د. مينا ملاك عازر
الشعب المصري العزيز صوت جنابك وأنت تجأر بالشكوى يزعج سيادة النائب المخلوع فوطي صوتك، أو اتضرب من غير صوت، وعيط على وضع
الهزاز، لعلهم يظنون فيك أنك ترقص طرباً ولا تبكي ضرباً
سيادة النائب الذي عزلته الدولة ظلماً، وذاق الظلم على أيديهم يدافع عنها، ويطالب الشعب بالصمت وعدم الضجيج بينما هم يجأرون بالشكوى، يضيق صدر النائب السابق من ألم المصريين، ويعتبرهم مكنة شكاوي مع أنهم يحق لهم الشكوى، والسؤال هنا، كيف له كونه كان نائب للشعب يمثلهم في آلامهم، وينقل ضيقهم وعذابهم لمعذبيهم، يرصد ضيقهم، والآن لا يطيق شكواهم.
عجباً من مظلوم لا يطيق صراخ المظلوم، عجباً ممن يتقاضى اموالاً بالملايين يهاجم شكوى شعب يتقاضى الملاليم، عجب من جرب ويل الغبن والضيم على حد قوله، وفي قاعات مجلس النواب نزلت دموعه شاكية باكية، صرخ ليأخذ فرصة للدفاع عن نفسه فلم ينلها، كاد يقبل الأيادي، الآن يرفض بكاء شعب يئن من ويلات الغلاء والبلاء وأمور أخرى كثيرة يضيق بها صدر الشعب.
النائب السابق توفيق عكاشة يعود لممارسة هوايته من ممالأة السلطة الحقيقية، ويداهنها ليرضوا عنه ويعيدوه لمجده بعد أن سلبوه حصانته وقناته وغيرها، الآن يقبل بهذا ويقويهم على أهله وناسه الفقراء الذين يئنون ضيماً، يستكثر عليهم الشكوى والآهات.
يستحل لنفسه فقط البكاء والشكوى والدموع لكن لا يراها حقاً لشعب دأبت الدولة والحكومة على تعذيبه والتنكيل به من رفع أسعار وتردي خدمات وسوء إدارة وفشل متتالي في كل الملفات اللهم إلا قليل نستطيع استثناءه.
سيادة النائب السابق الذائق مرارة الظلم كاسات يستحل أن يتجرعه الشعب ويطالبهم بالصمت والقبول خانعين، لكن هذا ليس لشيء إلا لأنه خانع مطاطي منحني لمن يقودوه، فيأبى أن يرى الشعب حراً يشكوا ويرفض ويئن ويعترض يريد أن يرى الكل مثله يطبلون يرقصون لمن يمسك بالدف والطبلة ويصفق لمن يضرب الإيقاع حتى لو كان لضرب الإيقاع هذا نازل على أمة رأسه.
عزيزي القارئ، أتعجب حقيقةً من هؤلاء الذين استمرأوا العذاب ويشكون من شكوى الأحرار من آلام الاستعباد وكأنهم يحلمون بأن يكون الكل مثلهم عبيد أذلاء عند سادة يفعلون بهم ما شاءوا، يرفعون الفائدة متى شاءوا، ويخفضونها متى أرادوا، ويرصفون طرق متى أحبوا، ويشقون أنفقاً متى أحبوا، ويزرعون الأرض متى رأوا أن ذلك الأفضل، ويشيدون المصانع متى رغبوا دون النظر لأنات وآهات الواقع عليهم الألم ونتاج فشلهم وسوء اختيارهم.
المختصر المفيد آآآآآآآآآآه.