بقلم* : صفوت مجدي .
) كاتب وباحث مسيحي- معد برامج تلفزيونية(
"من البديهى عندما تُعرض سلعة ما للبيع أن يوجد معها دليل يحوى مميزاتها وغيرها من المعلومات التى تفيد المشتري!،لكنى لم أجد كبائع اى مميزات تذكر فى سلعة كلها عيوب ونقائض وصفات يعف القلم عن ذكرها ....تُرى هل يوجد من يشترى تلك السلعة؟! ومن هو هذا الشخص الذى يُولع بالاشياء المعيبة؟! ".
*"حد يشترى قلب"؟!
تلك كانت الأغنية التى تسللت الى آذانى وأنا فى طريقى لحضور أحد الاجتماعات، ورغم أنى لم أنتبه لباقي كلام الأغنية,إلا أن هذا المقطع قد شد انتباهي بل وجعلنى أفكر وأفكر كثيراً فى حالة قلبى..ذلك الجزء الصغير والهام فى حياتي وفى حقيقة الأمر لم أكن فى حالة نفسية سيئة مثلما كنت عندما تفكرت فى حالة قلبى الرديئة! ووجدت نفسى أقول مع كاتب المزمور صارخاً:"العار قد كسر قلبى فمرضت")مز20:69( لكن وبعد تفكير عميق قررت أن أبيع ...نعـــــــم أن أبيع قلبى فوضعت عليه لافتة تقول:"للبيع ...حد يشترى قلبى؟!"
إلا أننى- وحسب قوانين السوق- لابد أن أكتب على اللافتة معلومات توضح مميزات ذلك القلب,حتى يُقبل عليه المشترون فأخذت على عاتقي البحث والتنقيب لكنى صدمت فلا وجود لأى مميزات !!أما العيوب فحدث ولاحرج. ورغم إنها المرة الاولى التى يعلن بائع عن عيوب سلعته لكنى فعلت ذلك دون تردد لا لشىء إلا إننى أريد التخلص من هذا القلب الذى كثيرا مـــــا أتعبني بتصرفاته المُتناقضة التى بلا تفسير!وقبل ان ابدأ عملية العرض للبيع نصحنى أحد الاصدقاء وأقنعني بالذهاب لصانع القلب وخالقه فهــــو الأحق بالحديث عنه، ولعلني أجد مايزيل حيرتي .فذهبت لكلام الحياة لكلمة الله الحية الفعالة, فالكتاب المقدس دائماً يشير إلى القلب مركز المشاعر والإرادة وتشخيص الله المبدئى لحالة القلب يقول إن "تصور قلب الانسان شرير منذ حداثته" (تك21:8)...فالقلب هو محرك الجسد والشىء الفعال فى حياة الإنسان والذى يُعول عليه الله الكثير من تصرفات وأفعال الإنسان،وفى معمل كلمة الله وبعد الفحص والتحليل الروحى الكامل لقلبي صدر التقرير الإلهى ونتيجة الفحص التي صدمتني بسبب استفحال المرض وتمكنه, إذ يقول التقرير: "القلب أخدع من كل شىء وهو نجيس"(أرميا9:17).
وجاء بالتقرير سؤال:"من يعرفه؟!" والتوقيع فى نهاية التقرير يقول"أنا الرب فاحص القلـــــوب"...!!
ياله من إعلان إلهى عن القلب ...أخدع من كل شىء...مخادع....شرير، نعم ياللعار فهو نجيس!
نعم لقد اكتشف المستور ..انكشف قلبى بكل صفاته من شهوة,غضب، تذمر,من نجاسة وحقد وحسد (امثال12،23).
وهذا بإختصار شديد "حالة قلبي" الذى منه "مخارج الحياة" !(أمثال23:4).....زادت حيرتي. ..أبعدكل هذا؟! يوجد من يشترى! لقد فر هارباً كل من يراه..لقد مل منه صاحبه...فكيف يقبله الاخرون؟!
وفجأه ظهر شخص استوقفني، ماأجمله"أبرع جمـالاً من كل بني البشر" وقال لى بقوة:"أنا هو"...لم أتمالك نفسي وشعرت عندها بتيار من الفرح الذى لايعبر عنه,يتملكني, وقال لي أيضاً: "أنا أشتري قلبك بكل عيوبه ولن أعطيك نقوداً عوضاً عنه بل قلباً جديدا مختلفا"..ووجدته يبتسم فى وجهي ويقبلنى بحبه ويقول"يا ابنى اعطني قلبك"....لأننى سوف أُعطيك قلباً آخر (حزقيال26:36), وبالفعل سلمت له فلن اجد غيره أبدا!..."لأنه ليس غيرك"(صموئيل الاول2:2) وفى لحظة تغير كل شىء فى كياني كعاصفه تغير معالم كل شىء!!!
**قارئ العزيز...لا تتعجب لقد تغير قلبي حقا!
إن لمسه من يد المخلص حولت ظلمة حياة الأعمى إلى نور ولمسة واحدة من يده تقع على قلوبنا فتنقلنا من حياة الظلمة الى حياه النــور!
عزيزي..حد يشترى قلبـــــــك؟؟......
نعم هناك من يشتري ..من يقبل أن يشتري القلوب المعيبة بكل مافيها لأنه قادر على تغييرها، وياللسعادة ..لايوجد إلا "المسيح" القادر على فعل ذلك فهل تبيع ؟- أقصد- تسلم له قلبك ,فالرب الأن وفى كل وقت (مادام يوجد وقت) يمد إلينا يده يريد أن يلمس قلوبنا حتى نبصر النور، فلنركض إليه كما ركض أعمى أريحا حتى نرى النور قبل فوات الأوان فلا تؤجل!! .
* * قالوا عن القلب :
- لم أتكل أبداً على الله دون أن أجده أميناً، كما لم أتكل أبداُ على قلبي دون أن أجده خادعاً.
- يعلن الكتاب المقدس أن قلبي ردئ للغاية، وهو المسئول الأكبر عن حالتي وفيه يجب أن يحدث التغيير. ولا يمكنني أن أحقق ذلك بمجهوداتي الذاتية إن الكتاب لا يترك لي أى توهم فى هذا الشأن، لأن تغيير القلب عمل مستحيل، لذلك فتدخل الخالق ضروري.
- إن ما يمنعني من أكون سعيداً، ليست هي ظروفي، بل بالأحرى حالتي الداخلية، ولا الآخرون، بل أنا قبل كل شيئ، ولا عاداتي، بل قلبي.