كشف القس فام موريس كاهن كنيسة العذراء مريم ببورسعيد، أحد الآباء الكهنة الذين شاركوا في مراسم أول إكليل "زواج" مسيحي تم توثيقه إلكترونيا على مستوى الجمهورية، أجواء وكواليس ذلك الزواج، وأهميته واختلافه عن التوثيق الورقي المعتاد.
وكانت كنيسة العذراء مريم ببورسعيد قد شهدت توثيق أول زواج إلكتروني للعروسين "مينا ونرمين" في واقعة لأول مرة تشهدها الكنيسة القبطية الأرثوذوكسية بمصر، وذلك بمشاركة القمص مرقس يوحنا قمص الكنيسة، وأباء الكنيسة القس أنطونيوس، والقس فام.
وقال "القس فام" لـ"فيتو": "أنا فخور لأن بورسعيد الآن يتم فيها تطبيق كل المشروعات والبرامج التنموية والتكنولوجية الحديثة، فاستخدام الأسلوب الرقمي التكنولوجي في البريد أو المرور أو الزواج، أو على جانب آخر مشروع التأمين الصحي الشامل، تضع بورسعيد على الطريق الصحيح عالميا والذي تستحقه".
واستكمل: "بالفعل صدور القرار جعل بورسعيد أول محافظة رقمية وطفرة إيجابية بشتى المقاييس على حياة المواطن البورسعيدي، وسيجعل الإجراءات في المصالح الحكومية له أكثر سهولة ويسر، وسيكون هناك مساواة بين جميع المواطنين ودقة في إنهاء أي إجراءات لهم".
وتابع القس فام: "الكنيسة القبطية الأرثوذكسية ببورسعيد لديها استعداد كبير لاستقبال نظام التوثيق الإلكتروني، لأننا في الكنيسة نشجع فكرة الرقمنة والتكنولوجيا".
وقال: "نحن لدينا برامج صغيرة داخلية في الكنيسة من قبل ترسخ تلك الفكرة، ونستخدمها في توثيق أسماء شعب الكنيسة والافتقاد والزيارات المنزلية، ونرسل بها رسائل للمواطنين عن مواعيد الصلاة والصوم وآيات من الكتاب المقدس، بجانب أجهزة البصمة التي توجد في مداخل كل كنائس بورسعيد والتي يستخدمها موظفو الكنيسة لإثبات حضورهم وانصرافهم من العمل".
أهمية التوثيق الإلكتروني
وأضاف القس فام: "عندما يتم عقد إكليل في الكنيسة يحصل العريس على وثيقتين، الأولى هي وثيقة كنسية والتي يتم التعامل بها داخل الكنائس ولكنها غير معتد بها في المصالح الحكومية لعدم وجود ختم النسر بها، بينما الوثيقة الثانية وثيقة مدنية، وهي التي يتم بها التعامل في المصالح الحكومية لوجود ختم النسر بها ولكنها تصدر من السجل المدني بعد فترة من عقد الإكليل".
وتابع: "من أهمية التوثيق الإلكتروني أن الوثيقة تصدر في نفس وقت عقد الإكليل ومن الممكن أن يستلمها العريس في اليوم الثاني صباحا من مكتب السجل المدني، وذلك يجعل من السهل على العريس أن يصطحب زوجته في حالة السفر خارج مصر على الفور مثلا أو أي إجراءات قانونية أخرى في مصالح حكومية من اليوم الثاني للزواج، عكس الوثيقة الورقية المعتادة التي كانت تصدر من السجل المدني بعد فترة طويلة، مما كان يحول دون السماح للعروس السفر مع زوجها لعدم وجود أوراق تثبت زواجهما، وذلك لأن عقد الزواج الكنسي غير معتد به في المصالح الحكومية".
وقال: "بورسعيد تشهد الآن الفترة التجريبية في تطبيق نظام التوثيق الإلكتروني للزواج، ولكن بعد ذلك سيكون الوضع مختلف، فسيقوم المسئول عن التوثيق بإدخال الرقم القومي للعروسة والعريس، وعلي الفور يرسل جهاز الحاسب الآلي الذي أمامه إشارة اتصال لوزارة الداخلية والسجل المدني، فيتم تحميل كل بيانات العريس والعروسة ويتم ملء كل الخانات المطلوبة في عقد الزواج".
أجواء أول زواج إلكتروني
وعن أجواء أول زواج إلكتروني تشهده الكنيسة القبطية الأرثوذكسية ببورسعيد والتي كان القس فام شاهدا عليها قال: "أخبرنا ميشيل لبيب مسئول توثيق الزواج في الكنيسة أنه سيحضر لذلك الزواج ممثلين من مكتب النائب العام ومحكمة الأسرة".
وتابع: "كان العريس والعروسة وأسرهم مبهورين وسعداء جدا من الوضع والحضور، وبالأخص لأن التوثيق الورقي المعتاد كان عبارة عن أربع نسخ يقوم بالتوقيع عليهم كل من العريس والعروسة وشاهدان ووكيل كل من العريس والعروسة، مما كان يتسبب في تشتيت العروسين أثناء الصلاة، عكس التوثيق الإلكتروني".
واستكمل: "كان مع المسؤولين المختصين بتوثيق الزواج على جهاز حاسب آلى متصل بالإنترنت وبكاميرا وجهاز للبصمة، وتم التقاط صور للعريس والعروسة بذلك الجهاز، ومن المميزات في ذلك الزواج أيضا أن صورة عقد الزواج تكون بملابس الإكليل وفي أجواء الكنيسة وليس صورة عادية".
وأضاف مبتسما: "العريس ضحك وقال يا أبونا هو كده خلاص انا اتجوزت ولا لا"، متابعا: "سهولة الإجراءات المدنية جعلت من عقد الزواج داخل الكنيسة أمرا يسيرا وجعل فرحة الإكليل تنصب على الإجراءات الطقسية والمراسم الدينية في عقد الإكليل فقط".
واختتم القس فام كاهن كنيسة العذراء مريم ببورسعيد حديثه موجها الشكر للرئيس عبد الفتاح السيسي لجعله بورسعيد في أولى اهتمامات الرئاسة، وجعل بورسعيد تعيش طفرة في التكنولوجيا والتقدم، كما وجه الشكر لمحافظ بورسعيد اللواء عادل الغضبان، مؤكدا أن بورسعيد تعيش عهدا جديد في فترته من تطور في شتى المجالات.
كما وجه القس فام الشكر والتقدير للأنبا تادرس مطران بورسعيد وللكنيسة القبطية في المحافظة والتي شجعت ورحبت بفكرة تطبيق النظام الرقمي في توثيق عقود الزواج لشعب الكنيسة والذي سيجعل الأمور المدنية أكثر يسرا على شعب الكنيسة.