قبل 5 أشهر، فاجأ المهندس نجيب ساويرس الشاب عمر سليمان، حينما طلب الأخير منه، على سبيل الدعابة، الالتحاق بجامعة النيل للدراسة فيها، وهو الأمر الذي أخذه رجل الأعمال على محمل الجد وفق ما رواه صاحب الـ18 عامًا لـ«المصري لايت» في مارس الماضي، على أن يدرس فيها فعليًا ويقدم أوراقه عقب ظهور نتيجة الثانوية العامة.
انتهت الامتحانات وظهرت نتيجتها، وحقق «سليمان» مجموعًا جيدًا أهّله لدخول كلية علوم الحاسب بجامعة النيل، لكنه فكر في تقديم أوراقه دون التواصل مع «ساويرس» أو أيًا من مسؤولي مكتبه.
قدم «سليمان» أوراقه في الجامعة وحدد مسؤوليها موعد امتحان القبول، وقبل يوم الاختبار بليلة بعث برسالة عبر تطبيق «واتس آب» إلى رجل الأعمال حسب روايته لـ«المصري لايت»، وخلال المحادثة طمأنه «ساويرس» قائلًا له: «بالتوفيق».
ظهرت نتيجة اختبار القبول بنجاح «سليمان»، وعلى الفور تواصل مع السيدة «داليا» مديرة مكتب رجل الأعمال، والتي طلبت منه معرفة مصاريف الفصل الدراسي الأول لسداده.
بعدها تواصل معه أحد مسؤولي الشؤون المالية بمكتب «ساويرس»، وطلب من «سليمان» ورقة قبوله بجامعة النيل، وأخرى محدد فيها قيمة المصروفات، ليبعث له الأخير كافة المتطلبات عبر البريد الإلكتروني.
ومنذ يومين، تلقى «سليمان» رسالة عبر بريده الإلكتروني من المسؤول المالي، تضمنت فاتورة دفع مصروفاته، والتي من المقرر أن تستمر طيلة الـ4 سنوات، وتصل قيمتها إلى 250 ألف جنيه مقسمة على كل فصل دراسي.
وتعود القصة إلى أواخر مارس الماضي، حينما دشن عمر سليمان حسابه الخاص بموقع «تويتر»، ولم يدرك حينها أن الصدفة ستنصفه من أول تغريدة له حسب توضيحه آنذاك، حينما طالب فيها المهندس نجيب ساويرس بمنحة دراسية في جامعة النيل، حتى فوجئ بتفاعل رجل الأعمال معه وقبول طلبه، والذي ختم حديثه معه أمام متابعيه مازحًا: «اسمك على اسم راجل عظيم الله يرحمه، كان عزيز عليا جدًا».
ويعمل «سليمان» في مجال تطوير البنية التحتية منذ 3 سنوات لصالح عددٍ من الشركات، واكتسب خبرته من خلال التعلم الذاتي عبر الإنترنت، أي قبل التحاقه بمرحلة الثانوية العامة، ومن هنا توّلد بداخله خوفٌ من ضياع حلمه بدخول كلية الحاسبات والمعلومات بسبب 5. % حسب روايته.
تكونت من هذا العامل رغبته في مداعبة «ساويرس» عبر «تويتر»: «قلت لعل الله يحدث بعد ذلك أمرًا» حتى فوجئ برد الأخير، وهنا يوضح أن اهتمام رجل الأعمال به كان جديًا، وتلقى اتصالًا هاتفيًا منه بعد 20 دقيقة فقط من تغريدته: «كنت بتهته في الكلام من كتر الصدمة»، حتى أبلغه بأن مديرة أعماله ستتواصل معه في اليوم التالي.
تلقى صاحب الـ18 عامًا الاتصال المنتظر في الـ10 صباح اليوم التالي، وكشفت مديرة الأعمال له صعوبة الأمر لعدم حصوله على شهادة الثانوية العامة، لتعده بتحقيق طلبه فور انتهائه من عامه الدراسي الجاري: «أول ما أخلص 3 ثانوي السنادي هتواصل معاها عشان تقدملي».
أتى الأمر بعد سلسلة من الأزمات التي أصابت حياة «سليمان» الاجتماعية، لتتبدل حالته السيئة إلى فرحة كبيرة لم يستطع النوم بسببها، رغم ذلك لم يرغب في إخبار زملائه بالأمر حتى لا يعتبروه متكبرًا، إلا أنهم داعبوه فور علمهم بما حدث قائلين له: «إنت بقيت تريند»، كما سَعِد له أبواه وإخوته.
تشابه اسمه مع الراحل عمر سليمان، نائب رئيس الجمهورية الأسبق، لم يصبه بضيق، بل رفع من سمعته خلال عمله في الشركات خلال السنوات الماضية وفق روايته، نافيًا في نفس الوقت استجابة «ساويرس» له لهذا السبب: «هو من زمان كده على تويتر مع الناس».
تمنى «سليمان» أن يكون رجال الأعمال مثل «ساويرس»، من حيث إيمانه بأن نظام تقييم الثانوية العامة للطالب غير منصف، بتحديد مستقبله من خلال الدرجات التي يحرزها فقط دون النظر لمهاراته والمجال الذي يحبه ومستوى ذكائه: «يا ريت يكونوا زيه».
بعد تحقق حلمه، يسعى «سليمان» إلى إحراز تقديرات مرتفعة خلال سنوات دراسته في جامعة النيل، خاصةً وأنه يحب مجال علوم الحاسب: «أنا هلعب على التقديرات، هي حاجة أنا حاببها وان شاء الله هأدي فيها»، خاتمًا حديثه: «بعت رسائل شكر للمهندس نجيب ساويرس وللأستاذة داليا على اللي عملوه معايا».