حمدي رزق
ممكن تخرجوا أمهاتكم من سفالاتكم، ممكن تجنبوا الأمهات من تدنيكم، محزن أن تجرى على الألسنة الفالتة ذكر الأمهات، ذنبهن إيه، كل من يتنطع يسب الأمهات، حتى فى الهزار يأتون على ذكر الأمهات، مجرور صرف صحى يغرقنا ويسود أيامنا.
هرمنا ونحن نُجِلُّ الأمهات، ونقبل الأيادى قبل الرؤوس، ومنا من يجلس تحت الأقدام يخدم فيمن تحت قدميها تجرى أنهار الجنة، سب الدين أصبح علامة للشارع المصرى، أما سب الأمهات فغطى وزاد، وأحيانًا يتسفل السافل فيسب دين الأم، وهطلع دين.. لا أعرف كيف يتم تطليع الدين.. ولكن العقورون قادرون على إتيان أسفل السفالات، الدرك الأسفل، أسفل سافلين!.
وباء، عرض الأمهات مستباح، مالها الكُمّل الطيبات فى بيوتهن بهذا السخام، سب الأمهات صار مضغة فى الأفواه، حتى زعران ومقاطيع النواصى يتسافلون بسب الأمهات، يا ابن.. وهكذا صار الهزار والجد، والأمر زاد عن الحد، درك أسفل يتترى فى وحله الكبار فما بال الصغار، من شابه.. فما ظلم.
الأمهات باتت هدف البذاءات، الأفجع من الفجيعة أن شتيمة الأم باتت عادية فى أفواه جيل لا يعرف شيئا عن الأدب الواجب والاحترام، والأفدح أنهم يستقبلون سب الأمهات بأريحية، عادى، بضحك وهزار، يتلذذون بسب الأمهات ويتفننون فى البذاءات، زمن مضى لو كانت ذُكرت الأم فى محل غير الأدب والاحترام لضاعت فيها رقاب.
معلوم الاحترام لم يعد له وجود فى قاموس الزعران المطلوقين علينا من وسائل التواصل الاجتماعى، وقطاع الطرق على النواصى، وفى الميكروباصات والتوكتوك، ولكن إهانة وسب الأمهات، وتطليع دين الأمهات، ووصفهن بقاموس لم تسمع به أذن ولا يقبله عقل، ولا يستقيم منطق، هل هانت عليكم أمهاتكم؟!، فقط احترموا احترامنا لأمهاتنا، لا تهينوا الأمهات.
أقول قولى هذا وأعرف أن بين ظهرانينا من يقبّل الأيادى حبًا، والرؤوس شكرًا، ويتمنون من المنى، منى عينهم دعوة صباحية أو ساعة المغربية من ست الكل، وأن تنام راضية وقلبها راضٍ عنه، ويعتقدون اعتقادًا جازمًا بأن رضاها من رضا الرب، وإذا رحلت عنه وصار يتيمًا ترعاه كالملاك الحارس، ويكفيه مؤنة فى الحياة أنها ماتت وهى راضية عنه، فيترضى عليها ويعتمر لها ويحج غيابًا، ويترحم عليها مع كل صلاة، ويتذكر حنوها، اليُتم يُتم الأم.
بارك الله فيمن يبرّها حيّةً أو فى مماتها.. ولهؤلاء السبابين، اتقوا الله فى الأمهات، ليست عرضة لأيماناتكم، وليست مطية لثاراتكم، وليست مضغة فى أفواهكم، الأمهات أحن الكائنات، حملنكم وهنًا على وهن، واخفض لهما جناح الذل من الرحمة، كفاية سباب بالأمهات.. ارحمونا من سبابكم، العيال الصغيرة فى قعور البيوت تسمعكم.. استقيموا يرحمكم لله!.
نقلا عن المصرى اليوم