كتب – روماني صبري
منذ وطأت أقدام شارلي شابلن، مجال السينما ، حتى بات الأب الروحي للفقراء والمشردين ، حيث استطاع أن يعبر عن معاناتهم وأحلامهم البسيطة التي تكمن في إشباع معدتهم بسهولة كلما استبد بهم الجوع ، والحصول على قدحا من القهوة و تدخين التبغ في عالم لا يرحب بالحروب .
المشرد البسيط
ودائما ما لعب شابلن ، دور المشرد البسيط الذي يجول الشوارع بحثا عن مهنة يجني منها قوت يومه، أو بحثا عن الطعام وأعقاب السجائر ، ما جعل أفلامه تحظى بشعبية كبيرة في كل بقاع العالم ، حتى يومنا هذا .. ودائما ما عاقب شابلن المجتمع الدولي في أفلامه ، خاصة قوانينه التي تزيد من معاناة الفقراء والتي كثيرا ما تنفك تزاد .
شابلن المخدر
عندما يستبد الغضب بإنسان فقير تستحيل حياته إلى جحيم ، بعدما يتذكر انه لم يعرف أصدقاء واسعي الثراء منذ ولادته ، كما انه لم يرتاد المقاهي الكبيرة ، حتى الشعبية منها ، وذلك لفقر جيبه بالنقود .. الشعور بأنك لا تعيش بشكل طبيعي هو الجحيم ذاته ، ومنذ ظهور شابلن في الأفلام ، شعر كل فقير أنه هو بطل الفيلم ، بمعنى أوضح بات شابلن لهم كمخدر الأفيون .. يشاركهم الشعور بالمرارة وتجارب الحياة القاسية ولكن بشكل كوميدي سوداوي ، فشعروا أن ثمة من يكثرت لهم ويهتم بحياتهم .. أفلام شابلن لم تغير واقع الفقراء بشكل كبير وذلك بسبب الحروب الطاحنة الذى شهدها العالم آنذاك ، لكنها جعلت الفقراء جديرين بالاحترام .
من أيقونات السينما
ولد السير تشارلز سبنسر تشابلن ، في 16 ابريل عام 1889 بلندن ، وكان ممثل كوميدي إنجليزي، ومخرج وملحن وكاتب سيناريو ذاع صيته في زمن الأفلام الصامتة، حتى أصبح أيقونة في جميع أنحاء العالم من خلال شخصية "المتشرد."
ويعد شابلن واحدا من أهم الشخصيات في تاريخ صناعة السينما ، حيث امتدت حياته المهنية لأكثر من 75 سنة، من بداية طفولته في العصر الفيكتوري وحتى قبل وفاته بسنة، شملت التملق والجدل.
طفولة تعيسة
صاحب شابلن الفقر في طفولته كثيرا وبسبب فقر والدته ووالده قرروا إرساله عندما بلغ سبع سنوات إلى إصلاحية "لامبث" ، ما انعكس على أفلامه ، خاصة (الطفل)، و(مدينة الأضواء)، وقال كاتب سيرته "ديفيد روبنسون" بأنها "أكثر القصص الدرامية التي ذكرت بالتاريخ عن التحول من حياة الفقر إلى حياة الثراء.
أعماله
وقدم شابلن عددا من الأفلام القصيرة التي أصابت نجاحا عظيما منذ سلك المجال الفني عام 1914 ، منها : المتشرد، حياة كلب، امرأة من باريس، وبعدها قرر إنتاج وتأليف وكتابة الأفلام الطويلة ومن أشهرها : الطفل عام 1921 ، السيرك عام 1928 ، والذي حصل من خلاله على جائزة الأوسكار الفخرية ، وأضواء المدينة ، العصور الحديثة عام 1936 ، وكانت جميعها صامته ، حيث عرف شابلن دائما بكرهه للصوت السينمائي ، ويعود ذلك لأنه تعود على إنتاج الأفلام الصامتة ، وفيما بعد قرر إدخال الصوت على أفلامه بعدما أدرك أن الجمهور مل أفلامه الصامتة .
الرحيل
رحل شابلن عن عالمنا عام 1977 عن عمر 88 عاما ، بمنزله بسويسرا .