حزب الظلام
بقلم: ماجد سوس
دأب المتحدث باسم حزب النور السلفي عبد المنعم الشحات – الخارج من السجون والمعتقلات – مهاجمة الأقباط بعنف و ضراوة عجيبة سواء في أحاديثه أو كتبه أو خطبه حتى أصبح واحد من أكبر مشعلي الفتنة الطائفية في مصر بل آكاد أشعر أنه أخطر رجل في القطر المصري في العصر الحديث ، فقد انضم الى القائمة السوداء التي تضم الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل و محمد سليم العوا و زغلول النجار و محمد عمارة و القاعود و وجدي غنيم و القرضاوي والبدري و الحويني وياس برهامي وغيرهم من طيور الظلام وسر تفوقه عنهم يكمن أنه بجانب كرهه الزائد عن الحد للأقباط ، فهو يمتلك قدرة على المراوغة في الكلام بمهارة لقلب الحق باطل و تزييف الحقائق و شحن البسطاء من المسلمين ضد إخوتهم في الوطن وتجلت هذه المهارة المُشينة في كل مما مر به الأقباط من محن و ظلم فكان يخرج علينا بأكاذيب لحرق دم الأقباط و إحباطهم.
في حديثه منذ أيام في قناة النهارالفضائية، إذ زعم أن أدب الكاتب و الأديب العالمي الحائزة علي جائزة نوبل في الآداب نجيب محفوظ يحض علي الرذيلة وينشر الدعارة والمخدرات، مشيرا إلى أن هذا الأدب يدور في أغلبه في مناطق تسودها بيوت الدعارة وتنتشر فيها المخدرات.
و هذه الكلامات أدخلت الرعب في نفوس المثقفين والأدباء فرأوا أن هذه التصريحات تكشف عن نوايا الإسلاميين تجاه حرية التعبير، كما تؤكد أن كارثة ستحل برموز مصر مالم يستعد المجتمع المصري كله لمواجهة هذا الطوفان، لافتين النظر إلى خطورة هذه التصريحات كونها تواكب الاحتفالات التي تنظم في العالم بمناسبة مرور مائة عام على ميلاد صاحب نوبل .
وأكد الروائي إبراهيم عبد المجيد في تعليقه على هذه التصريحات أن الشحات شخص مثير للشفقة وقال " كلما رأيته على الشاشة أشعر بالإشفاق عليه ويهيئ لي أنه قادم من ألف سنة علي بعير وجلس في مصر ليستريح، ولا يري إلا أنه هناك حيث أتي ، لذلك لا أهتم بما يقول.
و من جانبها، رأت الكاتبة الروائية سحر الموجي أستاذ الأدب الإنجليزي بجامعة القاهرة على صفحتها الخاصة على"فيسبوك " أنه لا داعي للجدال مع الشحات وغيره في مسائل ترتبط بالأدب والأدباء، فليست هذه معركتنا معهم - على حد قولها - ولكن الأجدي في هذه المرحلة هي أن نضعهم في موقف حرج بأن نسألهم جميعا، وفي صوت واحد عن خططهم للنهوض بمصر في مجالات التعليم والصحة ومكافحة الفقر فهذه هي المهام التي انتخبوا من أجلها "
و اعتبر الكاتب حمدي أبو جليل، الحائز على جائزة نجيب محفوظ في الرواية العربية، أن الشحات في تصريحاته يتبع الأولين في كل شىء، لاسيما في تشبثهم بالماضي وكره أي جديد ورفض أي شكل من أشكال الفكر والحياة.
بينما اعتبرت الناقدة هويدا صالح أن خروج أحد الإسلاميين الذين دفعنا الثمن من دمائنا ليصلوا للسلطة عبر الديمقراطية ليقول لنا إن أدب نجيب محفوظ أقرب للدعارة هو رأي يكشف الكارثة،التي ستحل بالمجتمع ككل.
وقالت " اننا نادينا كثيرا بأهمية احترام الديمقراطية، وأهمية إعطاء الإسلاميين فرصة لنرى خطابهم الثقافي والسياسي، لكن أن يخرج علينا الشحات ليعلن أن أدب نجيب محفوظ أدب دعارة فهنا ينبغي أن نقول له: لم ندفع كل هذه الدماء لتصلوا إلى البرلمان وتبدأوا حملات التشويه والتكفير لرموزنا، كما لم نسحل في شوارع مصر من أجل أن يتمتع هؤلاء بالديمقراطية بعد أن أذلهم النظام السابق وزج بهم في السجون، وقهرهم، ثم يأتون ليكفرونا، هؤلاء الذين كانوا يرون أن الخروج على الحاكم هي الفتنة الكبرى، وطالما كانوا يجلسون تحت أعمدة المساجد يتناقشون مع رجال أمن الدولة ويعطونهم تقارير يومية كمخبرين للنظام" .
مرة أخرى يطرح علينا الشيخ الشحات فكرة "طالبانية" حيث دعا إلى تغطية وجوه التماثيل الفرعونية المصرية بالشمع لأنها تشبه الأصنام التي كانت موجودة في مكة، وهو ما أدخل في نفوس الكثير الرعب والخوف من أن يحدث ما حدث في أفغنستان من هدم التماثيل القيّمة الأثرية وستكون كارثة إنسانية بكل المعاني .
