شهدت عدد من محافظات الجمهورية خلال الأسبوع الماضي، أحداث مؤلمة كشفت عن إهمال قطاع المحليات لمنظومة الصرف الصحي، فالجاني في هذه الحوادث كانت "بالوعات الصرف بلا أغطية".
حيث التهمت هذه البالوعات "القنابل الموقوتة" 6 أشخاص من ضمنهم أطفال، ما تسبب في مصرعهم وإصابة شخص واحد.
حيث لقى شاب مصرعه يوم الخميس الماضي، وأصيب آخر إثر سقوطهما في بالوعة للصرف الصحي، بمدينة إطسا، بمحافظة الفيوم، ونقلت جثة المتوفي، والمصاب لمستشفى إطسا المركزي.
واستقبلت مستشفى إطسا المركزي، كلا من "محمد. ع. أ" البالغ من العمر 35 عاما، بعد أن لقى مصرعه، و"فرج. ق. ش"، ويبلغ من العمر 40 عاما، مصابا، وتبين أن المتوفي حاول تسليك البالوعة، فسقط فيها، ليحاول الآخر إنقاذه فأصيب بإصابات متنوعة، وحرر محضر بالواقعة، وأخطرت النيابة للتحقيق.
كما شهد نفس اليوم، تلقى اللواء أسعد الذكير مساعد وزير الداخلية مدير أمن أسيوط، إخطارا من مأمور مركز شرطة صدفا، بوصول بلاغ من غرفة عمليات النجدة، بسقوط 4عمال ببالوعة صرف بمدينة صدفا.
وعلى الفور، انتقلت فرق الإسعاف والإنقاذ، وتم انتشال العمال الأربعة 2 منهم جثث هامدة، و2 في حالة إعياء شديدة توفوا أثناء نقلهم للمستشفى، وبالفحص تبين مصرع كلا من "عصام زهران محمد" 42 سنة، و"أيمن سعد محمد " 47 سنة، و"زين عبد الستار حسين "30 سنة، و"لاوى نشأت مجاهد " 16سنة، وجميعهم من العمالة الموسمية بشركة الصرف الصحي بأسيوط.
وكشفت التحريات، التى قام بها فريق مباحث المركز، أنه حال قيام العمال بتفريغ حمولة صرف صحي من بيارة صرف بمنطقة لم يدخلها الصرف الصحى بعد، في بالوعة صرف صحي رئيسية، سقط فيها خرطوم السيارة، فنزل أحدهم لانتشال الخرطوم، لكنه أصيب باختناق وغرق، وكلما حاول زميل إنقاذ سقط هو الآخر وتوفى الأربعة في هذه البالوعة، وتم نقل الجثث والتحفظ عليها بمشرحة مستشفيات صدفا والغنايم المركزي، وتحرير المحضر اللازم واستكمال الإجراءات القانونية اللازمة.
وبرغم ذلك فقد شهد أيضا مساء الأحد سقوط طفل في بالوعة فيصل بالجيزة، والذي أوضح مصدر أمني إن قوات الشرطة بمساعدة الأهالي تمكنت من انتشال جثة الطفل بعد 90 دقيقة من سقوط الطفل في بالوعة صرف صحي بمنطقة "فيصل" بالعمرانية.
هذا وتعود الواقعة إلى أن الطفل ياسين البالغ من العمر6 سنوات، خرج مع والديه، عقب انتهاء اليوم الرياضي له في النادي وكان يتحرك بسرعة متجها إلى منزله بصحبة والديه وترك الطفل يد والده لمدة 4 دقائق فقط وبدأ يتحرك بسرعة على بعد أمتار من والده، وكان يودع أسرته وهو يضحك ويلعب في الشارع، وأثناء سيره سقط فى بالوعة الصرف الصحي التي كانت مغطاة بغطاء "خشبي"، لتنتهي فرحة الأب بابنه، وانطلقت صرخاته حسرة على ابنه.
وبعد سقوط الطفل تجمع الأهالي وحاولوا إنقاذه وانتشاله ولكنهم لم يتمكنوا من ذلك، فأسرعوا بإخطار رجال المباحث والحماية المدنية، التي انتقلت إلى مكان الواقعة، وبدأت رحلة البحث عن الطفل "ياسين"، حتى تمكنوا من انتشال جثته بمساعدة الأهالي بعد مرور ساعة ونصف من البحث.
وأمر اللواء محمد الشريف، مدير أمن الجيزة، بتحرير محضر بالواقعة، وأخطرت النيابة التي انتقلت إلى مكان الواقعة، وتحفظت على الكاميرات القريبة من مكان وقوع الحادث، وناظرت جثة الطفل، وصرحت بدفنه، وطلبت تحريات المباحث بشأن الواقعة لتحديد المسؤول والمتسبب في الوفاة، وبدأت في استجواب الأب الذي أكد أن نجله كان يسير بمفرده وسقط فى بالوعة الصرف، ولم يتهم أحدا بالتسبب في وفاته.