الأقباط متحدون | عصابة فيفازالاطا
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١١:٣٤ | الاثنين ١٢ ديسمبر ٢٠١١ | ٢ كيهك ١٧٢٨ ش | العدد ٢٦٠٦ السنة السابعة
الأرشيف
شريط الأخبار

عصابة فيفازالاطا

الاثنين ١٢ ديسمبر ٢٠١١ - ٠٨: ١٢ م +03:00 EEST
حجم الخط : - +
 

 بقلم: د. وجيه رؤوف


رحم الله فناننا الكبير "فؤاد المهندس" الذي أبدع ساحتنا بالكثير من الأعمال الفنية الصادقة والأصيلة والتي تتحدث وبكل صراحة وجرأة عن أسرار المجتمع وأسرار النفس البشرية،ولقد لقب الفنان فؤاد المهندس بالأستاذ، وهذا لقب يستحقه عن جدارة، فقد تخرج من تحت يديه أبطالًا في السينما والمسرح.


ولقد تناولت في مقال منذ فترة طويلة فيلم "أرض النفاق"، الذي يعتبر من أقوى الأفلام المصرية التي كشفت الواقع المصري، وما يدور في كواليس النفس البشرية من مشاعر ورغبات ونقائص، المهم لا أدرى لماذا يجول بخاطري في هذه الأيام أحداث فيلم "فيفازالاطا" وهو فيلم من إنتاج وبطوله فناننا الكبير فؤاد المهندس مع نخبه من الفنانين العظام، ومن إخراج الأستاذ حسن حافظ، ولعلكم تساعدوني لكي أجد المبرر الذي من أجله تتبادر أحداث هذا الفيلم أمام ناظري وكأنها تحكى تاريخ فعلى يجرى على أرض الواقع في تلك الأيام، ولنسترجع بعض من أحداث الفيلم الأساسية التي تتبادر إلى ذهني.


فمدينه تكسيكو هي مدينه هادئة يسكنها بعض الناس الطيبين المسالمين، الذين لا يعرفوا للشر طريقًا بل إنها بلد مضياف لكل من يلجأ إليها حتى لو كان هذا الضيف عابر سبيل أو قاطع طريق، ولكن هذه الطيبة من أهل تكسيكو جعلتها مطمعا لكل سارق أو قاطع طريق، فبدلا من أن يكون رد الجميل لحسن الضيافة بالشكر أصبح الرد هو عبارة عن سرقه أهل تكسيكو واغتصاب أهلها سواء أرادوا أو لم يريدوا.


وفى المقابل أصبحت تكسيكو محل صراع من العصابات من الدول المجاورة التي أصبحت تتصارع في فرض هيمنتها على أرض وأهل تكسيكو، وكانت هناك عصابتان كبيرتان أحدهم عصابة "الترجرز" بزعامة الفنان "حسن عابدين" الذي يجسد شخصيه "كنج سايز" زعيم الترجرز والأخرى عصابة "زلاطا" ويجسد شخصيته الفنان "فؤاد المهندس".


المهم تتزايد الهجمات والسرقات من تلك العصابات التي تبسط نفوزها على تكسيكو في وجود شريف ضعيف (مأمور المركز) فهذا الشريف الذي يجسد شخصيته الفنان "حسن مصطفى" ضعيف الشخصية وضعيف القوى أمام هجمات الإرهابيين والعصابات، ولا يدرى الطريقة التي تكفل إدارة تكسيكو في وجود تلك العصابات المتناحرة لفرض سيطرتها على البلدة في عدم وجود حاكم للبلدة.


وهنا يلجأ مأمور المركز الضعيف إلى طريقه خبيثة وهى إعطاء السلطة لسينيور زلاطه، قائد إحدى العصابات والذي لا ينتمي فكريا أو وطنيا لتكسيكو، ولكن قلده تلك السلطة لكي يستفيد من قوه عصابة زلاطه لكي يمكنه هذا من الاستقرار على كرسيه ويحتفظ بمنصبه، متغافلا عن أن من وضع في يده تلك السلطة وقلده إياها إنما هو مجرم معتاد الإجرام وله باع في السرقة والقتل والاغتصاب.


كل ذلك وهو (غير قانوني) كما كان يصرح بذلك مساعد الشريف طوال الفيلم لم يثنى مأمور المركز أو الشريف عن عزمه في تقليد زلاطا زعيم العصابة مقاليد حكم تكسيكو بطريقه قانونية، عن طريق موافقة أهل تكسيكو لتولى زلاطه قيادتهم رغم معرفتهم بتاريخه الطويل في السرقة والنهب سواء في بلدتهم أو في البلاد المجاورة.


المهم تولى زلاطه حكم تكسيكو ولكنه لم يترك مسلكه القديم من سكر ودعارة، إلى أن انتهى الأمر بقتله ثأرًا لمقتل كنج سايز زعيم الترجرز، المهم يسير الفيلم إلى أن يحاول البعض توليه متولى أبن أخو زلاطه الطيب زعامة العصابة، ولكن بعد عده مفارقات كوميديه يعتذر متولى الطيب عن قياده البلدة وقياده العصابة، ويوجه كلامه إلى أهل تكسيكو قائلا :
هذه البلدة يحكمها أبنائها ولا يحكمها غريب
وهنا يضع متولى الطيب حكمة صالحة لكل مجتمع: إن أبناء البلد المخلصين هم أولى بحكمها من العصابات الوافدة عليها بغيه فرض سيطرتهم عليها واغتصاب خيراتها.


حقيقة فيلم ممتع جدا ورسالته واضحة جدًا، ولا أدرى لماذا تتوارد مشاهد هذا الفيلم كثيرًا على ذاكرتي هذه الأيام، ربما ساعدتموني لمعرفه السبب وإلى أن نصل لذلك نتمنى أن يأتي اليوم الذي يستوعب فيه أبناء بلدي تلك الحكمة التي قالها متولى الطيب فى نهاية الفيلم مع رحيل العصابات المختلفة عن تكسيكو.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :