اختلفت استعدادات الجامعات المصرية للعام الدراسي الجديد عن كل عام، واتخذت منظورا أعمق وأبعد من صيانة المدرجات وقاعات الاستذكار، إلى تكثيف الاستعدادات والاهتمام بالجانب الرياضي، ليس للطلاب فقط بل شمل أيضا أعضاء هيئات التدريس والعاملين بكل جامعة.
أعلنت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي موافقة المجلس الأعلى للجامعات، على مقترح المشروع القومي للدراجات، مؤكدة أنّه جار تشكيل لجنة متخصصة في كل جامعة لتنفيذ المشروع، بالتنسيق مع الاتحاد الرياضي المصري للجامعات، موضحة في بيان لها أنّ المشروع سيعرض في الجمعية العمومية للاتحاد الرياضي الشهر المقبل استعدادًا لبدء تنفيذ المشروع في جميع الجامعات مع بداية العام الدراسي المقبل.
وأكدت وزارة التعليم العالي أنّ المشروع يسمح بتوفير دراجات في الجامعات المصرية تكفي احتياجات قطاع كبير من الطلاب والعاملين وأعضاء هيئة التدريس ومعاونيهم، حيث تكون الدراجة وسيلة الانتقال داخل وخارج الجامعة، لافتة إلى أنّه يهدف إلى الحد من التلوث، ورفع مستوى اللياقة البدنية للطلاب والعاملين بالجامعة، فضلًا عن استخدامها في تنظيم سباقات رياضية بين الجامعات المصرية، والحفاظ على وقت الطلاب، والعاملين، وأعضاء هيئة التدريس في أثناء تنقلهم إلى لأماكن المختلفة داخل الجامعة، إلى جانب أهميته الكبرى على المستوى الصحي والرياضي، ورفع كفاءة الطالب بشكل عام، مبيّنة أن جميع الجامعات المصرية الحكومية والخاصة والمعاهد العليا مستهدفة من المشروع.
وقال الدكتور محمد صبحي حسانين رئيس الاتحاد الرياضي للجامعات، وصاحب فكرة المشروع القومي للدراجات "دراجة لكل طالب"، إنّه سيتم تطبيق المشروع بدءا من العام الدراسي الجديد، مشيرا إلى أنّه جار تنظيم الكثير من المقابلات مع البنوك المصرية لبحث تمويل المشروع، بجانب مجموعة من البنوك الخاصة.
وأضاف حسانين لـ"الوطن"، أنّه تم التعاون مع الهيئة القومية للإنتاج الحربي لإنتاج الدرجات المصرية وإنتاج أول دراجة، مشيرا إلى أنّ عدد الطلاب المستهدفين في المشروع 3 ملايين طالب في 54 جامعة حكومية وخاصة، وأكثر من 100 ألف عضو هيئة تدريس.
وأكد نائب رئيس الاتحاد الرياضي للجامعات، أنّه سيتم منح الدراجات للطلاب بالتقسيط المريح على أن تصبح ملكا للطالب بعد انتهاء فترة دراسته في الجامعة، لافتاً إلى أنّ الهدف منها هو تكثيف الاهتمام بصحة الطلاب وأعضاء هيئة التدريس، وتماشيا مع رؤية الدولة المصرية في الاهتمام بالجانب الرياضي في كافة المجالات منها المجال التعليمي الجامعي.
وأضاف حسانين أنّه سيتم توفير ممرات للدراجات في المحافظات بالتنسيق مع المحافظين، وسيتم التعاون مع عدد من البنوك لمنح قروض ميسرة للطلاب تسدد خلال سنوات دراسته بالجامعة، لافتا إلى أنّ المشروع يشمل أعضاء هيئة التدريس في الجامعات والطلاب "بنين وبنات"، والعاملين بالجامعة، وسيتم توفير الدراجة بالمجان للطالب المتميز في الأنشطة الطلابية.
وأكد حسانين أنّ الهدف من المشروع توفير تكلفة المواصلات التي يعاني منها الطلاب والموظفين وأعضاء هيئة التدريس يوميا، فضلا عن التأثير الإيجابي للمشروع على الحالة النفسية للطلاب بعد ملكيته وسيلة مواصلات خاصة به، إضافة إلى أنّه ينشر ثقافة ركوب الدراجات بين المواطنين بشكل عام، ويتضمن المشروع توفير الدراجات بدعم جهات من المجتمع المدني، وتصميم نظام عمل بالكروت الذكية لاستخدام الدراجات لحساب معدلات استعمال كل طالب لدراجته، وتصميم أماكن انتظار للدراجات.