يا أصدقائي لا تزعلوا من البابا فرنسيس بابا الفاتيكان، بل يجب العكس تماماً! ـ حيث قد تسرع بعضنا في أصدار احكام عليه! ـ وها أنا اكتب لكم ما لم يكن يتوقعه أحد من العاملين في الحقل الكنسي وأساتذة اللاهوت ـ فبعد طول سنين بخصوص العمل التبشيري تكون المفأجأة الكبرى اليوم! ـ وقبل ذلك، كادت الجامعات اللاهوتية تفقد الأمل!
أصدقائي على الفيس بوك ـ اليوم هو يوماً مهما في تاريخ الكنيسة!
فبعد غياب حوالي ٥٧ سنة، عن العمل التبشيري بالانجيل ـ أي منذ مؤتمر "الفاتيكان٢ " الذي انعقد سنة ١٩٦٢م والذي استمرت أعماله والمناقشة على بنوده حتى عام ١٩٦٥م ـ وكان يديره فلاسفة أكثر مِن أنهم أباء كنيسة وأساقفة! ـ وكانوا متأثرين بفلسفة الفليسوف الكبير هيجل ـ بل وأدخلوها الكنيسة عنوة ـ عموما فقد تأثروا بهذه الفلسفة لذلك كان من أهم قرارات المؤتمر الآتي:
ـ تحكيم العقل في المعاملة مع اليهود والمسلمين
ـ التأقلم مع المسائل الدولية أي بتكييف المسيحية مع حقائق العالم السياسية والاقتصادية والعسكرية والتي قد تفرضها الظروف في أي وقت!
ـ كانت أهم نقطة للمؤتمر، بالنسبة للعمل الكنسي العمل بالانجيل، اي العمل الرعوي والتبشيري ـ هو التوقف كلياً عن كل ذلك!
ـ بمعنى أن الكنيسة لا تذهب إلى المؤمنين لدعوتهم لحضور الصلاة! ـ وإنما الكنيسة تفتح أبوابها ـ ومَن يأتي إليها أهلاً وسهلاً ومَن لم يأتي هو حُر!
وهذا السياسة مازالت متبعة في الكنيسة الكاثوليكية حتى اليوم!
أعزائي وأصدقائي:
يبدوا أن الأمور التي انتجها هذا المؤتمر سوف يتم ازالتها بل و ستتغير بشدة ـ وسيكون دور الكنيسة كبيراً ومهما بالنسبة المؤمنين بل دعوة غير المؤمنين أيضاً! وهذا هو البدء بـ نقطة الانطلاق الكبرى! حيث اجتمع اليوم كبار الكارلة لتأكيد ذلك أي ما يعرف بالعمل التبشيري الانجيلي لغير المؤمنين!
ـ وهذه الخطوة بدأت اليوم بإنشاء كلية دراسات عليا، في مدينة "ماكاو" الصينية وهي منطقة إدارية لها وضع يشبه وضع منطقة "هونج كونج"، وهذه الكلية الجديدة، هي لإعداد و لتخريج كهنة يتم تدريبهم بطريقة شخصية ويجيدون التبشير في قارة أسيا! ويتقنون اللاهوت جيداً بل ويقومون بالصلاة مع المؤمنين العابرين الجُدد ومتخصصون في كل المسائل التي تخص العابرين الجُدد من كل النواحي! و تحمل هذه الكلية اسم:"كلية العائلة المقدسة"، أي باسم "سيدتنا مريم والقديس يوسف" ! وقد كلف البابا فرنسيس، كل من الكاردينال فرناندو فيلوني الذي يعرف آسيا وأفريقيا بطريقة قد تفوق الوصف بالأشراف على هؤلاء الخريجين والكاردينال فرناندو فيلوني، وهو رجُل معروف ومحنك وخبير في مثل هذه الموضوعات وخصوصا مع أهل السياسة ، وقد قام بدور مهم أخيراً في العراق وفي سوريا سراً! بل وفي تايوان والصين ومدغشقر وأماكن اخرى كثيرة سوف نأتي على ذكرها لاحقاً ـ وهو يعتبر من الصقور الكبيرة التي ترغب بل تريد إيصال بشارة الانجيل إلى كل بيت في العالم، أي تبشير العالم بالمسيحية وقد نجح فعلياً في مهمات سابقة وفي هدوء تام وذلك في بعض البلاد الاسيوية كما ذكرت أعلاه بل وفي بلدان أفريقية مملوءة بالصراع!
ما رأيكم أصدقائي ـ أذن لا زعل من البابا فرنسيس كما حدث لبعضكم في المقالة قبل السابقة ـ حيث أن هذا الرجل يعتبر شخصية مهمة ويعمل في هدوء و هو رجل محنك وربما رجل يعرف كيف يقود الأمور التي قد تتخطى تفكيرنا اللحظي وهو فعلا يعمل بهدوء!
نقلا عن الفيسبوك