وقفت "زينب" على باب محكمة الأسرة، تنتظر دورها في الدخول، يبدو عليها علامات الحيرة والحزن؛ فهي شابة في مقتبل العمر يبلغ عمرها الـ35 عاما، تزوجت صغيرة في عامها الـ15 لم تعي ظروف الحياة، فوجئت بحياتها داخل بيت صغير تتحمل فيه أعباء الزوجة التي تعيل زوجها وتقف بجواره لمساعدته على لقمة العيش والكسب الحلال فبعد أن كان "أرزقي باليومية"، حيث يعمل على حمل الأشياء للتجار والزبائن في السوق، أصبح لديه تجارة وفتح محلا كبيرا لتجارة الخضراوات والفواكه..
"أنكر وقفتي معاه ومساعدته على تربية بناتنا الـ5.. فكر في الزواج للمرة الثانية إنجاب الولد وعايز يشغلني خدامة عندها".. كلمات قالتها "زينب" عند سؤالها عن حالها وسبب شكواها لمحكمة الأسرة.
وقفت "زينب" تسرد شكواها أمام محكمة الأسرة بالجيزة لتنهي هذه الحياة الكئيبة التي تشح بالسواد، ولكي تنجو من بطش زوجها، فهي لم تعد تحتمل مزيدا من الإهانة والضرب، الذي امتزج بالبخل، فقد عزمت أن تنهي هذا الزواج، فلا أمان لشخص جرد زوجته من ملابسها، وطردها خارج منزلها.
بعين قلقة تتفحص كل شيء يحوطها تبدأ الزوجة الشابة في سرد حكايتها: "تزوجته وأنا في سن صغيرة كان يبلغ عمري وقتها 15 عاما لا أعي شيئا عن الحياة والمسئولية، أنا لم أكمل تعليمي في المرحلة الابتدائية، فكر أهلي في زواجي من أول شخص يدق الباب، فكان زوجي "حسن" يكبرني بـ10 سنوات، أرزقي في السوق، عتال، وكنت أساعده وتحملت المشاق والكثير خاصة بعد إنجابنا لأطفال، مرت الأيام وبعد إنجابي لـ 5 بنات، في آخر ولادتي لبنته "مي" كأن القيامة قامت بدأ يهينني ويشتمني حتى تطاولت يداه وهددني بأنه سيتزوج للمرة الثانية، اعتقدت أنه يهدد فقط لكن فوجئت أنه اتفق مع سيدة مطلقة جارتنا على الزواج ووافقت".
وتابعت: "حاولت أن أكذب ما أسمعه وقررته مواجهته لمعرفة حقيقة الأمر فأكد لي، وضربني ومنع عني المصاريف وجردني من ملابسي وطردني في نص الليل".
أنهت الزوجة حديثها: "لم أجد أمامي حلًّا سوى اللجوء لمحكمة الأسرة، وطلبت من المحكمة إلزام زوجي بالمصاريف على بناتي، وحبسه إذا امتنع ومعاقبته، لذا لجأت ل
لقضاء لإنصافي".