في 24 أغسطس حلت ذكرى رحيل الفنانة الكبيرة أمينة رزق، الراحلة عام 2003، عن عمر ناهز الـ93 عاماً، بعد مسيرة فنية حافلة بالإبداع بلغت عدد أعمالها فيها أكثر من 300 عمل بين المسرح والسينما والإذاعة والتليفزيون.

 
أمينة محمد رزق تنتمي لأسرة محافظة، انتقلت من طنطا بمدينة الغربية، إلى العيش في القاهرة بعد وفاة عائلتها، واستقرت في حي روض الفرج، بدأت في شارع عماد الدين مع الفرق المسرحية المنتشرة وقتها، ولكن كان عام 1924 الفارق في طريقها الفني حيث التحقت بفرقة رمسيس ليوسف وهبي، وأدت أول أدوارها أمامه عام 1925.
 
وترصد "الشروق" أبرز الألقاب والتكريمات التي حصلت عليها أمينة رزق متفردة عن نساء جيلها..
 
- كليوبترا عصرها
بالتحديد أطلق هذا اللقب على أمينة رزق بعد تقديمها دور البطولة في فيلم "كليوبترا"، وروى الكاتب محمود قاسم في كتابه "تاريخ السينما المصرية قراءة الوثائق النادرة" تفاصيل هذا الفيلم الذي ضاع ضمن تراث فني كبير لم يعد موجود واختفى مع الزمن.
 
عام 1943 قرر المخرج إبراهيم لاما أحد المخرجين الرواد في السينما المصرية، عمل فيلم يحمل اسم كيلوبترا وهو تاريخي درامي، ضمن سلسلة أفلام تاريخية قدمها المخرج وهم "صلاح الدين الأيوبي" و"قيس وليلى".
 
كان فريق العمل يضم إبراهيم لاما، وبشارة وكيم، ومحمود المليجي وزوزو نبيل، وقال المخرج في مقدمة سيناريو الفيلم: "فيلم كيلوبترا ليس فيلم تاريخي فحسب بل فيلم ممتاز من كافة النواحي لأنه يتناول عصراً من عصور مصر وفيه لونان من ألوان الشعوب، الفرعوني والروماني.. وهو أول فيلم فرعوني يصنع في مصر..".
 
وقالت أمينة رزق عن الفيلم: "عندما استدعاني إبراهيم لاما لأداء دور كيلوبترا في الفيلم شعرت برهبة شديدة لأنني أعرف مكانة هذا الدور وحاجة الممثلة التي تقوم به إلى بل مجهود شاق".
 
ويقول قاسم في كتابه إن الفيلم تناول المؤامرات التي دُبرت لكيلوبترا، ثم قصة الحب مع القائد أنطونيوس، وتضمن الفيلم مجموعة من الأغاني كان جميعها باللغة العربية الفصحى ومنها "نشيد الفؤاد" و"شكوك الحب" و"رقصة الحب".
 
- أم الفنانين
 
على مدار سنوات كثيرة أدت أمينة رزق دور الأم ببراعة - فهي أم لم تنجب- قدمت خلالها الأم القاسية أحياناً ولكن الأغلب كانت صورة الأم كنموذج يحتذى به ورمز للأخلاق والدين أحياناً، وذلك وفق ما وصف الكاتب محمود قاسم في كتابه "الأديان على شاشة السينما".
 
ووصفها الكاتب سعدالدين توفيق في كتابه "قصة السينما في مصر": "أمينة رزق كانت أحسن أم على الشاشة".
 
ومن أشهر أدوارها كأم في أفلام (الشيماء، والشموع السوداء، وأين عمري، وأعز الحبايب، وبداية ونهاية، وأمهات في المنفى، ودعاء الكروان).
 
- تقدير رسمي من الرؤساء
 
ذكر الكاتب زكي مصطفى في كتابه "ورود لا تذبل.. شخصيات وحكايات من زمن فات" أن أمينة رزق نالت تقدير من رؤساء مصر الثلاثة الذين عاصرتهم، فحصلت على وسام الرئيس جمال عبدالناصر، ومنحها الرئيس محمد أنور السادات معاشاً استثنائياً، بينما اختارها الرئيس محمد حسني مبارك عضو في مجلس الشوري المصري، ومنحها ملك المغرب محمد الخامس وسام الجمهورية.