الأقباط متحدون | تحذيـــر أوعى تصـَدَّق
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٦:٠٤ | الاربعاء ١٤ ديسمبر ٢٠١١ | ٤ كيهك ١٧٢٨ ش | العدد ٢٦٠٨ السنة السابعة
الأرشيف
شريط الأخبار

تحذيـــر أوعى تصـَدَّق

الاربعاء ١٤ ديسمبر ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم :مهندس عزمي إبراهيم

طلع علينا اليوم حزب "النـور" السلفي ببيان ومنشورات بكميات هائلة بعنوان "حملة اوعى تصدق" ... ينصحنا ألا نصدق مبادئ السلفيين وتشدداتهم ونداءاتهم بفرض تقاليدهم المتخلفة على المجتمع المصري الحر الراقي !!!!
البيان صدر قبل ساعات قليلة من بدء التصويت للمرحلة الثانية من انتخابات مجلس الشعب، مكللا حملة دعائية مكثفة مدعمة لتضحيض مخاوف الشعب المصري من تطبيق مبادئهم عقب تقدم الحزب في المرحلة الأولي.


تراجع السلفيين عن موقفهم من فرض "قيــم الإســلام" كما يرونها وكما استوردوها من الوهابيين السعوديين وكما ملأوا نخاشيش الشعب المصري الحر من التعسف والتزمت والتسيّد المقيت. وكما نثروها في ميادين مصر وشوارعها وحواريها وأزقتها، وفي مدن الكنانة المحروسة من القاهرة واسكندرية إلى قراها وعزبها ونجوعها.
إن مباديء السلفي لا تتغير، لأنها نتاج إيمان راسخ في عقولهم وقلوبهم ومفهومهم وتفسيرهم للإسلام. وطريقة الحياة كما يرونها ويروا أحقية تطبيقها... ليس لأنفسهم فقط كـ ( Cult ) بل للعالم الاسلامي جميعه... بل للعالم كله ان أمكن.


لقد نادوا بأصوات مدوية في شوارع مصر ولافتات كبيرة في شوارعها وميادينها وأحاديث في صحفها وعلى فضائيات عديدة... بلا خجل أو مواراة بافتاءات ودعاوي عبارة عن مهاترات وسفاهات لا يقبلها عقل عاقل، ولكنها تخرب عقول البسطاء وتذبذب أنصاف المتعلمين وتثير الشكوك في نفوس بعض الناس حول قبول ومصداقية الحُكم الفقهي. علاوة على أن منها الكريه المقيت الذي ينفث البغضاء والحقد والظلم والتفرقة بين أبناء الوطن الواحد، وأهم من هذا وذاك يشوه معالم وتعاليم الدين ذاته. فهؤلاء هم أضَرُّ وأشـَرُّعلى الإسلام ممن يظنونهم أو يدعونهم أعداء الإسلام."
الأمثلة على ذلك كثيرة منها كيف يجب أن يتبول المسلم، وبأي قدم يخطو أولا، وفوائد شرب بول البعير، وفوائد أجنحة الذباب، وضرورة إرضاع الكبير، وخطورة جلوس المسلمة عل الكراسي (زنا الكراسي)، وهدم الأضرحة والمقدسات، وإحلال ما لغير المسلم من مال ونساء، وتحريم المناصب الهامة على الكفء غير المسلم، وتحريم زواج بنات المسلمين من الفلول، وتحريم التعامل الاقتصادي والاجتماعي مع أبناء الوطن الواحد من غير المسلمين، ومنع اختلاط النساء بالرجال في الجامعات وفي الحياة العملية العامة والخاصة، والنداء بسجن نصف المجتمع بتخزين البنات والسيدات في منازلهن ومنعهن من العمل في الحياة العامة، وحرمان المجتمع والدولة من مجهودهن وكفاءتهن.


لقد أضاع هؤلاء السلفيين مدعي الدين والتدين جمال مصر وجمال الروح المعروفة عن المصريين بفرض الحجاب والقناع والنقاب على النساء، والعباية والقميص (الجلباب القصير) واللحى المشوشة والشوارب المحلوقة على الرجال. واستداروا ينادون بالقضاء على الذوق الجميل والاحساس الرقيق والمشاعر الإنسانية بالدعوة إلى إلغاء الفنون الجميلة المتمثلة في الموسيقى والغناء والتمثيل والرسم والنحت والسينما (إلى جانب تجريد اقتصاد مصر من نتاج هذه الفنون) وتحريم مشاهدة بعض القنوات الفضائية وتصفح المجلات المصورة ومشاهدة المباريات واللاعبين. بل وتحريم وتجريم العلم والعلماء وتكفير المفكرين. وكلها دلائل خوف وعدم ثقة في الدين والتدين الحقيقي، وكأن الإنسان مجرد من العقل والحكمة والقدرة على التمييز بين الغث والسمين، ناسين أن اللـه الخالق لم يمنح العقل والحكمة والقدرة على التفكير الا للإنسان وحده من دون جميع الخلائق لاستعمالهم!!. وإن دلت دعاويهم على شيء فعلى أنها صادرة عن جهل وسطحية وتخلف وتزمت وتحكم وعدم ثقة بالانسان بل تسلط على اختيارات الإنسان العاقل وتفكيره.


وأخيراً وليس آخراً نداؤهم بتغطية بل هدم الآثار والتماثيل الفرعونية وهي "رأسمال مصر" وثروتها ورمزها وعنوانها ومن أهم العومل لدخلها واقتصادها... بل هي ثروة التاريخ والبشرية عامة وملك للعالم أجمع.
تراجع السلفيين المفاجيء اليوم عما يؤمنون به وما نادوا به حتى الأمس، ليس الا "تقيــــَّــة" واضحة مضحكة مغرضة لتغطية ما بقلوبهم وعقولهم.
حذار يا شعب مصر الحر... حذار من هذا الفخ الخادع الدنيء الذي يهدف الى اقتناصك بالوقوع في براثن الاستبداد والتخلف من هؤلاء التماسيح والثعالب فما تراجعهم إلا خطة مؤقتة في انتظار القفز علي أعناق الأبرياء الأحرار وحقوقهم وعقولهم وحريتهم.
وجتى لو أغلقنا عقولنا وافترضنا أنهم صادقون في تراجعهم.. فكيف نثق في حزب "سيـاسي" أو"ديــني" أو "اجتمـاعي" ويتلون حسب أغراضه كالـسحليـَّة ويغير مبادئه 180 درجة بين يــوم وليــلة !!!!.

 




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :