب!.
3- ومع السرعة والانتشار، هناك الإبداع والإبهار.
4- وهناك التأثير الدينى والفكرى والوجدانى والبدنى والاجتماعى لهذه الوسائل.. وهى تأثيرات بعضها إيجابى، وبعضها سلبى.. فما هى هذه التأثيرات؟
2- التأثيرات الإيجابية:
دخل التليفزيون إلى كل بيت، وكذلك الراديو الصغير إلى جيوب كثيرة، وعدد الصحف يزداد بسرعة كبيرة، والبث القادم من الفضاء على الشاشات يؤكد وجود ما يسمى بازدحام الفضاء بالقنوات، وشاشات الكمبيوتر الكبير والصغير تنقلنا إلى العالم كله فى دقائق معدودة، وتنقل العالم إلينا من خلال وسائل التواصل الاجتماعى والبريد الإلكترونى، والمواد الإعلامية والتعليمية والمعرفية. كما يمكننا أن ندخل بسهولة إلى عدد ضخم من المواقع وحجرات الدردشة التى يتسع كل منها للمئات، أو أن نتواصل مع أحبائنا بالرسالة المكتوبة، أو بالصوت، أو بالصوت والصورة معًا، فى أى مكان من العالم.
وهكذا أصبح العالم صغيرًا صغيرًا، ولكنه أصبح أيضًا يحيا مخاطر جديدة. فما هى الإيجابيات والسلبيات التى تقدمها لنا وسائل الإعلام؟ ولنبدأ- بالطبع- بالإيجابيات..
تقدم لنا هذه الوسائل تأثيرات إيجابية كثيرة، نذكر منها:
1- الإعلام بأخبار العالم:
«إعلام» من كلمة «يعلم» بالشىء.. وبالفعل أصبحنا نعلم كل ما يحدث فى الكرة الأرضية، من تسونامى فى آسيا، إلى كاترينا وريتا فى أمريكا والمكسيك... وغير ذلك، بل نحن نشاهد ما يحدث فى كل أنحاء العالم من أحداث، ليس فقط بعد وقوعها مباشرة، ولكن- أيضًا- أثناء وقوعها.
وأذكر أننى حينما سمعت فى إذاعة لندن عن حادثة الهجوم الإرهابى على برج التجارة العالمى فى نيويورك، فتحت التليفزيون فإذا به ينقل إلينا ما تبثه قناة CNN لحظة بلحظة. وبينما أنا مندهش مما حدث فى البرج الأول من حريق وانهيار، وما أصاب الناس من هلع، رأيت على الشاشة الطائرة الثانية وهى تخترق البرج الثانى، وكنت أظنها طائرة إطفاء أو إنقاذ، فإذا بها تهدم وتحرق البرج الثانى على من كانوا فيه. وهكذا لم أر الحدث بعد وقوعه، بل أثناء وقوعه، وبيننا وبينه آلاف الأميال، وهذا من ثمانية عشر عاما (2001).
والإعلام الآن يقدم لنا كل الأحداث، سواء أخبار العالم بكل دولة، أو أخبار الحروب، أو المجاعات، أو المحادثات، أو كبار الشخصيات، أو تطورات مشكلة ما: محلية أو إقليمية أو دولية.. إنه عالم شاسع من الإحباطات والإبداعات وصراعات البشر، على كوكب الأرض.. نعم.. الإعلام جعل العالم صغيرًا جدًا.
* أسقف الشباب العام
بالكنيسة القبطية الأرثوذكسية
نقلا عن المصرى اليوم