عقد الدكتور مصطفي مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، الثلاثاء، اجتماعًا لمتابعة الموقف التنفيذي لمشروعات المرحلة الأولى لمبادرة الرئيس عبدالفتاح السيسي لـ"حياة كريمة" في القرى الأكثر احتياجًا، حضره وزيرة التضامن الاجتماعي، ووزيرة التخطيط والمتابعة والإصلاح الإداري، ووزير التنمية المحلية، وعدد من المسئولين.
وفي مستهل الاجتماع، أشار "مدبولي" إلى أن مبادرة "حياة كريمة" تم إطلاقها في مؤتمر الشباب الأخير الذي عُقد برعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي، مضيفًا أنه تم التوافق على نموذج إدارة المشروع، وستتم متابعة مراحل التنفيذ في اجتماع شهري، لافتًا إلى أنه سيتم تنظيم زيارات للقرى التي يتم تنفيذ المبادرة بها في كل زياراتنا للمحافظات خلال الفترة المقبلة.
وخلال الاجتماع، عرضت وزيرة التخطيط موقف تنفيذ مشروعات المرحلة الأولى لعام 2018-2019، مشيرة إلى معايير تحديد القرى المُستهدفة في المرحلة الأولى والتي تم الاستناد إليها، وفي مقدمتها إجراء حصر للقرى المستهدفة من واقع تعداد 2017 وفق معيارين هما: معدل الفقر 60%، وكثافة سكانية 5 آلاف نسمة، وكذلك دراسة المؤشرات الدالة على الفجوات التنموية، بحيث يتم التأكد من توافر الخدمات والمرافق العامة، والخدمات الصحية، والخدمات التعليمية، إلى جانب تحديد نوعية المشروعات المطلوبة لمواجهة هذه الاحتياجات وتلك الفجوات التنموية ذات الأولوية بكل قرية.
وأضافت وزيرة التخطيط أن المعايير تضمنت كذلك تنظيم زيارات ميدانية من فرق العمل بهيئات التخطيط الإقليمي لرصد الوضع الراهن لاحتياجات القرى وتدقيق درجة أولوية المشروعات، وإعداد دراسة جدوى تنفيذ المشروعات المقترحة من حيث العائد والتكلفة والقدرة على التنفيذ.
ومن ناحية أخرى، تناول الاجتماع استعراض الملامح الأساسية للخطة الاستثمارية المُوجهة لمبادرة "حياة كريمة" لعام 2019-2020 والتي تنفذ بواسطتها 11 وزارة معنية 954 مشروعًا في 473 قرية في 16 محافظة مستفيدة، حيث يصل عدد المواطنين المستفيدين إلى 7.4 مليون مواطن.
ونوهت وزيرة التخطيط، إلى أن محافظات أسيوط، والمنيا، وسوهاج، والبحيرة تستحوذ على نسبة 86% من إجمالي الاستثمارات، مضيفة في هذا الصدد أن مشروعات وزارات الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، والتربية والتعليم والتعليم الفني، والتنمية المحلية والموارد المائية والرى تستحوذ على نسبة 96% من جملة الاستثمارات.
وحول الجهود التي بذلتها وزارة التضامن الاجتماعي فيما يتعلق بالمبادرة الرئاسية "حياة كريمة" حتى أغسطس 2019، أوضحت وزيرة التضامن الاجتماعي، أن هذه الجهود تمت على عدة مستويات منها بناء شراكة مع الجمعيات الأهلية؛ إذ تم توقيع اتفاق بروتوكولات تعاون مع 19 جمعية، وجارٍ التوقيع مع جمعيتين إضافيتين ليصل عدد الجمعيات إلى 21 جمعية.
