بقلم المايسترو بيشوى عوض
تعريف الفن:
الفن هو المصطلح الأشمل و الأعم و يعرف بطرق مختلفة حسب الأماكن و التواقيت و الأشخاص،
ولكننا نتفق جميعا على أمرين هما:
أن الفن وسيلة التعبير عن المشاعر و توثيق الأفكار.
أن الفن هو نتاج الشعوب و الأشخاص.
أنواع الفنون
الرسم، الموسيقى، العمارة، النحت، الشعر، التمثيل، الرقص، الأعمال اليدوية...إلخ،
جميعها فنون و جميعها تجمعها أهداف و دوافع مماثلة وهى التعبير و التوثيق و جميعها نتاج الشعوب و الأشخاص.
الفنون، مسما واحدا و خصائصا مختلفة
نتفق جميعا على ماهية الرسم مثلا كواحدة من الفنون و إنما نطلق عليه الرسم الفلانى أو الرسم العلانى نسبة لخصائصه،
فالرسم الإيطالى يختلف عن الرسم القبطى و كلاهما يختلفان عن الرسم الكريكاتيرى من حيث الخصائص.
كذلك الموسيقى، نتفق على إسمها ( موسيقى ) ثم نطلق عليها الموسيقى الفلانية أو الموسيقى العلانية حسب خصائص كلا منها، فالموسيقى اللاتينية تختلف عن الموسيقى الأوروبية وكلاهما يختلفان عن الموسيقى الآسيوية من حيث الخصائص.
وهكذا كل الفنون، نتفق على أسماؤها ولكن نضفى عليها الخصوصية حسب الخصائص التى تميز كل منها.
وحتى إن إتفقنا على موضوع واحد مثل المسيحية مثلا، فسنجد التعبير عنه مختلف حسب الشعوب و موروثاتهم و فلسفاتهم و عاداتهم التى تقيد الفنون، علاوة على مخيلة الفنانين التى تختلف دوما، و الخامات المستخدمة و التى تختلف من مكان لأخر ومن وقت لأخر أيضا.
الفنون القبطية
لدى الكنيسة القبطية العريقة تراث و ميراث ضخم من الفنون، وأنا مثل الكثير من الدارسين، أعتبر الكنيسة القبطية الإبنة الشرعية للثقافة المصرية القديمة و إمتدادا لها، فى تعبيراتها الفنية و حتى ممارساتها الدينية،
فكما كانت الرسوم على جدران المعابد و المقابر تعبيرا عن الأفكار و توثيقا لها، فى تجرد و بساطة،
نجد الأيقونة القبطية تلعب نفس الدور التعبيرى التوثيقى فى تجرد و بساطة، كذلك الأمر فيما يخص الموسيقى و العمارة و الأعمال اليدوية...
الرد على بعض التصريحات المشوشة
يخرج علينا من وقت لأخر، بعض الدارسين أو الهواة فى مجال الفنون بتصريحات مشوشة ويقولون لا يوجد فن قبطى، حينما يعرفون أن الفنون القبطية مثل الرسم أو الموسيقى تأثرت بفنون الثقافات المجاورة، وهذا إنتقاص للحقائق و إختزال لها و قلة معرفة .
فالأيقونة القبطية حتى و إن تأثرت بالرسم المصرى القديم أو بالرسم اليونانى، تظل رسما قبطيا خاصا، لما تتميز به من خصائص و فلسفة عقيدية من خطوات التحضير و طريقة التنفيذ و حتى وضعها فى المكان المخصص لها فى الكنيسة، مسيرة تعج بالمدلولات و الفلسفات العقيدية القبطية الخاصة،
هكذا الموسيقى القبطية، حتى و إن تأثرت بالموسيقى العربية أو اليونانية، إللا أنها تظل موسيقى قبطية خالصة، لما تتميز به من خصائص مثل التطويل...إلخ.
الخلاصة
الفنون واحدة عند الجميع، إلا أنها تتفرد و تنسب إلى أصحابها وقتما تكون لها بعض الخصائص التى تميزها حتى و إن تأثرت بمؤثرات خارجية.
المايسترو بيشوى عوض
مؤلف موسيقى و عضو االمؤسسة العالمية للمؤلفين الموسيقيين
مدرس الموسيقى بمعاهد الكونسرفتوار و مدارس باريس
قائد الكورالات و الأوركسترات
مهتم بألحان الكنيسة القبطية