أكد الشحات أن الديمقراطية حرام بل و كفرا وبأنه يتفوق علي منافسه في الانتخابات الراهنة بسبب خلفيته الدينية والسياسية ومشاركته في العديد من المناظرات والندوات ويقول: إن دخوله البرلمان برغم إعلانه أن الديمقراطية حرام، لا يعد انتهازية سياسية، لأنه يعتقد أن «الديمقراطية علي الطريقة السلفية حلال، إنما ديمقراطية الغرب هي الكفر»!!
تعجبت الكاتبة أمينة النقاش من فوز حزب النور السلفي ومجيئه في المرتبة الثانية بعد حزب الحرية والعدالة وسبب تعجبها انه من المعروف أن النظام السابق استغل السلفيين في السنوات الأخيرة، وأطلق لهم حق العمل دون مضايقات كثيرة، وغض الطرف عن بعض ممارساتهم الخارجة علي القانون، تحت ظن الاعتقاد أنه يوازن بهم جماعة الإخوان المسلمين، وبالذات من كان معروفا بينهم بالتيار السلفي غير الجهادي، الذي لا يمارس العنف، ويدعو الي أن الخروج علي الحاكم يمهد للفتنة ، ويطالب بضرورة الخضوع لحاكم ولو كان «فاجرا» اتقاء لهذه الفتنة. و المثير للدهشة عزيزي القاريء هو تمسكهم بالعمل السياسي و الذي نادوا كثيرا جدا بحرمته و تأثيمه.
في السنوات الأخيرة، أعطيى الضوء الأخضر للسلفيين لإنشاء عدد من المحطات الفضائية التليفزيونية وقد ساهمت هذه الفضائيات بدور بارز في تحويل بعض شيوخ السلفيين الي نجوم في المجتمع وقد ساعد علي انتشار السلفيين وأفكارهم المحافظة وتقاليدهم التي اختصت النساء بعدد لا يستهان من القيود، أن معظمهم قد عاد بعد سنوات طويلة من العمل في السعودية متأثرا بالفكر الوهابي وتقاليده الاجتماعية الصارمة، فحرموا الأضرحة وهدموا بعضها، وساهموا في انتشار النقاب بشكل غير مسبوق، وطبقوا الحدود بأنديتهم بعيدا عن سلطة القانون، وقطعوا الأيدي والأذن لبعض المواطنين في قري الصعيد و لاسيما الأقباط ، واستطاعوا وعددهم يفوق المليون ونصف المليون أن يشيعوا مناخا مخيفا في المجتمع كان الأقباط و النساء في مقدمة ضحاياه كما رصدت هذا الاستاذة أمينة في بحثها " التأمل في الفوز اللافت للسلفيين".
نعود للشيخ الشحات و الذي هاجم الكنيسة بضراوة ضد ما أسماه «تسلط الكنيسة» في قضيتي ما أطلقوا عليه «الأخت وفاء» و«الأخت كاميليا» وهما المرأتان اللتان أشيع أنهما أسلمتا ثم عادتا الي المسيحية، وقد أنكرتا ذلك تماما في شريط تليفزيوني ففضح الله مخطط الشحات الكاذب.
عزيزي القاريئ هناك عوامل كثيرة ساعدت في بروز التيار السلفي و في فوز الإخوان المسلمين بأكبر نسبة – حتى الآن وسأرجيء الحديث عن هذه العوامل الي ما بعد انتهاء كل مراحل الإنتخاب ولكن الذي أريد أن أشير اليه هنا أن هذا الرجل كان يتحدث بكل ثقه أنه سيفوز في الإنتخابات وإنه سيخرج يوم الجمعة بمسيرة حتى كنيسة القديسين بالإسكندرية – ليغيظ الأقباط – ليحتفل بإنتصار الكتلة الإسلامية و الرغم ان ما حدث كان مفاجأة كبيرة جدا و رغم إتهامه للإقباط انهم و قفوا ضده مع المرشح المنافس و ان صح هذا الكلام فأقول للأقباط هنيئا لكم صمودكم أمام من أراد بكم شرا سواء بإيجابيتكم أو بصلاتكم .
عزيزي القاريء سأتركك مع الكلمات التي خرجت مني حين سمعت خبر رخسارة الرجل و وضعت هذه الكلمات على حسابي في موقع الفيسبوك " .. عبد المنعم الشحات ، المتحدث بإسم السلفيين ،إعتبر الديمقراطية حرام . فأسقطه حتى لا يمشي في الحرام .. طالب بتغطية التماثيل بالشمع وإعتبر الحضارة الفرعونية حضارة عفنة فأصابته لعنة الفراعنة .. هاجم نجيب محفوظ الذي أدخل مصر في التاريخ الإنساني الحديث فأخرجته مصر من تاريخها..أهان الأقباط و رفض أن يتولى قبطي رئاسة الجمهورية أو الوزراء أو البرلمان فحرمه الله من يصبح مجرد عضوا في البرلمان.".
عزيزي لا تخشى من الغد ولا تخشى على مصر و لا على شعبها و كنيستها فهي في يد من صنعها و حفظها لنفسه لا تقوى عليها أبواب الجحيم لأن النور الذي يتصورون انه فيهم هو ظلام حتى ولو اتخذوا من النور اسماً .
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :