سعيدالشحات يكتب ذات يوم 12 اغسطس 1925م..
سعيد الشحات يكتب ذات يوم 12 اغسطس 1925م.. الازهر يطرد الشيخ على عبد الرازق من هيئة كبار العلماء بسبب "كتاب الاسلام واصول الحكم"..
لوح شيخ الجامع الازهر الشيخ محمد ابوالفضل الجيزاوى بكتاب "الاسلام واصول الحكم "..وهو يسأل الشيخ على عبد الرازق :"الكتب ده كتابك؟"..فاجاب :"نعم"..ثم ساله :"هل انت مصمم على كل مافيه؟"..اجاب نعم..القى الشيخ ابوالفضل الكتاب امامه على المنضدة وصاح:"هذا الكتاب كله خطأ وضلال ولكننا كتبنا لك سبع نقط فيه ولو ان فيه غيرها كثيركلها ضلال..وساقرألك النقاط السبع التى تضمنها كتابك..
وبدأ الشيخ فى قراءة النقاط السبع وذلك فى جلسة هيئة كبار العلماء التى عقدت فى مثل هذا اليوم 12 اغسطس 1925 لمحاكمة على عبد الرازق بتهمة الالحاد لتاليفه كتاب "الاسلام واصول الحكم"..وكانت الجلسة فى العاشرة صباحا بالادارة العامة للمعاهد الدينية وبحضور 25 هم اعضاء الهيئة حسب مايذكر احمد شفيق باشا فى "حوليات السياسة 1925"....
ويقدم لناا محمود عوض فى كتابه "افكار ضد الرصاص الصادر من دار المعارف قراءة قيمة وشاملة ويراه مرتبطا بالجدل الذى ساد مصر حول الملك فؤاد وطمعه ان يمون فوق انه ملك مصر خليفة للمسلمين بعد ان الغى مصطفى كمال اتاتورك منصب الخلافة فى تركيا يوم 3 مارس 1924 ..وبينما كان فؤاد يشجع هذا الجدل سرا فاجأ على عبد الرازق الجميع بكتابه الذى يقول فيه "ليس بنا من حاجة الى تلك الخلافة لامور دنيانا ..ولو شئنا الدقة لقلنا اكثر من ذلك فانما كانت الخلافة ولم تزل نكبة على الاسلام والمسلمين"..
وعقب صدور الكتاب اول ابريل 1925 بدات عاصفة الاحتجاجات رغم ان عبد الرازق ازهرى وقاضى شرعى بمحكمة المنصورة ..وتنوعت الاحتجاجات من مؤلفات مضادة لشيوخ تتهمه بالكفر ومن اشهرها كتاب "حقيقة الاسلام واصول الحكم "..للشيخ محمد نجيب المطيعى مفتى الديار المصرية سابقا والاهم كان غضب الملك فؤاد الذى استددعى رئيس الوزراء بالنيابة يحى باشا ابراهيم ليقول له بحدة:كيف يجرؤ واحد من الازهر على المطالبة بقيام الجمهورية فى مصر؟"..اما فى المحاكمة التى اجرتها هيئة كبار العلماء للمؤلف فقرأ فيها الشيخ الازهر سبع نقاط اعتبرها ضلالاوخطأفى الكتاب وهى ان الكتاب جعل الشرؤيعة الاسلامية شريعة روحية محضة لاعلاقة لها بالحكم والتنفيذ بامور الدنيا..وان الدين لايمنع من ان جهاد النبى ص فى سبيل الملك لا فى سبيل الدين ولا للابلاغ الدعوة للعالمين وان نظام الحكم فى عهد النبى كان موضوع غموض وابهام واضطراب وموجبا للحيرة..وان مهمة النبى كانت بلاغا للشريعة مجردا من الحكم والتنفيذ..وان حكومة ابى بكر ومن بعده كانت لادينية..
ورد الشيخ على عبد الرازق قائلا لان اتهامه بانه جعل الشريعة الاسلامية روحية غير صحيح ..اما اتهامه بان الدين لايمنع من ان جهاد النبى كان فى سبيل الملك فهو غير صحيح والكتاب يقول عكس ذلك ..واما انى قلت ان نظام الحكم فى عهد النبى كان موضوع غموض وايهام فهذا غير صحيح ..
ورغم ذلك ففى الساعة الثانية عشرة ونصف ظهر نطق الحكم ..
"حكمنا باخراج الشيخ على عبد الرازق وهو قاضى شرعى بمحكمة المنصورة الابتدائية واحد علماء الجامع الازهر ومؤلف كتاب "الاسلام واصول الحكم "..من زمرة العلماء وتعلن الاسباب بعد اعدادها فيما بعد".................!!