رولا خرسا
سُميت نسبة إلى قريتها، قرية المجدل التى تقع على الساحل الغربى لبحيرة طبريا، وتبعد عن مدينة طبريا حوالى 5 كم.. هى مريم المجدلية، السيدة الشهيرة التى حُكى عنها الكثير.. ارتبط اسمها بالسيد المسيح لأنه شفاها، وكانت تسير دومًا وراءه.. ولكن لنبدأ الحكاية من البداية..
ذُكرت مريم المجدلية فى الأناجيل الأربعة، متى ومرقس ولوقا ويوحنا، ثلاث عشرة مرة: ثمانى مرات مع نساء كُنّ يخدمن السيد المسيح، وهن الخادمات اللاتى تبعنه وتتلمذن على يديه، وكانت دائمًا تُذكر فى الصدارة بينهن، وخمس مرات ذُكرت بمفردها.
وبحسب التقليد الشرقى، فإن هناك ثلاث نساء مختلفات اسمهن مريم، ويطلق عليهن «المريمات الثلاث».. ففى ذلك الوقت كان اسم مريم منتشرًا جدًا بين الفتيات، فكان لابد من لقب يفرق بينهن.. والمريمات الثلاث هن: «المرأة الخاطئة» و«مريم»، أخت «مارثا»، قديسة المساكين، وأخت لعازر، الذى يروى الإصحاح الحادى عشر من إنجيل يوحنا أن السيد المسيح قد بعثه من الأموات، وكان السيد المسيح يحب هؤلاء الإخوة كثيرًا.. ثالثة المريمات هى «مريم المجدلية» التى نتحدث عنها اليوم.. أما فى التقليد الغربى فهم يعتبرونهن شخصًا واحدًا.. وما بين التقليد الشرقى والتقليد الغربى اختلط الأمر حول شخصية مريم المجدلية: هل هى نفسها المرأة الزانية التى تابت؟، أم هى المرأة الثالثة؟.. حُسم الأمر عام 1969 عندما رفع عنها البابا بولس السادس ما نُسب إليها، واعتبرها قديسة، وأصبح العالم أجمع ينظر إلى مريم المجدلية كنموذج مذهل للإنسان التائب. وإن كانت قد استمرت الكثير من الأساطير الشعبية تعتبرها حتى يومنا هذا المرأة الزانية التى تابت، وكُتبت قصص وصُنعت أفلام عديدة حول هذه الأسطورة.
كانت مريم أهم أتباع السيد المسيح من النساء، بل لعلها أهمهن.. يُعتبر وجود نساء يتبعن السيد المسيح تطورًا كبيرًا قامت به المسيحية، التى عاملت النساء على أنهن مثل الرجال، بعد أن كانت اليهودية تعاملهن دومًا على أنهن أقل كثيرًا.
تُعتبر مريم المجدلية من تلامذة السيد المسيح الذين بشروا برسالته بعد رفعه إلى السماء، إلا أنها لم تترك وراءها كتابات مثل بقية أتباعه وتلاميذه، لذا فالمعلومات عنها قليلة جدًا.
والرواية الأقرب للتصديق والأرجح أنها المرأة الثالثة وليست المرأة الزانية.. وهناك أدلة كثيرة ترجح هذا.. أولها أنها كانت من قرية مجدل التى تشتهر بصناعة النسيج، وكانت لها أسهم عدة، مما جعلها ذات ثروة وصيت..
وللحديث بقية
نقلا عن المصرى اليوم