الأقباط متحدون | من يحارب شعب "مصر"؟
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٠:١١ | السبت ١٧ ديسمبر ٢٠١١ | ٧ كيهك ١٧٢٨ ش | العدد ٢٦١١ السنة السابعة
الأرشيف
شريط الأخبار

من يحارب شعب "مصر"؟

السبت ١٧ ديسمبر ٢٠١١ - ٣٨: ١٠ ص +03:00 EEST
حجم الخط : - +
 

بقلم: نسيم عبيد عوض
بينما الأولاد يلعبون الكرة الشراب في شارع "مصر"، وإذا بقوات التتار تهجم عليهم بجميع أنواع الأسلحة، بالحجارة وقاذفات النيران وخراطيم المياه، وعندما استمروا في لعب الكورة، سحلوهم أولًا، ثم أطلقوا عليهم الرصاص فأردوهم قتلى! وقال شهود العيان إن طائرات الهليوكوبتر والمظلات هبطت ليلة أمس على سطوح مجلس الوزراء والشعب، وظهرت قوات تلتحف بالسواد، أشكالهم وحشية وكأنهم من المغول، أغلبهم يرفعون الأسلحة، وعلى وجوههم غضب الله، فالأمر قد صدر من رئيس القبيلة بالقضاء على هؤلاء اللاعبين؛ لأنهم لو فازوا لخسرت الأمة كأسها، فوجب إرسال قوات بربرية للقيام بهذه المهمة السريعة، فكان النصر حليفهم. وبعد القضاء عليهم، حملت مركبات التتار والبربر قواتها ورحلت إلى مكان غير معلوم، وعندما أذن الديك ليصبح الناس ليجدوا أولادهم ما بين قتيل وجريح، فذهبوا يطلبون العون، فلم يجدوا أحدًا لمناصرتهم، فقد غادر الشعب بيوته، وأنزوى في جحور الأرض خوفًا من القوات المهاجمة، فقد تأت مرة أخرى لتسحق البقية الباقية..


وقد حدث منذ أسابيع فقط أن خرج شعب "مصر" رافعًا أعلامه، متجهًا إلى شارع "محمد محمود" ليشارك شعب الشارع بهجته بتحقيق أحلامهم، فالشباب حصل كل منهم على شقة وأرض يزرعها، وها هو الحلم قد تحقق، وزفافه على حبيبة القلب قد حان، فحملوا أحلامهم، وعند "محمد محمود" كان لقاءهم، فطار الخبر لقوات العدو التي سرعان ما أرسلت حاملات الطائرات، وبالطائرات التي تطير من غير طيار حدَّدت مواقعهم، وبدأ القذف من المدفعية الثقيلة، وكان قائد الحملة بيبارية أحمر داكن، كما وجهه الأحمر من شرب النبيذ الأحمر، وهبطت قوات العدو بملابسها الداكنة، وعلى وجوهها الأقنعة الواقية ضد الكيماويات، فضربت ضربتها الخاطفة، ونشرت غازاتها الكيماوية في الميدان، وبإطلاق الرصاص والخرطوش انتصرت قوات العدو انتصارًا ساحقًا، وقبل أن يفيق الناس من نعاسهم، خرجت القوات الحمراء على ظهر حاملة الطائرات وعادت لقواعدها سالمة، واُستقبلت استقبالًا حافلًا من الرئيس وأعوانه.
 

ومنذ عدة شهور، قامت معركة المدرعات الشهيرة في "ماسبيرو"، بعد أن غزت "شبرا" والشعب المسمَّى "الأقباط" المنطقة الراقية على نهر النيل، فلوَّثت الأجواء، وكدَّرت النظام، فلا يوجد مكان لهؤلاء الثوار في بلدنا، فالشعب نائم هادئ، ولابد من الحفاظ على نومه ونعاسه، ومجئ الغزوة أقلقت الطغاة، وأفسدت الهدوء، فوجب العقاب، وعلى الفور اُستدعيت الفرقة الرابعة المدرعة، وتركت حدودها مع "إسرائيل"، وسقطت قوات المظلات على كوبري "6 أكتوبر"، وخرجت قوات الصاعقة من منطقة "بولاق"، وهتفت أبواق التليفزيون المصري "حي على الجهاد"، وفي دقائق معدودة تم سحق هؤلاء الغوغاء الأقباط، وانتصرت المدرعات في أكبر معركة برية، حتى دهست قوات العدو، بل قذفته في نهر النيل، فطهَّرت الشارع منهم. وعندما جاء باكرًا رئيس الوزراء إلى موقع المعركة، أبدى إعجابه بمعركة المدرعات، وأشرف بنفسه وشخصيًا على تنظيف الأسفلت من دماء هؤلاء الأوغاد، وارتفعت رايات النصر على المباني العالية، وخرجت قوات الطغاة ظافرة منتشية بنصرها المبين، وعندما صحى الشعب في الصباح وجدوا الأسفلت نظيفًا، ففرحوا لأن إطارات مركباتهم ستظل أيضًا نظيفة.
 

وعندما تذكَّر شعب "مصر" هذه المعارك، وانتصارات قوات الهجوم التتري والبربري والمغولي على أرضنا، فكَّروا جديًا في تجميع قواهم وتجميع شملهم للبدء في التدريب للحرب ضد العدو الغازي، الذي يجئ من فترة لأخرى ويحصد أرواح شعبنا ويذهب عائدًا بسلام، وجمع الشعب شتتاته، ولكنه بحث عن قادته فلم يجدهم، وبحث عن منافذ للخروج لمحاربة العدو، ففوجئ بأنه محاصر، محبوس خلف سجن كبير مسوَّر بأسلاك كهربائية لا يستطيع حتى الاقتراب منها، وحاول الإتصال بهيئات خارجية فلم يجد وسيلة للإتصال؛ لأنهم قطعوا عنه كل وسائل المواصلات، فعاد أدراجه يائسًا في الخروج من الحبس، وقرَّر الخمود مرة أخرى، وجاءوا وأعطوه الجراية وأطباق الفول والعدس ليأكل وينام، وشدوا البطاطين على أجسادهم، وأسندوا رؤوسهم غير غافلين عن وجوب صحوتهم التي ستخلصهم من السجن الكبير، وأخذوا نفسًا طويلًا قبل أن يُغمضوا عيونهم على حلم وأمل مجئ الفارس المغوار الذي سيحرِّرهم من هذا الاستعمار، ومازالوا نائمين لأن الديك لم يصيح بعد، ولم يشرق شعاع الشمس على الوجوه.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :