كتبت – أماني موسى
قال الكاتب والباحث د. ثروت الخرباوي، القيادي السابق بجماعة الإخوان، في زمن من الأزمنة وجدتني كلما هفت روحي إلى الحرية كانت إرادتي تخبو، إلى أن جاء الوقت المناسب حينما تملكت روحي رغبة فطرية تنشد الحرية الفطرية بألوانها الإنسانية، فانطلقتُ في سماء الحرية متجردًا من تلك الأغلال التي كنت أرسف فيها فأصابتني بالجمود.
وأردف في تدوينة عبر حسابه بالفيسبوك، يا لها من أيام رائعة تلك التي حطمت فيها قيودي وحصلت فيها على صك الحرية، وقتها شعرت أنني اتصلت بالله دون وسيط أو كاهن، فقد كان طريقي إلى الله مفتوحًا فشعرت أن محبتي لله انطلقت من فؤادي مباشرة إلى الله رب العالمين.
وتابع، وأيقنت أن محبة الله لي لم تنقطع عني أبدًا حتى وأنا أقع في الأخطاء والذنوب والآثام، ويا لبؤس ذلك الإنسان الذي تأتيه محبة الله فلا ينتبه لها، ويا لحماقته حينما يُعرض عنها، وقد جعلتني تلك المحبة أعيش في نشوة صوفية لا يمكن قياس لذتها بأي وحدة قياس بشرية، فهي لذة لا حدود لها، ثم جعلتني تلك اللذة أشفق على من وضع الحواجز بينه وبين الله وارتضى بإرادته أن يكون عبدا لبشر مثله وهو يظن أن عبوديته تلك هي "دين الله" !
ومهما واجهت هؤلاء بالحجة والدليل، وقمت بالاستدلال أمامهم بالمنطق، لكنهم لن يسمعوا لك، وسيضعون أصابعهم في آذانهم، وسيوجهون لك الاتهامات حتي يسقطوا مصداقيتك أمام أتباعهم، فتصبح حجتك لا قيمة لها عند قواعدهم، وكأن هذا الأمر شبيه بمن قال من قبل لا تسمعوا حديثه والغوا فيه، أي شوشروا عليه، فعرفت أن العقلية التي جُبِلت على العبودية لا يمكن التأثير فيها بقوة المنطق ونصاعة الحجة، فحينما تختل المعايير فلا جدوى للمنطق.