كتب – روماني صبري
في 20 نوفمبر1977م ، اليوم الذي ذهب فيه الرئيس المصري محمد أنور السادات إلى تل أبيب في إسرائيل ، قال "مناحم بيجن"، رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك أمام لجنة الخارجية والأمن في الكنيست قبل ساعات من زيارة السادات لبلاده :" سنبذل كل ما وسعنا حتى يخرج السادات من بلادنا سعيدا ، رغم انه رئيس لدولة تحاربنا ، لذلك من الجيد استغلال هذه الزيارة حتى يقول العالم انظروا إلى إسرائيل وكم ترحب بأعدائها من اجل السلام ، ما جعل زعماء العالم يشيدون به معتبرينه من أمهر السياسيين في العالم ، ونرصد في السطور المقبلة ابرز المحطات في حياة بيجن .
البداية .. روسيا البيضاء ودراسة القانون
ولد بيجن في 16 أغسطس عام 1913 بمدينة بريست لتوفيسك - روسيا البيضاء - ،ودرس فيها حتى أنهى المرحلة الثانوية ومن هناك سافر إلى بولندا في عام 1938 ودرس القانون في جامعة "وارسو" ، ويعرف بيجن على العمل الصهيوني من خلال منظمة "بيتار" اليهودية البولندية التي ترأسها في عام 1939 ، وكان يراه معاصريه من أذكى السياسيين الذين وطأت أقدامهم الأرض ، وذلك بعد أن نجح في تمرير اتفاقية كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل ، وتأسيس حزب الليكود ، فضلا عن انه بات سادس رؤساء وزراء إسرائيل، إضافة إلى انه قبل قيام دولة إسرائيل كان قائد المنظمة العسكرية القومية إرجون.
نوبل
وحصل بيجن على جائزة نوبل للسلام من السويد مناصفة مع الرئيس المصري أنور السادات ، وذلك لدورهما الكبير في توقيع اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل ، رغم حملة الانتقادات الواسعة التي تعرضا لها وقتها من ابن وطنهم .
هديته للسادات
وعندما وجه أعضاء لجنة الخارجية والأمن في الكنيست الإسرائيلي سؤالا لـ"بيجن"، :" هل ستمنح الرئيس المصري خلال زيارته لإسرائيل هدية ؟ ، أجابهم :" نعم لدي هديتان اﻻولى تنتمي لعهد اﻻباء في إسرائيل وسأكتب عليها الرئيس المصري ضيفنا العظيم من فترة اﻻباء أبائنا المشتركين ..والهدية الثانية من عصر أبائنا المكابيين .
حل التنظيمات العسكرية
بعد قيام دولة إسرائيل رسميا ، حلت الحكومة الإسرائيلية المؤقتة جميع التنظيمات العسكرية وكان تنظيم الإرجون الذي يقوده بيجن من بينها، والذي عمل على تهجير الفلسطينيين من ديارهم، ودعم هجرة اليهود من أوروبا وروسيا إلى الأراضي الفلسطينية، فضلا عن ارتكابه مذبحة دير ياسين يوم 17 سبتمبر عام 1984 ، ما جعل بيجن يتوجه إلى العمل السياسي وبعدها تم انتخابه للكنيست الإسرائيلي عام 1949 ، وفي عام 1973 تقلد بيجن منصبا كبيرا آخر وهو رئيس حزب الليكود الإسرائيلي .
الرحيل
بعد رحيل زوجته "اليزا"، تسلل الحزن إلي حياته ، ما تسبب في تدهور حالته الصحية ، لدرجة انه تقدم باستقالته من رئاسة الوزراء في أغسطس عام 1983 ، وفي 9 مارس 1992 غادر بيجن الحياة عن عمر 78 عاما اثر تعرضه لنوبة قلبية .