وسيم السيسي
تقول الدكتورة نوال السعداوى إن الأب كان يذبح ابنه البكر، ويقدم بناته العذراوات كل شهر حينما يكتمل القمر ليتم اغتصابهن من قبل الكهنة! وإن الحاكم هو الإله، كل هذا كان فى مصر القديمة! أن يصدر هذا الكلام من مصرية هذه كارثة، ومن طبيبة هذه مصيبة، ومن زميلة وصديقة.. أمسك قلمى عن أكثر من ذلك. من أى مصدر صهيونى جاهل استقيتِ هذه الخرافات؟ أتحداكِ أن تذكرى مصدراً واحداً لعالم آثار واحد به هذا الهراء. قال ماسبيرو: هام المصريون بحب الله وذكره، وقال ديورانت: مصر هى أول من دعت إلى التوحيد، وقال العقاد: مصر هى أول من وصل إلى التوحيد، ود. عبدالعزيز صالح: عبدت مصر الإله الواحد الذى لا شريك له. نجد على متون الأهرام فى الدولة القديمة: واع واعو نن سنو، أى واحد أحد ليس له ثانٍ. اقرئى قبل أن تكتبى يا دكتورة نوال: اقرئى فجر الضمير لجيمس هنرى برستد: كان خطاب العرش الذى يخاطب فيه الملك كبير الوزراء: اعلم أن الوزارة مُرة وليست حلوة، اعلم أن احترام الناس لك لن يأتى إلا بإقامتك العدل. إياك أن تقرِّب إنساناً منك لأنه قريب منى، أو تبعد إنساناً عنك لأنه بعيد عنى، بل ليكن القرب منك أو البعد عنك بسبب الكفاءة وليس بسبب أى شىء آخر!. برستد. فجر الضمير، ص 223. لو كنتِ قرأتِ عن تاريخ مصر للدكتور محمود السقا، أستاذ القانون فى كلية الحقوق جامعة القاهرة، فى كتابه «فلسفة وتاريخ القانون المصرى»، وفيه يقول: كان القانون فى مصر القديمة مثالياً فى قواعده، عادلاً فى أحكامه، عالمياً فى مراميه، نقياً فى مبادئه، صافياً فى مواده، دهشة للمؤرخين لأنه بُنى على دعامتين: أ- العدل أساس الملك بين الحاكم والمحكوم. ب- العدالة الاجتماعية، فالكل أمام القانون سواء. أنت تعرفين بكل أسف أنه تشكلت محكمة من 15 قاضيا لمحاكمة ابن رمسيس 3 بتهمة الخيانة، وحكمت عليه بالإعدام، كما حكمت المحكمة بإعدام اثنين من القضاة لأنهما كانا متواطئين مع القصر، فانتحر القاضيان قبل تنفيذ الحكم! أنتِ لا تعرفين ما كتبه الفلاح الفصيح لمحافظ وادى النطرون «رنسى ابن ميرو»: هل عيّنك الملك محافظاً على الإقليم حتى تكون معيناً للصوص وقطاع الطرق؟!. بكل أسف قال مطران خليل مطران مثل ما قلتِه بل أقل منه بكثير جداً، رد عليه أمير الشعراء:
مصر لم تعرف الأضاحى البشرية يا دكتورة، إنها أكاذيب القفطى والكندى والملطى وعبداللطيف البغدادى منذ عشرة قرون! كذلك حرق مكتبة الإسكندرية وعروس النيل، وفند أكاذيبهم إدوارد جيبون، ألفرد بتلر، جوستاف لوبون، إرنست رينان، وإن مكتبة الإسكندرية احترقت 275م فى ثورة الإسكندرية الكبرى ضد الرومان. كان المصرى القديم يتلو عن ظهر قلب أمام محكمة العدل الإلهية: لم أسرق أو أكذب أو أزن أو أشته زوجة جارى، لم أكن سبباً فى دموع إنسان أو شقاء حيوان، ولم أعذب نباتاً بأن نسيت أن أسقيه ماءً! لا ألومكِ، لكن وزراء التربية والتعليم والثقافة والآثار جعلوكِ لا تعرفين أن أجدادكِ العظماء هم أول من أجرى عملية مياه بيضاء، وعملية تربنة، ومسمار داخلى فى العظام، والمصباح الكهربائى، والأهرامات كمراصد فلكية ومحطات لتوليد الطاقة، وأن أول قانون لحقوق الإنسان حور محب. هل قرأتِ لكارين شوبارت عمدة برلين قوله: كيف سيكون شكل العالم اليوم لو لم تكن الحضارة المصرية القديمة! وقول عالم المصريات البريطانى والاس بارج: نحن فى حاجة إلى قرنين من الزمان حتى نصل إلى هذا المستوى الرفيع من الحضارة الإنسانية! اقرئى يا د. نوال شامبليون وقوله: يتداعى الخيال ويسقط بلا حراك تحت أقدام الحضارة المصرية القديمة. ماذا يقول عنك هؤلاء العلماء إذا قرأوا ما أخجل من ترديده! ألا تعرفين أن المرأة كانت توصف بأنها صانعة النساء والرجال وشريكة الإله فى الخلق؟ وكانت تشكو زوجها إذا صدرت منه قسوة باليد أو اللسان! ويكفى أن الأسرة الأولى كان بها الملكة ميريت نت! ربنا ينتقم منكم ياللى فى بالى! عملتوا فينا إيه؟! حتى نوال السعداوى؟!
نقلا عن المصرى اليوم