حمدي رزق
الرئيس ليس ضد رجال الأعمال، ولا يحمل فى نفسه ضغينة منهم، ولا يطلب منهم سوى مزيد من الأعمال، والتشغيل، والتوظيف، وخلق فرص العمل، الرئيس يعول على نفرة رجال الأعمال فى عمق الاقتصاد الوطنى.
حضور الدولة (حكومة وجيشًا) فى عمق الاقتصاد لسد النقص، ولإحداث التوازن، وبعث الحياة فى قطاعات «مهجورة» من رجال الأعمال، مهمة الحكومة والقوات المسلحة رافعة ثقيلة لإنجاز ما لا يستطيعه رجال الأعمال، وتمهيد الأرض لشراكة مستقبلية، كل الفرص الحقيقية لرجال الأعمال.. وهذا معلن وعلى رؤوس الأشهاد.
حديث الرئيس فى قاعدة محمد نجيب يرسم الخطوط الفاصلة بين ما هو اقتصاد حكومى وما هو فى رقبة رجال الأعمال، على طريقة (الثقيلة علينا والخفيفة عليكم)، وتعالوا إلى كلمة سواء، ما تذهب إليه الدولة من مشروعات فى الصحراء يحتاج إلى إمكانات دولة، الحكومة مدعومة من القوات المسلحة كالبلدوزر يقتحم الصعب ويمهد الصعيب ويعبد الطريق، ويفتح المجال أمام الفرص الواعدة.
التكامل لا التنافس، الاستصحاب لا الإقصاء، هناك فرص حقيقية أمام رجال الأعمال، وما يجرى على الأرض يؤكد القول، من نفذ أنفاق قناة السويس أربع شركات وطنية، بينها شركتان من القطاع الخاص (كونكورد وأوراسكوم)، فضلا عن المقاولون العرب وبتروجت، ومن ينفذ أكبر مزرعة طاقة شمسية فى «بنبان» فى أسوان شركات خاصة مصرية، بلدوزر الحكومة فتح الطريق وقاد القافلة لتحقيق الأهداف.
وعلى ذكر بنبان، صحراء لم يطأها إنس ولا جان، أول قدم وطئت هذه الأرض الطيبة كانت أقدام رجال الهيئة الهندسية، أول مدق فى صحراء أسوان خطه الرجال السمر الشداد فى درجة حرارة تذيب الفولاذ، تعبيد الطرق وتهيئة الأرض وترفيقها وغرس أساسات بنيتها الأساسية مهمة الدولة، وبعدها جرى دعوة الشركات للاستثمار فصارت أكبر مزرعة للطاقة الشمسية.
الهيئة الهندسية لا تعمل بمفردها، فقط تقود قافلة من كتائب التعمير، قافلة مكونة من 1100 شركة مقاولات وطنية و400 مكتب استشارى، تقودها لإنجاز الأعمال على وقتها وبالمواصفات والكلفة الحقيقية، لم تحرم شركات المقاولات، ولم تستحوذ الهيئة على الأعمال، بل عمدت إلى تشغيل الطاقات، وتحريك المعدات، وفتح الطريق لتشغيل ملايين الشباب عبر هذه الشراكة المنتجة والمثمرة.
مشروع «الصوب» نموذج ومثال، ما يسمونه المشروعات الثقيلة، واقتحام الصحراء، مشروع الصوب الذى أقامته القوات المسلحة يغرى بالمزيد، مُنى عين الرئيس أن يتقدم رجل أعمال شجاع ويقيم مشروعا على الغرار فى الجوار، سيجد الدعم والحفز والتشجيع، الدولة لا تحتكر المشاريع، بل ترسم طريقا إلى ما تحتاجه الدولة المصرية من مشاريع للمستقبل.
نقلا عن المصرى اليوم