علاقة روحية بين الأرضيين والسمائيين، صلوات وطلبات وتشفع بالقديسين، عالم كامل يحياه المسيحيون المؤمنون بعقيدتهم، والواثقون فى قرب الله منهم. هناك أمام إحدى الأيقونات أو عند لمس رفات القديسين أو رش الجسد بالزيت «المُصلى عليه»، تتجلى العلاقة الروحية الموجودة بالفعل فى الإيمان الأرثوذكسى، التى لم تكن مجرد «تعاليم»، إنما حياة معاشة، وهو ما يبدو واضحاً فى كل مناسبة روحية عندما تمتلئ خلالها الكنائس بالطلبات ويتسارع المسيحيون لأخذ البركات، وتكثر حكايات الاستجابة، بل والمعجزات، فتوفى النذور وتُرفع صلوات الشكر لله.
نرصد حكايات التوسل ومعجزات الشفعاء
لكل قديس لقب شعبى، يكتسبه كلما زاد صيته وكثرت «معجزاته»، وبين «شفيع الطلبة» و«سريع الندهة» و«شفيع طرد الشياطين» و«شفيعة الولادات المتعثرة»، وغيرهم، تظل السيدة العذراء محتفظة بمكانتها ولقبها «شفيعة للمؤمنين»، القريبة من أهل الأرض فى الاعتقاد المسيحى، وتظل أيضاً حكايات الشفاعة بشرى للمؤمنين، فيها العبرة والعون، مقترنة بالظن الحسن فى الشفعاء حتى يقضى الله أمره بالاستجابة لمن يتضرعون إليه بصدق وإخلاص. وأياً كانت درجة الاختلاف أو الاتفاق على التوسل بالقديسين والصالحين، لقضاء الحوائج من الله، فإن أصحاب النية السليمة لا شك يتوجهون بها إلى الله، متخذين من ذلك الولى أو القديس أو الصالح وسيلة للتقرب من الله القادر على كل شىء وواهب كل موهوب وقاضى الحاجات.