سليمان شفيق
تعرض السودانيين'>السودانيين المسيحيين لإضطهادات في ظل الأنظمة العسكرية المختلفة، وهناك فرق بين السودانيين'>السودانيين المسيحيين والسودانيين'>السودانيين المسيحيين الاقباط نسبة الي ان مصر والسودان كانا دولة واحدة حتي 1956 ، والسودانيين'>السودانيين المسيحيين منهم طوائف مختلفة اقدمها الاقباط الارثوزكس ، والكنيسة المشيخية والكاثوليك .
اغلبية مسيحية حتي القرن الثامن :
كانت السودان دولة ذات أغلبية مسيحية حتى وصول الإسلام في القرن السابع والثامن. واصل النوبيين المسيحيين من أتباع الكنيسة القبطية الأرثوذكسية قي تكوين جزء كبير من التركيبة السكانيّة في البلاد حتى القرن التاسع عشر، عندما اضطر معظمهم اعتناق الإسلام في ظل الثورة المهدية (1881-1898). بعد إنفصال جنوب السودان ذو الغالبية المسيحية في عام 2011 إنخفضت نسبة وعدد المسيحيين في السودان، الآن نسبة المسيحيين في السودان 1.5% من السكان بحسب كتاب حقائق العالم. أو 5.4% أو 1.4 مليون نسمة حسب دراسة مركز بيو للأبحاث عام 2012
وفقًا لدراسة المؤمنون في المسيح من خلفية مسلمة: إحصاء عالمي وهي دراسة أجريت من قبل جامعة سانت ماري الأمريكيّة في تكساس سنة 2015 وجدت أن عدد المسلمين السودانيين'>السودانيين المتحولين للديانة المسيحية يبلغ حوالي 30,000 شخص.
جداريّة تصور ميلاد يسوع في النوبة:
ورد ذكر سوبا بإعتبارها عاصمة لمملكة علوة المسيحية وهي مملكة نوبية قامت في العصور الوسطى ضمن الممالك النوبية الثلاث التي قامت بعد سقوط مروي عاصمة مملكة كوش النوبية، وهي الآن المنطقة الجنوبية للخرطوم في كتب عدد من الرحالة العرب والمسلمين، كتب عنها ابن سليم الأسواني في القرن العاشر الميلادي وقال إن «المسافة ما بين دنقلة إلى أول بلد علوة، أكثر مما بينها وأسوان. وفي ذلك من القرى والضياع والجزائر والمواشي والنخل والشجر والمقل الزرع والكرم، أضعاف ما في الجانب الذي يلي أرض الإسلام .. ومتملك علوة أكثر مالاً من متملك المقرة وأعظم جيشاً، وعنده من الخيل ما ليس عند المقرى، وبلده أخصب وأوسع»، أما أبو صالح الأرمني فقد ذكر عن سوبا بأن «بها جيش ومملكة عظيمة جداً وأعمال متسعة، وبها أربعمائة كنيسة، وهذه المدينة في شرقي الجزيرة الكبيرة بين البحرين الأبيض والأخضر، وجميع من بها نصارى يعاقبة، حولها ديارات متباعدة من البحر، ومنها ما هو على البحر، وبها كنيسة عظيمة جداً متسعة محكمة الوضع والبناء» هذه الكتابات تدل على أن منطقة الخرطوم كانت منطقة حضارة مزدهرة إبان العصر المسيحي في السودان، وقبل تخريبها من قبل جحافل الفونج حتى أصبح «خراب سوبا» مضرب أمثال شعبية في السودان، وتم إعلان قيام سلطنة سنار الإسلامية على أنقاضها وأنقاض مملكة المقرة. في القرن الرابع ميلادي، سجل التاريخ أول دخول للأقباط إلى السودان، حيث انتشرت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في دولة النوبة شمالاً. وقد شملت ولاية بطريرك الإسكندرية كلاً من مصر والسودان والحبشة وليبيا.
العصور الحديثة
عاد الأقباط مرة أخرى بالتواجد في الأراضي السودانيَّة، مع الإحتلال التركي المصري للبلاد عام 1821 حيث قدموا كموظفين، واستمر منذ ذلك الوقت وجودهم في السودان، عندما بسطت الدولة المهدية نفوذها في ربوع السودان كدولة إسلامية طالبت المسيحيين، ابتداءاً من الأقباط في داخلها وانتهاء بالملكة فيكتوريا ملكة بريطانيا، بإعتناق الإسلام، وبينما لم تكترث الملكة فيكتوريا التي بعثها لها عبد الله التعايشي، الا أنَّ أقباط البلاد في ذلك الحين لم يكن لديهم حل سوى الإذعان لرغبة حاكمهم أو الهجرة أو الموت. واضطر الكثير منهم لإعتناق الإسلام صيانة لحياتهم ومصالحهم وتزوج بعضهم من مسلمي المهدية حتى مالت بشرة هؤلاء إلى السمرة وقربت ملامحهم من السحنة الإفريقية. وكان مركزهم الرئيسي في مدينة أمدرمان وأُطلق على الحي الذي تمركزوا فيه بحثاً عن الإحتماء بعضهم ببعض بـ"المسالمة"
بعد انهيار الدولة المهدية (1885-1898) أي تزامناً مع بدء الإحتلال الإنكليزي المصري (1898-1955) بدأ تدفق الأقباط للبلاد بأعداد كبيرة، وأدَّى دخول الإحتلال الثنائي الإنجليزي المصري للبلاد في نهاية القرن التاسع عشر إلى جعل أقباط السودان يتنفسون الصعداء ويعودوا إلى ديانتهم المسيحية الأصلية التي حُرموا منها لسنين عدة. خلال هذه الحقبة أصبح الأقباط من الصفوة المقربة للحاكم في الدوائر الرسميَّة تاركين بصمتهم في الصيرفة والإدارة والتعليم. خلال القرن التاسع عشر، قام المبشرين البريطانيين بنشر المسيحية في جنوب السودان. حدت السلطات الإستعمارية البريطانية النشاط التبشيري في المنطقة الجنوبية المتعددة الأعراق. واستمرت الكنيسة الأنجليكانية في إرسال المبشرين وغيرها من المساعدات الخيرية بعد استقلال البلاد في عام 1956. أدَّت ضيق المساحات الآخر التي تعرض لها الأقباط مع تولي ثورة الإنقاذ للسلطة بالسودان عام 1989 إلى أن تكون أقسى الفترات التي مرت على الأقباط في البلاد حيث هاجر عشرات الآلاف من أبنائها الذين آثروا بيع أملاكهم والرحيل بصمت ليحل بهم الرحال في أنحاء أوروبا الغربية والولايات المتحدة وأستراليا وكندا