وبكلِ طـُهرٍ فى الوجودِ تقدَسَتْ
أمُ المسيحِ تعاظـُمًا وجَلالا
ذكرى البتولِ وكم لها بفضيلةٍ
و تعطرَتْ عبْر الزمانِ كمَالا
يا نذر أم كالنبات ترعرعت
عمران مدد للفروع حبالا
محرابُها لصلاتها بحجابها
شرقا تشيَّد للسماءِ وصالا
وتقية ونقية وتزينت
فضلا تبجل و المقام تعالا
هبطت أطايب رزقها بعجائب
وتسربلت ثوب النقاء تلالا
من طهرها الطهر ارتوى
حاشا لمريمَ أن تمس وحالا
بنتُ الأفاضلِ بالجذورِ تأصلتْ
بالفُحش شاعوا تهمة وضلالا
ما مسها بشرٌ ولا بَغـْيًا أتتْ
عِرْقٌ تشرَّبَ بالعفافِ حلالا
إنَّ البرئَ إذا يُصابُ بعرضهِ
نشر الحسودُ مع الحقودِ سجالا
وحى أتاها كى يزف بشارة
قالت سألقى للظنون نكالا
جاء المخاضُ وقد تمنـَّت موتـَها
تخشى لقومٍ بالطـُعون مقالا
صمتـَتْ وأعطت للرضيعِ إشارةً
قالوا أنقبلُ للصبىِّ نزالا؟!
فى المهد ينطقُ طفلـُها بفصاحة
نِعمَ الدليلُ وللشكوك أزالا
قالوا أينطقُ فى اللفافةِ راضعٌ؟!
ما تمَّ عمرًا فى الحياةِ هلالا
طافت سحائبُ فضلِها بكرامةٍ
من تحتها تسرى المياه زلالا
وبضعفها أخذت بأسباب لها
رُطـَبٌ تساقطَ والنخيلُ ظلالا
عيسى النبىُّ باذن رب الكون قد
ردَّ الكفيفَ تبصرا وجمالا
يمشى على ماء فلا عجب هنا
إن مد خطوا فالصخور رمالا
كم معجزاتٍ فى الحياةِ تخلدت
أحيا المماتَ وإن ذكـَرْتَ مُحالا
كم طينةٍ وبنفخةٍ فتخلـَقــَتْ
طيرًا يرفرفُ بالفضاءِ مجالا
وبمسحةٍ برئ الجذامُ وأكمهٌ
ويحًا – يهوذا- إذ تكون دلالا
وموائدٌ فيها العظاتُ تنزَلـَتْ
إذ صاح عيسى بالطعامِ سؤالا
شعبى بمصر مباركٌ- قد قالها
شُدَّت خـُطاهُ إلى الأمانِ رِحالا
نشرَ السلامَ محبةً وتسامُحًا
هلا سألتَ عن الصعودِ جبالا؟!
رفعَ الإلهُ مسيحَنـَا بمكانةٍ
فضلاً تخصص للكريمِ خلالا
يا مريمُ العذراءُ نهدى سلامنا
يا رمزَ طـُهرٍ فى الوجودِ مثالا