حمدي رزق
هل مطلوب منا تصديق ما شجر بين شباب الإخوان فى السجون وشيوخهم فى المنافى البعيدة، حول منشور «التوبة الدولارية»، الصادر من داخل السجون بطلب العفو ودفع دية 5 آلاف دولار أمريكى تبرعًا لصندوق «تحيا مصر»؟!، الإخوان يسخرون منّا، يتخذوننا هُزوًا، قبَّحهم الله.
هل مطلوب منا التعاطف مع هؤلاء الإرهابيين، الذين باعتهم القيادة المافياوية العجوز، على لسان إبراهيم منير، نائب المرشد، وتبرأت منهم، وقال فيهم قولته الصاعقة الساحقة الماحقة: «الجماعة لم تطلب منهم الانضمام لصفوفها، ولم تزج بهم فى السجون، ومَن أراد أن يتبرأ فليفعل»؟!.
هل مطلوب منا أن نعيش محنة إخوانية مصطنعة داخل السجون يجرى تمهيد الأرض لها استضعافًا، وتأسيسًا فكريًا لها بالإحالة لتوبة الإخوان أيام عبدالناصر فيما عُرف بـ«رخصة عبدالناصر»، عندما سُئل حسن الهضيبى، مرشد الجماعة، عمن ضعفوا فى السجون وطلبوا الإذن بطلب التوبة كتابة، فقال فيهم: «تقوم الدعوة على أكتاف أصحاب العزائم، ولأهل الرُخَص فى دعوتنا مكان»، يعنى ترَخّص ولك مكان فى الإخوان؟!.
هل مطلوب منا أن نصدق ونؤمِّن على كل ما يصدر عن الجماعة وباستدامة لشغل الرأى العام بالجماعة، بهدف أن تظل الجماعة حية تسعى ببن الناس، حينًا بالعنف والأذرع المسلحة وعمليات الإرهاب، وحينًا بالخلافات الداخلية حول الأموال والسيارات والأرصدة المصرفية، وحينًا بالتوبة وإعادة إحياء رخص مجهولة فى أزمنة ماضوية؟!.
إحنا مش داقِّين عصافير خضر بتطير، ولم نفقد عقولنا بعد، وذاكرتنا القريبة حية، والمآتم منصوبة ع النواصى، والمدارس والشوارع تحمل أسماء الشهداء، وأغنية «ابن الشهيد» تبكى مَن فى قعور البيوت الحزينة، لا دخل لنا فى صراع الحمائم والصقور الموهوم، لا يأتى من وراء الإخوان سوى الخراب.
لو أحسن الإخوان لوَعَوْا مقولة مرشدهم حسن البنا، فلما تجلت أخطاء الممارسة السياسية باسم الدين، ووقعت مآسٍ مصبوغة بالدماء، قال: «لو استقبلتُ مِنْ أيامى ما استدبرتُ لَعُدتُ إلى ما كنتُ عليه؛ أُعَلِّمُ الإسلامِ وأُرَبِّى النَّاسَ عليه»، لكن كما يقولون لم يكن لقوله هذا من فائدة، فمَن شبّ على شىء شاب عليه، وقيادة الإخوان الحالية شبّت على الإرهاب والقتل والاغتيالات ومخططات التنظيم الخاص وكراهية الأوطان.
مشكوك فى أمرهم جميعًا شيوخًا وشبابًا، حمائم وصقورًا، وحتى تائبين، ولا أمان، ولا خلاق، إخوان كاذبون، والتجاهل حل، ويصدق فيهم قولٌ حكيم من حِكَم العرب: «اصبر على كيد الإخوانى، فإن صبرك قاتله، فالنار تأكل بعضها إن لم تجد ما تأكله».
نقلا عن المصرى اليوم