وأشارت وزيرة التضامن إلى أنه تم تشكيل أربع لجان تحت مظلة "حياة كريمة" لتقسيم العمل بين الجمعيات الأهلية وهي: لجنة "سكن كريم" التي تشمل وصلات مياه وصرف صحي، وبناء أسقف ورفع كفاءة منازل، وتأثيث وتجهيز مفروشات، إلى جانب لجنة "الصحة" وبها قوافل طبية وعلاج، وأجهزة تعويضية والتي تضم سماعات وكراسي متحركة، ثم لجنة "التعليم" والتي تشمل تطوير وتجهيز حضانات، وتطوير وتأثيث مدارس، وبرامج محو أمية، إلى جانب التوعية المجتمعية، فضلًا عن لجنة "التأهيل والتشغيل" وبها تدريب مهني وإداري، وتشغيل كثيف العمالة، وإقراض متناهي الصغر ونقل أصول وعمل لدى القطاع الخاص والأهلي.
وأوضحت أن هناك لجنة معنية بتنمية القرية، وتختص بتطوير وحدات صحية واجتماعية وبيطرية ومراكز شباب، إلى جانب ردم ترع ورصف طرق وتشجير، وجمع قمامة وتدوير مخلفات.
وأشارت وزيرة التضامن إلى أنه تم وضع مواصفات تفصيلية لكل خدمة مقدمة لأهالي هذه القرى؛ كي يتم تنميط نوع وجودة الخدمات على مستوى جميع القرى، وكذلك تم وضع تسعير لكل خدمة من هذه الخدمات باستثناء بعض المحافظات الحدودية التي ترتفع التكلفة بها، على أن يتم تطبيق تلك المعايير على جميع الجمعيات.
وأوضحت الوزيرة، في نفس السياق، أنه تم تدريب 170 باحثًا؛ لاستيفاء استمارات الأسر في القرى المستهدفة، وقد تم استيفاء استمارات بحث للأسر واستمارة لحصر الأشخاص ذوي الإعاقة بالقرى المستهدفة، ويصل عدد الاستمارات التي تم استيفاؤها إلى 47.345 أسرة، وجارٍ العمل الميداني لبحث الاحتياجات الفعلية وتحسين استهداف الأسر المستهدفة.
وأعلنت الوزيرة في هذا الصدد، الانتهاء من إعداد ملفات توصيف القرى لإجمالي 51 قرية؛ للوقوف على الاحتياجات الأساسية لتلك القرى، واستكمال القرى التي لا يوجد بها ملف توصيف، مشيرة إلى أنه تم تصميم تطبيق لعمل قاعدة بيانات بالأسر المستفيدة وضمان عدم ازدواجية الخدمات.
وحول الإنجازات التي نفذتها الجمعيات الأهلية الشريكة في المبادرة، والأسر المستفيدة من برنامج "سكن كريم"، قالت وزيرة التضامن إنه تم إحلال وتجديد 4 آبار لتوفير مياه شرب في مراكز ديروط ومنفلوط بأسيوط، وكذلك إحلال وتجديد بئر ارتوازي وتركيب طلمبات ومحركات ولوحات كهربائية، كما تم توريد وتركيب 17 منظومة كلورة مياه، إلى جانب رفع كفاءة عدد كبير من المنازل وتأثيث منازل أخرى، منوهة إلى أن عدد الأسر المستفيدة من خدمات هذا البرنامج وصل إلى 122،163 أسرة، بعدد أفراد يصل إلى 518،844 فردًا.
كما أشارت الوزيرة إلى التدخلات الصحية في محافظات سوهاج والوادي الجديد، والتي شملت الكشف الطبي وإجراء الأشعة والتحاليل للمرضى في القرى من خلال قوافل طبية، مع توفير العلاج اللازم لهم، إلى جانب إجراء مسح طبي شامل لعيون الأطفال في 7 مدارس في قوافل مسح العيون، وتوفير نظارات بناء على هذا المسح، إلى جانب إجراء العمليات الجراحية المطلوبة والتي شملت جراحة عيون وعظام وأنف وأذن، منوهة إلى أن عدد الأسر المستفيدة من خدمات التدخلات الصحية وصل إلى 11 ألف و485 أسرة.