شهداء كنيسة القديسين مكللين بالمجد والكرامة
بقلم: د. فكرى نجيب أسعد
ينقسم الناس فى أحتفالهم بعيد إستقبال العام الميلادى الجديد إلى ثلاث فرق :
الفريق الأول : يحتفل به فى الكنيسة حيث يرفع الصلوات وتقبل كلمة الله من فم لأباء وتلاوة التسابيح والتراتيل الروحية، وهو ما يراه القديس يوحنا ذهبى الفم بأنه عيد روحى يحرص فيه المجتمعين باسم الرب فى الكنيسة أن يكونوا أوان وآلات يعزف عليها الروح القدس لحناَ للمسرة، لا يفرح البشر وحدهم فقط فيه، بل يفرح به القوات السمائية أيضاَ.
الفريق الثانى : يقضى عيده فى الرقص والغناء وشرب الخمر فى حفلات صاخبة يسودها اللهو والبذخ، وهو ما يراه القديس يوحنا ذهبى الفم بأنه عيد للشيطان.
الفريق الثالث : يضم بقية الناس .
شهدت الدقائق الأولى فى إستقبال عام ( 2011 م ) ومئوية جديدة على ختام الإستشهاد فى عهد الأمبراطورية الرومانية الوثنية أختتمت بإستشهاد القديس البابا بطرس الأول خاتم الشهداء البابا ال 17 حادث مؤلم للفريق الأول الذى عرف أن يختار أفضل الطرق لقضاء عيد إستقبال العام الجديد وه عبارة عن إنفجار مروع أمام كنيسة القديسين مارمرقس الرسول والقديس البابا بطرس خاتم الشهداء بمنطقة ( سيدى بشر - الٍإسكندرية ) أسفر عن إستشهاد وأصابة أحباء لدينا قضوا ليلة عيد إستقبال العام جديد فى ترانيم وصلوات روحية بالكنيسة، وقد تم وضع رفات الشهداء المقدسة فى جنازة مهيبة فى مزار بدير الشهيد العظيم مارمينا العحائبى بمريوط غرب الإسكندرية بعد أن تألم له شعب مصر المبارك، كما أقامت كنيسة القديسين بعد ذلك فى مدخل الكنيسة مزار لهم ضم رفات لهم .
هناك حقيقة إيمانية مباركة يذكرها لنا الأباء عند فراق الأحباء لدينا كأحبائنا شهداء كنيسة القديسين بالإسكندرية وهى أننا نمر بمراحل ثلاثة عند فراقنا الأحباء وذلك على نحو الترتيب التالى :
+ نتألم لفراق أتقياء وأن فراقهم ليس عذيذ لدينا فقط وأنما هو عذيذ فى عينى الله الآب أيضاَ
+ نسلم لإرادة الله القدير الحكيم الصالحة برضى وشكر وعدم تذمر.
+ نعيد فى ذكراهم بتهليل وفرح طالبين صلواتهم فى إيمان بأن الشركة مع السمائيين قد زادت وأن المصاعب التى سمح بها الرب صانع الخيرات ستتحول إلى مصاعد للصعود عليها إلى ما هو أفضل الذى يرتبه الرب صانع الخيرات لنا .
أتذكر هنا بأن أحد الأباء الكهنة المباركين الحلوين من طنطا لم يحتمل أنتظار ذكرى شهداء كنيسة القديسين ليفرح فيها، فقام بألقاء كلمة روحية بكنيسة القديسين بعد أيام قليلة من وقوع الحادث فى موضوع : " يسوعنا الحلو " وقام بتوزيع حلوى من طنطا على أسر الشهداء وأسر بعض المصابين قد سبق وأن أحضرها معه من طنطا، فأكلوا منها فارحين فى أستسلام الأمر ليسوعنا الحلو الذى يرتب كل الأمور للخير. لقد رجعنا هذا الأب المبارك لقرون طويلة مضت أيام اَضطهاد الأمبراطورية الرومانية الوثنية حيث كان المؤمنين المسيحيين يتوجهون فى جماعات إلى ساحات الإستشهاد فى فرح وترانيم بأفضل الملابس لديهم فى عرس إستقبالهم لحياه جديدة أسمى مع المسيح .
أننا نؤمن بأن شهداء كنيسة القديسين بالإسكندرية هم مكللين الآن بالمجد والكرامة فى الفردوس، وهى الغاية الأسمى التى يتطلع إليها كل إنسان بار، كما نؤمن بأن عيد أستقبال العام الجديد القادم بكنيسة القديسين التى تلطخت بدماء شهداء الكنيسة سيكون له مذاق حلو جديد لم تشهده الكنيسة منذ إنشائها، وهو أن الأحتفال القادم سيشهد ليس على أحتفال عيد واحد فقط وأنما على عيدين هما عيد إستقبال عاماَ جديداَ وعيد شهداء كنيسة القديسين.
وأن عام 2011م الذى بدء بإستشهد أحباء لدينا من كنيسة القديسين والى سنودعه بعد أيام هوعام تاريخى يستحق وضع أحداثه فى كتاب للتاريخ، فقد شهد أحداث لن يمحوها الأيام أو السنين أو القرون يكفى أن أذكر بانه عام شهد العيد المئوى السابع عشر للأحد شفعاء كنيسة القديسين وهو القديس البابا بطرس الأول البابا ال 17 خاتم الشهداء.
وليس عجباَ أن يقرأ علينا من السنكسار فى مثل هذا اليوم من العام ذكرى شهداء كنيسة القديسين المباركين.
بركة صلوات وشهداء الكنيسة القبطية فى عام 2011 م فالتكن معنا جميعاَ آمين.
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :