الأقباط متحدون | وَصْفُ مِصْرَ
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٩:١٦ | الاربعاء ٢١ ديسمبر ٢٠١١ | ١١ كيهك ١٧٢٨ ش | العدد ٢٦١٥ السنة السابعة
الأرشيف
شريط الأخبار

وَصْفُ مِصْرَ

الاربعاء ٢١ ديسمبر ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +03:00 EEST
حجم الخط : - +
 

بقلم: القمص أثناسيوس چورچ
يا للأسف، لقد حُرق بالأمس كتاب "وصف مصر"- (النسخة الأصلية)- ضمن مجموعة من المخطوطات الثمينة في حادثة حرق المبنى الأثري للمجمَّع العلمي المصري. والذي يعتبر علامة تاريخية وتراثية مميزة منذ سنة (1798 م). لا يمكن لمصري أصيل أو لمواطن شريف إلا أن يأسف ويحزن لهذه السقطة التي ارتكبها كارهو "مصر" ليطمسوا حضارتها وتراثها وتاريخها... الذي سبق وحفظه وحمله وأمّنه الأصلاء ليسلموه للأجيال القادمة سليمًا معافىً، متباهين به أمام العالم، مفتخرين بالعراقة والأصالة المصرية القديمة.

إن المجمع العلمي المصري من أعرق المؤسسات العلمية في "مصر" بل وفي الشرق الأوسط، إلى جانب الأوعية المعرفية الأخرى التي تضارع أفخر العلامات الحضارية الشاهدة على الرُقي الأصيل لـ"مصر" منذ القدم... وكتاب "وصف مصر" تساويه دول من الناحية الرمزية، بل وهذا الصرح العلمي كانت أهم أهدافه العمل على تقدُّم "مصر" العلمي ونشر العلم والمعرفة، وبحث ودراسة ونشر أحداث "مصر" التاريخية ومرافقها. كذلك يضم (40000) كتاب أهمها كتاب "وصف مصر" الأصلي، الذي لا يستطيع حمل نسخته رجل بمفرده... والذي كان له مجلة سنوية رائعة تغطي جميع مناحي العلم بقلم خيرة علماء وعقول مصر www.bib-alex.com-mglat.bhp.

فهل مصادفة تم حرق هذا المجمع العلمي؟! وهل حرق "وصف مصر" هو بتدبير من الذين يريدون أن يطمسوا هوية "مصر" الحضارية والمدنية؟! أم ماذا؟! إنها دلالات صادمة!!! تشير إلى اتجاهات التجهيل والتعتيم وتزييف الوعي والتطرف العنصري والرجوع بنا خارج إطار الزمان.

على ما يبدو أن حرق كتاب "وصف مصر" مؤشر خطير لرِدّة أخلاقية وحضارية وفكرية نعانيها، سيكون على أثرها وصف مغاير لـ"مصر"، بينما "مصر" التي نعرفها وعشنا أوصافها، "مصر" الطيبين لا المتشنجين، "مصر" التعايش لا التعصب، "مصر" التفكير لا التكفير، "مصر" البناء لا الحرق، "مصر" الوعي لا التجهيل.

وعلى جميعنا في هذا التوقيت أن يعي كيف أن "مصر" هي أمنا ووطننا، وفيها وُلدنا وتربّينا وعشنا، ومن قمحها وخيرها أكلنا، ومن طينها امتزجنا، وعلى أرضها نشأنا، ومع أهلها عشنا، دموعنا امتزجت بنيلها، ودماء شهدائنا سُفك على ترابها ودشنها.. لذلك هي جوهرتنا وتاجنا وحُلمنا، سماها وأرضها هما سُكنانا، وأرضها أرض البركة والخير، "مصر" جنة الله (تك 10:13)، "مصر" التي باركها وشرفها السيد المسيح، وأسس فيها مذبحه وعامود عند تخمها.. "مصر" جميلة ونبيلة وخميلة وأميرة وكريمة ومنيرة وفَتيّة ونَدِيّة وهدية... وستبقى كذلك بوعد البركة الإلهي مهما تكالب عليها الانتهازيون والمنتفعون والظلاميون من أعداء الأدب والحضارة والفكر والتنوير.
الرب معكم.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :